الصفحات

2014/04/25

"تهاطلَ الشِّعرُ" لعبد الله التواتي

كتابه الثاني في مؤسسة الثقافة بالمجان


"تهاطلَ الشِّعرُ" لعبد الله التواتي
 
صدر عن مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان كتاب جديد للشاعر الجزائري عبد الله التواتي بعنوان "تهاطلَ الشِّعرُ"، وهو يقع في 64 صفحة، وتزيِّن غلافه لوحة للفنان التشكيلي حسن جوني.
إهداء الكتاب: "إلى صاحب فكرة الثقافة بالمجان، الأديب الفاضل ناجي نعمان"؛ ومن مقدمته التي جاءت بقلم الدكتور حبيب مونسي: "يُخيَّل إليك أنَّك تلجُ السَّهلَ الهيِّنَ الذَّلول، ولكنَّك ستركبُ الصَّعبَ الحزون. لذلك أشيرُ إلى بعضٍ من أسراره، لعلَّ غيري يُبحرُ فيها فيعود بجواهر. الهطول، الهطولُ فيه من معاني الغزارة ما يجعلُ الكلمة من وقعها الصَّوتي تنزاحُ بك إلى الكثرة والفَيض، وما يترتَّبُ على ذلك من خَير عَميم...
"إنَّه، في أحواله كلِّها، ذلك المسافرُ أبدًا في التواءات الدَّرب، يصعدُ به نجودًا وعرةً، وينحدرُ به مساربَ ضيِّقةً، وهو، أبدَ الدَّهر، يُعاودُ السَّير، سيرَه إلى ليلاه. ما أشقاهُ من عاشق. وما أشقاها من امرأة يتعذَّرُ إيجادُها لحمًا ودمًا. إنَّها في مخيال الثَّقافة امرأةٌ من فكر، لا امرأة من دمٍ ولحم. إنَّها اللّبوس الذي نسبغُه على كلِّ فكرة نريدُ أن نتعشَّقَها بحرارة، ونغنيها بجنون، مثلما فعل قيس...
"إنَّ شعر عبد الله التَّواتي، من هذه اللُّغة، من هذا السَّهل الممتنع الذي يُربكُ في سلاسته وبساطة لغته. يُربكُ لأنَّه يطلب منك أن تقولَ أشياءَك بصدق ويقين، وأنت لا تملكُ اليقينَ أصلاً. يُربكُ لأنَّه يضعُك أمام المعنى الذي ظننتَ أنَّك قد نفضتَ يدَك منه لتجدَه جديدًا، حادًّا، داميًا بين يديك. يُربكُ لأنَّه لا ينفعُ معه منهجٌ تنهجُه، سوى أن تفتحَ نوافذَ الاستقبال مشرَّعةً لأنواره.
"وأنا أقرأُ، في خلفيَّة الصُّورة التي أتلقَّى بها شعرَه، هطولَ المطر، في انسجام، في تواصل، في قوَّة، في دفق شديد؛ وكأنَّ العتبة التي يطلُّ منها الدِّيوانُ تُملي ضرب السّير ولونه في النصِّ وشدّته. فهي لا ترضى بالسَّير الهيِّن السَّلِس، إنَّها تريد أن تخب خببًا في مواطن، وأن تهرولَ في أخرى؛ وأن تعدو، أن تتعب وأن تلهث في ارتقاء وانحدار؛ لا تسلِّمك للسَّهل المنبسط إلا لحين تستردُّ فيه أنفاسَك. لغة تهمس، ليس فيها ضجيج الخطابة. لغة تقول، ليس فيها كهنوت الغموض. لغة تتعرَّى مثل الحسناء أمام النُّور، تخشى الظُّلمة، تتحاشاها، تتلبَّس ألوان البيان زينةً، تتبهرج".
وأما عبد الله التواتي، فشاعر جزائري، من مواليد منطقة مسعد (ولاية الجلفة – الجزائر) في العام 1963. يعمل في التدريس، وقد أصدر أربع مجموعات: "من القلب"، "أوجاع"، "وطنيات"، بوح في زمن اللابوح". له أنشطة أدبية وثقافية متنوعة، وقد حازَ إحدى جوائز ناجي نعمان الأدبية (جائزة الإبداع، 2011). والكتاب الحالي هو ثاني كتبه في سلسلة "الثقافة بالمجان" بعدَ "بوح في زمن اللابوح" (نيسان، 2012).
 
        من الكتاب:
قضيتُ العمرَ أهذي
عذَّبني حبُّك يا ليلى، أعياني...
أنا يا ليلى كما أنا
عطوفٌ مسالم، برٌّ بإنسانِ...
تعلَّقتك منذ الصِّبا
مذْ كان العمُّ يرعاني...
تصيبُني إن ذكرتُك رعشة
تحرِّك عمقَ وجداني...
أسميتُ كلَّ النِّسا ليلى
رحتُ كما المجنون
أردِّدُ اسمَك الذي
شتَّتَ العقل... سَباني...
لزمتُ الشِّعرَ يا ليلى، أرتِّلُه
علَّني أنسى يا ليلى، فما أنساني...
تساءلتُ كم مرَّة
هل كل اسم ليلى معذبٌ
أم أنا وابن الملوَّح شقيَّانِ؟...
نحيفَ الجسم صرتُ
أسقمنَي حبُّك،  أبلاني...
ما عدتُ أطيقُ صبرا
ما عدتُ أنا، ضيَّعَني حبُّك، أفناني...
أذرفُ الدَّمعَ كلَّ ليل
أقولُ متى ألقى، وتلقاني؟...
أتمنَّى الطَّيفَ يزورُني
علَّّه، يا ليلى، يخفِّفُ بعضَ أحزاني...
بكيتُ كما الوليد
وما في الكون غيرك، يا ليلى، أبكاني...
هجرتُ كلَّ جميلٍ، يا ليلى،
ما صدَّني عنك جميل، ما أغناني...
همتُ كما المجنونُ في البراري
يرقُّ، يُصابُ بالذُّهول، مَن يراني...
زرتُ الطَّبيبَ يعالجُني
يهدِّئُ من هذياني...
رَثا لحالي الطَّبيبُ، بكاني...
تضرَّعتُ للباري
أسألُه، تكونين لي،
أو يرحمني بنسيانِ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق