الصفحات

2014/06/22

الخميس:حفل توقيع ديوان "هنا شمخنا صغاراً" بإبداع الدولى للنشر والتوزيع والتدريب


       الخميس26 يونيو:
حفل توقيع ديوان "هنا شمخنا صغاراً" بإبداع الدولى للنشر والتوزيع والتدريب
 تقيم (إبداع الدولى للنشر والتوزيع والتدريب ) حفل توقيع ديوان "هنا شمخنا صغاراً" للشاعر الفلسطينى أشرف محمد حشيش، وذلك يوم الخميس الموافق 26 / 6 /2014 فى تمام السادسة مساء. والديوان  يقع فى مائتى صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على اثنتين وسبعين قصيدة،  تنتقل ما بين شعر الغزل والشعر الوطنى لاسيما ما يتصل بالقضية الفلسطينية ورثاء المدن.
     ولد أشرف حشيش قصيدة من رحم وطن أبدعته الحرية، في مدينة دورا بمحافظة الخليل الفلسطينية، وفيها رضع طعم العزة، وتغنّـى بالثورة والإباء، وتتلمذ في مدارسها التـي خرجت المناضلين حتـى التحق بجامعة الخليل وتخرّج في كلية الآداب .و لم يبـرح الأرض التـي يجري حبها في دمه ليحمل أمانة هذا الحب للأجيال.
ومن أجواء الديوان:
      الحُكْمُ للأشجارِ في الأريافِ
الحُكْمُ للأشجارِ في الأريافِ
لعدالةِ الريحانِ
والصفصافِ
للحبِّ بين الناس
أقوى ثورةً
في سرْبها قدْ جُنِّدَتْ أهدافي
لخواطري خَيْلاء
تأخذني إلى دنيا الغرامِ
لمنتهى تِطوافي
فأشمُّ عطرَ الحرفِ
حين يقولني
عبقُ القصيدِ موضّحا أوصافي
لا يرتوي شوق اليراع
وفي فمي
نغمٌ يبوحُ بسحرِهِ الشفّافِ
في حضرة الأنغام
أنتِ حقيقةٌ
وأنا بعينكِ لا أزالُ خُرافي
وكأنني العنقاءُ
لا سهماً لها
طارت لتغطسَ في بحور قوافِ
فوجدتُ في نبضي قوارب نجدتي
ووجدتُ قلبَكِ في يدي مجدافي
والقلبُ مثلك لو نأيْتُ يخافني
وإنِ اقتربتُ تُخاصمي وتُخافي
وإذا تحالفَ بالتناقض بعضنا
لفراقِ بعضٍ
تنتهي أحلافي
ابقي بقربي
في ظلال قصائدي
وترنّمي إنْ غبتُ مع أطيافي
عيني ترتّل في خشوعٍ دمعها
والقهرُ مثلُ وسادتي
ولُحافي
ما دام قلبك قاضيا بعذابنا
فالحكمُ مقبولٌ بلا استئنافِ
قد جئتُ أشكو للزنابق حُرقَتي
فوجدتُ قربَ حنينها إنصافي
ونسيتُ أنقاض الدّمار ببسمةٍ
وخلعتُ عبءَ الهمِّ عن أكتافي
فاستقبلتني نازفا
وتبسّمتْ شفة الطبيعة
تبتغي إسعافي
حتى تَطهرَت الرؤى في ناظري
من غَلْطَةِ العادات
والأعرافِ
يا ريفُ
لا تَلُمِ الخلاف بعالمي
لا عيش في الدنيا بغير خلافِ

    ويذكر أن الدكتورة هدى عطية أستاذ الأدب والنقد بآداب عين شمس أشادت بالديوان فى تصديرها إذ تقول :
      هنا شمخنا صغاراً ديوان مميـّز للشاعر الفلسطينى "أشرف محمد حشيش"، يتسم بصدق العاطفة، ونضـج التجربة، حيث تكتسب الأحداث فى مسيرة الشاعر اليومية أبعاداً خطيرة بحجـم ما أسفـرت عنه من  إبداع، فضلاً عن خبـرة اللغة التى تستقطر رحيقها من معين الإبـداع العربى القديـم بأطيافـه التعبيرية الرائقة داخلة فى حوار نابض مع اللحظة الحاضرة والتجربة الراهنة.
وربـما يجـذبنا العـنوان إلى استحـضار محنة الوعى الإنسانى التى باتت هاجساً شعريّــاً. فإن كـل لحظة تمضى تصطحب إلى منـفاها جـزءًا من وجودنا، ومن البدهى أن يكـون لذلك الواقع أثره على قصديـّة وعى الشـاعر الذى توجه لاسترجاع الماضى استنقاذاً واستعادة لكلية الحياة.
 فمهما كانت قيمة الحاضر الذى يعلى البعض من شأنه معتبـراً أنه أهم لحظات الوجود لكونه يحمل المستقبل فى طياته، فإن الماضى يظل القدر الميتافيزيقى الذى يدعونا للاتصال به باعتبارنا أحد نتاجاته، وكلما نمت الذات وقوى الشعور بها، وضيق الحاضر خناقه، واتسعت فيه ثغرات الخراب، وسُيجت حرية الشاعر بالنار والفولاذ، كلما حدث هذا صار الوعى الشعرى أكثر توجهاً إلى ماضيه وأشد ولعاً بفضاءاته وتعليقاً بأطلاله الباقية.
وفى هذا الديوان يتخذ "أشــرف حشيش" من اللغة موطـناً يؤسس فيها عالمـاً يتوق إليه محاولاً الإمساك بلحظات الهناءة رجوعاً للذاكرة ولنواة الطفولة والصبا، منتشلاً المكان والكينونة واللحظة التـى عاشها بكل معانيها من عابرية الزمن وفواته.
وإذ يستعيد الشاعر تجربة الحياة وفقاً للترابطات ذات المغزى فى شعوره فإنه يـنتـقل من غرض شعـرى إلى آخـر مجسـداً المكان على امتداد الخارطة العربية الذى صار عتبة معاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وتتميـز التراكيب وأوضاع الخطاب بكونها مدهشة ومكثفة وممتعة، تخضع لنموذج الشعر التعبيـرى الذى يفصح عما يريد الشاعر أن يقول دون ترميـز أو تحريف بعيد، وهى فصاحة تضخ مجازاتها فى أوردة  الصيغ اللغوية للشاعر.
   ولعل القيمة الحقيقية لهذا الديوان ترجع إلى تأريخه لمراحل من الحاضر المعيش فى شقيه الخاص والعام. وحتى لا نطيل فى سفرنا المعرفى والنقدى إلى هذا الديوان ، نترك للقارىء الكريم فرصة أن يجوس بنفسه خلال دياره الشاهقات بالشاعرية والإمتاع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق