الصفحات

2014/05/24

في (ليلة) عبد الرب إدريس مُتعة مجروحة ولدت من رحم أوتار حنجرته وأوتار عوده معا




في (ليلة) عبد الرب إدريس
مُتعة مجروحة ولدت من رحم أوتار حنجرته وأوتار عوده معا

*محمد رشيد (iraqish1999@yahoo.com  )
الفنان المتألق عبد الرب إدريس مطرب وموسيقار كبير , كوكب يدور ضمن مجرة الإبداع , أحاسيسه محبة ونقاء وتسامح ...مفعمة بالتجدد ...شفافة ...عبقت أريجا من دواخله , بياض قلبه حلق عاليا ليهشم قيود جسده لاغيا سمار بشرته ...  ولد في مدينة المكلا في حضرموت / اليمن من أب  يمني وأم من الصومال عام 1946 حصل على الجنسية السعودية ، عمل في السبعينات معيد في المعهد العالي للموسيقى في الكويت كما انه درس الموسيقى في القاهرة وغنى في إذاعة صوت العرب ونال درجة الدكتوراه من المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة عام 1988 .

لحن لعدد من النجوم العرب منهم الفنان طلال مداح في أغنية (أحرجتني)  لمنصور الشادي والفنان عبادي الجوهر في أغنية (أوعدك) والفنان محمد عبده في أغنية (أيامي لك) للشاعر محمد عبد الرحمن  والفنان عبد الكريم عبد القادر أغنية           (أعترفلك) لبدر بورسلي والفنانة سميرة سعيد أغنية (يا ابن الحلال) للشاعر سعود سالم والفنانة ماجدة الرومي في أغنية (ليلك الساري) من كلمات الشاعر الناصر والفنان راشد الماجد في أغنيته (المسافر)  لبدر بن عبد المحسن والفنانة آمال ماهر في أغنية (الذكرى) للشاعر خالد الفيصل.

أغنية( ليلة ) غناها عدد من محبيها وآخرهم الفنان السوري عبد المنعم عمايري الذي جسدها صوتا وشكلا من خلال  برنامج شكلك مش غريب الذي يبث حاليا من (قناة mbc ) وقد تلقيناها بطابع جديد أضاف لرصيدها كون الناس تحب أن تقلدها ليست بالصوت فقط وإنما بالصورة أيضا وأن هذه الأغنية هي قصيدة للأمير بدر بن عبد المحسن لحنها وغناها الفنان الدكتور عبد الرب إدريس .
قصة الأغنية تتحدث عن محب يطلب أن يسهر ليلة واحدة فقط في سواد عيون محبوبته مقابل ان يمنحها عمره كله الذي عبر عنها بطريقة شعرية (ليل عيونك) ... ينادي الله ملهما ومعجبا بجمالها وبمساحة الحب التي عكستها عيون محبوبته...  يحلم بها وهي جنبه في الصحو والنوم ويعترف بان أيامه التي قضاها ومضت بدونها هي أيام ليست من عمره بل ذهبت هباء ... يصف صوتها وكأنه البيت الذي يسكن به ... وهمسها هو سفره نحو العالم ويصفها أيضا بأنها قمرا لليله وشمسا لفجره وإنها عيونه التي يرى بها كل شيء ... بل هي قلبه ونبضاته أينما توجهت خطاها وأينما كانت وعلى أي بقعة مباركة في الكون ...وانه مستعد أن يفدي عمره ونفسه لسواد عينيها كونها جميلة جميلة جدا وانه هائم بحبها إلى ما شاء الله. هذه الكلمات جاءت على ألحانه باكية بلا دموع كانت جواز مرور لقلوب اغلب المثقفين في العالم العربي أينما كانوا دون إذن أو تأشيرة دخول تمنح من  حكومة أو مطار أو وزارة امن فكانت أغنية (ليلة) للفنان المبدع الدكتور عبد الرب إدريس بحق ليلة ولا ألف ليلة . أغنية (ليلة) كانت ولا زالت لها صدى كبير في قلوب وعقول المثقفين منذ زمن طويل والسبب هو الهالات الشعرية الواسعة والمؤثرة التي تأطرت بها الكلمات واللحن السرمدي الذي منح شعرية القصيدة عمرا طويلا لا يقاس بالسنوات بل بعشق الناس للأغنية كذلك التوزيع الموسيقي الذي رصع النوتات النازفة بالوجع في ذاكرتنا حتى طريقة الأداء التي رافقها الوقار والهيبة منحتنا إحساس وكأننا في حضرة طقوس مشاعر إنسانية مقدسة أنصتنا لها بكل حواسنا خصوصا الدفء ... والتوحد ... والانقياد ....والمتعة المجروحة التي ولدت من رحم أوتار حنجرة الفنان إدريس وأوتار عوده معا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق