الصفحات

2014/07/17

جمال الطيب يكتب عن رواية " سيرة الناطورى " للروائي / مصطفى البلكى

عن رواية " سيرة الناطورى " للروائي / مصطفى البلكى
 كتب: جمال الطيب
 من بداية قراءتك للرواية ، تشعر و أن هناك ما يشدك إليها و تتمنى أن تلاحق أحداثها ، التي برع المؤلف في أن يجعلك أسير عباراتها بلغته التي تتقافز حروفها أمامك و جمله البليغة ، و هو يغوص بك في أغوار الصعيد بعاداته و سمات شخصياته سواء لرجاله أو لسيداته ، و يطالعك على ما قد يكون خافيا عنك حتى تجد نفسك و قد تحولت إلى شخص فاعل من شخوص الرواية . - تبدأ الرواية في صباح الذكرى السنوية لوفاة " الناطوري " ابن صابر الناطورى عميد العائلة و التي تحرص أبنته سكرة على إحيائها كل عام و الإشراف على كامل التجهيزات من العشاء إلى الفراشة و حبال الكهرباء و حتى المقرئ و إخراج الشال المبقع بدمه و جلبابه القديم و تعليق صورته و كأنهم من مقومات الذكرى . تدور أحداث الرواية حول " حسين " ابن سكرة و حفيد الناطوري و الذي نلمس من خلال السرد أنه محور الارتكاز في البلدة و جميع شخوص الرواية مشدودة إليه و تدور حوله ، كما نلمس أنه كان رجلا يحمل أفكارا تقدميه ، فهو لا يؤمن بتفضيل الولد على البنت مخالفا لعادات الصعيد الذي يتباهى بالأولاد فهم العزوة و السند و لكنه كان يرى أن أبنته سكرة " بألف راجل " ، ويتبين ذلك في موافقته على زواجها من الغريب نزولا على رغبتها و رفضه لزواجها من ابن عمها مخالفا للأعراف . كان معروفا عنه الصراحة و أنه يقول للأعور صفته في عينه ، و هو يشتهر بالشجاعة منذ صغره و التي تتبدى في موقفه أمام الكبير " هي أهة واحدة أطلقها ثم عقد لسانه و حافظ على عدم ظهور أي تعبير يشي بالألم " ، وكان يتميز بالحكمة و العقل الراجح الذي استطاع بهما إنقاذ أهلة من المجاعة " و فات على الجدار و طالب من الذين يضعون خدودهم على راحات أيديهم بزرع نصف ما يملكون من أرض بالبرسيم المخلوط ببذور القريللا و النصف الآخر يزرع قمحا " ، و كان من صفاته العدل و مناصرة المظلوم حين حكم برد مال المرأة و التي كانت من الأغراب الذين يسكنون الشطر الثاني من السوق و الذين قاموا رجالها فيما بعد بالغدر به حين تأكد أن زوجها أبو فريج و كان من أهل بلدته قد قام بعد زواجه منها بالاستيلاء اعتمد المؤلف من خلال السرد على أسلوب " الفلاش باك " بلغة السينما فهو أعتمد على القطع و العودة للوراء ، فكل شخصيات الرواية تعود بذاكرتها إما إلى يوم الحادث المشئوم أو إلى الأحداث و المواقف التي ربطتها بالناطورى فهو كما ذكرنا من قبل يمسك بجميع خيوط شخصيات الرواية و التي جميعها أيضا تدور و تلتف حوله . و لكن من القراءة المتعددة للراوية لم نتبين حقيقة موت الناطورى ، فهل كانت نهايته إثر المعركة التي دخلها منفردا مع الأغراب ؟ ، أم كانت نهايته بالسجن بعد أن قبض عليه صاحب النجوم ؟ و إن كان كذلك ما سر إحتفاظ ابنته بالشال المبقع بالدم و جلبابه القديم و نحن نراه بعدها جالسا أسفل الشجرة حين هجم عليهم صاحب النجوم بحثا عن السلاح ؟؟!! كثيرا من الأسئلة تتصاعد إلى رأسك حين تنتهي من قراءتها و لا تجد لها الإجابات الشافية مما يوقعك في حيرة أمام هذه النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق