الصفحات

2014/07/28

وتنتظر البشارة! قصة بقلم :عبد القادر صيد

وتنتظر البشارة!
  بقلم :عبد القادر صيد
و تنتظر البشارة  ، و حين تمضي  تنبح الذكريات في وجهك و تندبه حتى تشققه كريح سموم في صيف صحراء قاحلة ، و أنت تمضي..و تمضي ..لا تبالي بنباحها ،هي حبلى من سفاح قبلات مترددة منهوكة بسياط جلاد عشوائي المزاج ، تمضي و أنت تعلم أنك لو توقفت فستكون وليمة لأنياب خاصمت الندم..لا بئر في طريقك،لا ضرع..هيا اشرب من دمك قبل أن يصلوا إليك ..لا أنت و لا هم تصبرون على عواء العطش..هيا اشرب من دمك، و احرمهم من لذة  شرب نخبك  و الرقص على  شرايينك..
   لا شيء مفرح في الأفق ،احذر مما لا يشابه السراب أو يكنه..احذر فالمسطور أن الطريق كلها سراب في سراب،لا تخن بوصلتك،فقد يوصلك السراب و قد يغدر بك، لكن غيره غادر حتما ، هيا امش و لا تتوقف فقد تلمع البشارة في أي لحظة قبل أن يصلوا إليك..
  وحدك بدأت .. و وحدك واصلت .. و وحدك تصل ، لا نياشين على كتفك إلا صقرك ،و لا نياشين على صقرك إلا جناحاه ، ينتزع اللقمة حتى من أفكاك الوحوش ، ليقاسمك إياها.. هو أكثر من حقيبة  حين تضيق على الحقيبة الذكريات ، و حين تكون اللقمة نيشانا ..ترى كيف يكون مصيرك لو طاوعتهم حين قايضوك على صقرك مقابل سلة من الورد؟أي ورد في هذه الحمم؟!تترنح الوردة بين الانتشاء  و الحزن ، و كلاهما ما يستدرجونك إليه.
  امش و لا تتلفت خلفك ، فأنت على الطريق الصحيح ما داموا يلاحقونك، فما صراخاتهم المزعجة ككابوس طويل إلا معالم تدلك على صحة الطريق ،تأكد من أن هذه الصراخات ستنقلب زغاريد متى وصلت ، و سيرقصون رقصة الأغبياء في عرس لا  مهر فيه  و لا شهود..امش إذن و ارقص من الآن ..
  هاهم أولاء برزوا من بعيد في خيلائهم ، برزوا قبل أن تلمع البشارة ،و ها هم يلقون عصيهم و حبالهم ، لقد بدؤوا يهمهمون بهمس غير همس هاروت و ماروت  ليوهموك أنها تراتيل صقرك ، وحدهم يعرفون أنهم دجالون ، و وحدك تعرف أنهم دجالون  و تعرف أنهم ليسوا السامري ،وأنهم  لم يبصروا بما لم تبصر به ..استفق و انتفض و أجلب عليهم بصقرك يوشمهم بمنقاره على جباههم ليعرفهم بسيماهم  جيل المفتونين الجدد  ، وتأكد أن البشارة من جباههم قد لمعت حتى و لو شربوا دمك..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق