الصفحات

2014/04/28

أتذكر ياصديقى اللقاء ؟ !! بقلم: أميرة الوصيف

أتذكر ياصديقى اللقاء ؟ !!

بقلم: أميرة الوصيف  

ان إحتلال الخبائث لنفسك
؛ يعصمك من النقاء !
ومن البطولة !
ومن الشهادة !!
فما إن داعبت كتب التاريخ أعيننا
إلا وأشبعتنا بشهداء
؛ خرج الوقار من لقطاتهم المصورة
ليصافحنا يداً بيد .. !
وما إن لا طفتنا أتربة الجنائز
إلا وأثارت النور فى مخيلتنا المتواضعة !
من أثر رحيلهم المقدس
وأثير عطرهم المبارك
الذى ماتنفسته نفس إلا وطابت
؛ كمن يتيمم بماء ملائكى المنبع !!
صاحبتنى ذاكرتى المُثيرة للمتاعب الى يوم أن كنا معاً
بتلك الرقعة الخالد ذكرها
فى مجالس المناجاة , وطقوس الدعاء الموسمية !
أتذكر يا صديقى يوم أن عزمنا اللقاء بالقدس ؟
أنا أذكر لقاءنا كما أذكر
كم أصبحت سنوات الإحتلال مُهينة لميلادنا , وسنينا , ووجودنا !
أذكره كما أذكر تجاعيد وجهى التى أحاطنى بها العمر الدميم !
بل أذكره كما أذكر نبرات صوتك , ومعطفك الأسود القاتم الذى ارتديته فى حداد على حالنا العربي !
هل حقاً ارتديته كحداد على شأننا العام ؟!
أم أن المصادفة لعبت دورها آن ذاك ؟!
أتدرى ياصديقى أن  ماجعلنى أكتب اليك هو معانقة ذاكرتى لذلك اليوم ! ,
 ومصافحة وجنتى لتلك الدمعات ! ؛ التى ماهبطت الا بعد بزوغ مشهد الأمس أمام عينى كحدث وقتى مُلِح !
هبطت كالصواعق التى لم نشعر بها وقت حضورنا معاً كممثلين من الأمم المتحدة على الأرض العربية  ذات الأنين الصاخب !
واقفين نحن لاشيء يشغلنا سوى الهتافات والخطب ورقية المضمون !
مُتحاملين على كل شيء إلا أنفسنا !
ناثرين فى فضاء البلدة عبارات الشجب والتنديد دون تهديد
ناثرين فى فضاء البلدة أبواق وأبواق !!
دون فعل
دون جدوى
دون حنين
ودون عزة يا صديقى !!
أتذكر؟ لقد وقفنا نصرخ أمام الكاميرات بأداء درامى عبثي
يخرج عن الواقع , ويرفض التصديق !
أتذكر ؟
لقد سخر منا الجميع , ومازلنا نصدق أننا بخير !!
 
أذكر يومها حينما أدارت كاميرات العالم ظهرها لنا أخذنا نضحك بصوت جهوري
وأخذت تسخر من مظهري الغير مرتب , ونظارتى المُقعرة !
 
وما ان سمعت منك ذلك الحديث , إلا وانفجرت فى الضحك ؛ الذى لا يعلو عليه ضحك!
ومر وقت قصير , وأقبلت السماء على الغروب فتوقفت ضحكاتنا فجأة
ليس إستجابة لقدسية الحزن ومابه من بلاء يدمى القلوب !
انما لشعورنا بشيء يتحرك أسفل قدمينا , وما ان صوبنا أبصارنا لا بصائرنا اليه
فإذ بنا نجده جثة لأحد الشهداء , مازالت الروح تعافر بها!
لكن وقوفنا الباهت عليها أفقدها فرصتها الأخيرة لسكنى الحياة !
 
والآن
أتذكر ياصديقى اللقاء ؟
أ أيقنت كم كنا لقدس العرب غير أوفياء ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق