أحمد طوسون للبوابة نيوز: القاهرة أشبه بوحش أسطوري قد يلتهم من يستكين لغوايتها ومفاتنها ليضيع مع من ضاعوا في ضجيج زحامها!
أحمد طوسون: القاهرة أشبه بوحش أسطوري قد يلتهم من يستكين لغوايتها ومفاتنها ليضيع مع من ضاعوا في ضجيج زحامها!
حوار/ محمد حافظ
-الثقافة والإعلام يغمضان عينيهما عن المبدعين خارج القاهرة ويتعاملان
بجفاء مع من لا يتغزلون في مفاتن جسدها المرصع بعطايا المنح والعطايا - المنتج الأدبي المصري شديد الثراء والتنوع لكنه يفتقد حركة نقدية مبدعة توازي ما يقدم من بين سيل الإصدارات - أدعو الرئيس لتشكيل لجنة عليا لرسم السياسات الإعلامية والثقافية والعلمية - لو عادت قاهرة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات لن أتردد للحظة في الهجرة لها
أحمد
طوسون روائي وقصاص مصري من مركز سنورس بمحافظة الفيوم، عضو لجنة ثقافة
الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو أمانة مؤتمر أدباء
مصر حصل على ليسانس الحقوق – جامعة القاهرة 1990. صدر له في مجال
الرواية: مراسم عزاء العائلة عن دار شريف للنشر والتوزيع 2006، تأملات رجل
الغرفة عن هيئة قصور الثقافة عام 2011، وفي مجال القصة القصيرة صدر له
"مجرد بيت قديم"، "شتاء قارس" عن هيئة قصور الثقافة2000، "عندما لا تموء
القطط" عن هيئة قصور الثقافة 2003، "فتاة البحر" دار أرابيسك للنشر
والترجمة 2011. أما في مجال أدب الأطفال فصدر له: "حكاية خير البلاد"
عن هيئة قصور الثقافة 2003، "حكاية صاحب الغزلان" عن دائرة الثقافة
والإعلام بالشارقة 2006، "أحلام السيد كتاب" عن دار روائع مجدلاوي للنشر
بالأردن 2010، "دجاجات زينب" عن دار شريف للنشر والتوزيع 2009، "أرنوب
وصاحباه" عن كتب الهلال للأولاد والبنات 2013، "الصندوق والكنز" عن هيئة
قصور الثقافة 2013، "جهاد تذهب إلى المدرسة" عن المركز القومي لثقافة الطفل
2014، "السلاحف يمكنها أن تطير" عن هيئة الكتاب 2014. كما حصل على
العديد من الجوائز ففي مجال الرواية حصل على جائزة المسابقة المركزية
للهيئة العامة لقصور الثقافة في الرواية للعام 2001 / 2002، وفي مجال القصة
القصيرة حصل على جائزة القصة لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط التي نظمها
إقليم لجوريا الإيطالي عام 1996 / 1997، وجائزة الهيئة العامة لقصور
الثقافة في القصة القصيرة عام 1997، جائزة الانتفاضة في الإبداع التي
نظمتها جريدة الأسبوع القاهرية عام 2000، وجائزة أدب الحرب في القصة
القصيرة التي نظمتها جريدة أخبار الأدب بالتعاون مع مجلة النصر والشئون
المعنوية بالقوات المسلحة عام 1996، وجائزة العقاد الأدبية في القصة
بمناسبة مئوية العقاد للعام 1997، جائزة دار نعمان للثقافة للعام 2006،
جائزة إذاعة BBC ومجلة العربي 2009. وفي مجال أدب الأطفال حصل على
جائزة الدولة التشجيعية في رواية الفتيان عام 2014 عن رواية (أحلام السيد
كتاب)، جائزة الشارقة للإبداع العربي في أدب الأطفال التي نظمتها حكومة
الشارقة لعام 2005 /2006 عن قصة ( حكاية صاحب الغزلان )، منحة مؤسسة محمد
بن راشد في أدب الطفل عام 2008 عن قصة (أحلام السيد كتاب)، جائزة دار
الحدائق بلبنان في قصة الطفل عام 2009 عن قصة (السلاحف يمكنها أن تطير)،
جائزة المركز القومي لثقافة الطفل للعام 1998 عن قصة (حكاية الليل
والنهار). - جائزة المسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة للعام 1998 / 1999عن مجموعة قصص (نم نم.. تاريخنا مهم) وغيرها من الجوائز. "البوابة نيوز" حاورت طوسون في إطار سلسلة حواراتها اليومية مع أدباء الأقاليم حول رؤاهم في العديد من القضايا المطروحة.
هل
تعتقد أن المبدع يمكنه أن يحقق النجاح في محافظته النائية أو بلدته
الصغيرة دون أن يكون ذلك مرتبطا بوجوده في العاصمة؟ وما هي المقومات لذلك؟ المبدع
لا يرتبط نجاحه بوجوده في العاصمة أو ابتعاده عنها، الإبداع يحتاج إلى
الاجتهاد والإخلاص والإيمان بما نكتب، كما أن المقصود بالنجاح قد يختلف من
مبدع إلى آخر، هل المقصود به الانتشار، أرقام توزيع الكتب، الكم الذي انتجه
المبدع، اعتلاء مقاعد وظيفية بمؤسسة الثقافة أو الاقتراب منها لحصد
عطاياها، الرواج الإعلامي للمبدع وإبداعاته، أم ما يضيفه الكاتب من ثراء
حقيقي في مجال إبداعه وتفرد تجربته ورؤاه؟! وحسب رؤية كل كاتب لمفهوم
النجاح ستتفاوت رؤيتهم لضرورة التواجد بالعاصمة أو البقاء بقراهم ومدنهم
البعيدة والاكتفاء بعلاقة متقطعة مع العاصمة.. في اعتقادي أن المبدع
الحقيقي يخلق عوالمه الخاصة وطقوسه سواء أكان يعيش في العاصمة أو بمنأى
عنها! والنجاح نسبي كما أسلفت، فكثير من المبدعين لم يشهدوا ثمار
تجربتهم في حياتهم، ثم أصبحوا علامات يشار إليها بالبنان بعد رحيلهم،
ولنأخذ من فرانز كافكا نموذجا معروفا للكافة. وبالرغم من إغراء العاصمة
وغوايتها بما تمنحه من مناخ أكثر رحابة وانفتاح على التجارب الإنسانية
والإبداعية والاحتكاك بتجارب كبار المبدعين وملامستها عن قرب، إلا أنها في
الوقت نفسه أشبه بوحش أسطوري قد يلتهم من يستكين لغوايتها ومفاتنها، ليضيع
مع من ضاعوا في ضجيج زحامها!
ما هي أهم المعوقات التي تجدها في
المسيرة الإبداعية للكتاب الذين يرفضون نداهة القاهرة ويفرضون أنفسهم على
النخبة الثقافية من بلدانهم؟ التجاهل هو أكبر المعوقات التي تواجه
الكتاب بعيدا عن العاصمة، المؤسستان الثقافية والإعلامية بحكم وجودهما
بالعاصمة يغمضان عينيهما عن المبدعين خارج القاهرة، المؤسسة تتعامل بجفاء
مع من لا يطرقوا أبوابها ولا يتغزلوا في مفاتن جسدها المرصع بعطايا المنح
والنشر والجوائز والمؤتمرات والندوات.. لا أعرف مسئولا سمع عن مبدع أو مثقف
في قرية نائية واستدعاه إلى مكتبه ليستمع إلى رؤاه حول الثقافة والإبداع
والفن، لم أسمع عن مسئول طلب من كاتب في أقاصي الصعيد أعماله لينشرها له..
يستدعون الأسماء الكبيرة البراقة التي تضيف إليهم ولا يضيفون إليها.. ربما
ليس ذنب المؤسسة الثقافية وحدها، ربما الجريمة الأكبر مارسها كبار الكتاب
والمثقفين الذين ظلوا يحلبون ضرع المؤسسة دون أن يشبعوا ويساهموا في تقديم
الأجيال الجديدة كما فعل السابقون معهم! لكن التجاهل المؤسسي ليس بذي
أثر في المبدع الحقيقي، الأزمة الحقيقية التي يواجهها المبدع _سواء في
العاصمة أو بعيدا عنها_ تتمثل في المناخ العام للمجتمع الذي لا يحتفي
بالإبداع ولا يكترث له.. النظرة إلى الثقافة على أنها شيء زائد عن الحاجة،
ترف نخبوي لا يملكه العامة، والتي أدت إلى القطيعة ما بين الناس والكتاب. وهي
نظرة خلفتها الممارسات الإعلامية والتعليمية عبر الحقب المختلفة، وحان
الوقت لتغييرها إذا أردنا إحداث تغيير حقيقي بمجتمعنا والسير في طريق الرقي
والتقدم.. يجب أن تصبح الثقافة والفنون في مقدمة المشهد بالتوازي مع ركب
العلم وأن تحتشد الدولة بكل طاقاتها ومؤسساتها للقضاء على الأمية والجهل
بما فيها الأمية الثقافية!
هل ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد
جعلت من مصر والعالم العربي قرية صغيرة سهلت من التواصل مع النخبة والمجتمع
وسهلت مهمة أدباء الأقاليم؟ بالطبع، وسائل الاتصال الحديثة ومن بينها
الشبكة الدولية للاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي والمدونات وغيرهم ساهمت
في تغيير مفهومنا لكل من المركز والهامش وجعلت من العالم قرية صغيرة،
لكنها في الوقت نفسه فتحت الباب على مصراعيه أمام كل أشكال الغزو والاختراق
الثقافي، ومن هنا المسئولية ملقاة على المثقفين لمواجهة هذا الغزو من
الأفكار والقيم الغريبة على مجتمعاتنا، والتي تتعارض كثير منها مع قيمنا
العربية والإسلامية الأصيلة القائمة على مبادئ الحب والتسامح. أما
بالنسبة لـ "أدباء الأقاليم" فهو مصطلح لا أستسيغه، الأديب لا يُعرف بمحل
إقامته، نحن إما إزاء كاتب أم لا، وعلى الكتاب أن يتخلصوا من هذه النظرة
المتعالية للأدباء الذين يسكنون خارج العاصمة، وعلى الأدباء ألا يتمسحوا
بإقليميتهم من أجل مكاسب صغيرة أو ابتزاز المؤسسة الثقافية للحصول على
مكاسب أكبر! وبالنسبة للعلاقة بين النخب والمجتمع لا أعتقد أن وسائل
التواصل الاجتماعي تركت تأثيرا واضحا في العلاقة بينهما، فأغلب العلاقات
بين النخب والمجتمع على الشبكة الدولية مستمدة من فكرة العلاقات
الاجتماعية، ولا يمكننا رصد تأثير فكري تنويري حدث من خلال هذا التواصل
نظرا لأن المحاولات في هذا الطريق أغلبها فردي، في حين نجد تنظيمات موجهة
تقود حملات منظمة أكثر تأثيرا في مجتمع شبكات التواصل بشكل يقارب ما بين
الذي يحدث في الواقع، وما يحدث في الواقع الافتراضي على شبكات التواصل
الاجتماعي.
هل صادفت أدباء تم دفن موهبتهم بسبب عدم قدرتهم على التواصل مع أدباء العاصمة؟ طبعا
كثير من المواهب فقدت بوصلة الطريق الصحيح بسبب قلة الفرص بعيدا عن
العاصمة، وعدم امتلاكهم روح التحدي والإيمان بموهبتهم، فأنت إذا لم تؤمن
بنفسك لن يؤمن بك أحد، فما بالك في ظروف معيشية أصعب بالأقاليم تدفع كثيرين
لترك موهبتهم بحثا عن فرص تمكنهم من مواجهة أعباء الحياة.. بخلاف عدم قدرة
البعض على التعايش مع الفساد الثقافي فيؤثرون الانسحاب مع أول صدمة
يواجهونها في علاقتهم بالمجتمع الثقافي.
ماهي وجهة نظرك في المنتج الأدبي؟ وقائمة البست سيلر؟ ووجود جماعات المصالح؟ المنتج
الأدبي المصري شديد الثراء والتنوع، لكنه يفتقد حركة نقدية مبدعة توازي ما
يقدم من إبداع وتنتخب لجمهورها من بين سيل الإصدارات التي تجود بها
المطابع كل يوم ما هو جدير بالاهتمام والمتابعة، أزمة النقد في مصر والعالم
العربي سبب رئيس في انصراف القراء عن الكتاب! أما بالنسبة لقوائم البست
سيلر وجماعات المصالح فهي مسائل دعائية لا تتمتع بمصداقية في الأغلب الأعم
بغرض الترويج لبعض الكتاب باستثناءات نادرة لا يمكن اعتبارها قاعدة يمكن
القياس عليها كالذي حدث من رواج ونسب توزيع عالية مع رواية" عمارة
يعقوبيان" لعلاء الأسواني.. وفي جميع الأحوال يعاني الكتاب المصري من عدم
وجود متخصصين في تسويق الكتاب وتوزيعه سواء في مؤسسات النشر العامة أو دور
النشر الخاصة!
هل وجود شخصيات أدبية تتصدر المشهد في الاقاليم.. ساهمت في ازدهار الحركة ام أن تلك الوجوه تحافظ على مكانتها ومصالحها؟ الأدباء
والمبدعون في أقاليم مصر المختلفة بمثابة مؤسسات لاكتشاف المواهب ورعايتها
إذا تنزهوا عن الصراعات فيما بينهم، والإشكالية التي تواجه الكثيرين منهم
إحساسهم الشخصي بالاضطهاد وعدم تقديرهم بالشكل المناسب، وليس فكرة المحافظة
على المكانة والمصالح، فأنا لا أعرف عن أي مكانة ومصالح نتحدث، المبدع ليس
له إلا إبداعه، والصراعات التي تحدث نتيجة مرض مجتمعي يستشري في كل الفئات
ومن بينها الثقافة يجعل البعض يتخيل أن شرعية وجوده تتمثل في إقصاء الآخر،
لكن رغم كل شيء فهم ساهموا وما زالوا يساهمون في ظهور واكتشاف ورعاية
أجيال جديدة بأقاليمهم.
ما هو تقييمك للمنتج الادبي ومشروع النشر الاقليمي الذي تقوم به قصور الثقافة؟ مشروع
النشر الإقليمي أحد المشاريع التي يتعامل معها البعض بقسوة، رغم ما يمثله
من أهمية للأدباء الذين يعيشون خارج العاصمة ولا تسمح لهم علاقاتهم
بالمشرفين على سلاسل النشر المختلفة بنشر إبداعاتهم إلا بعد سنوات وسنوات
في انتظار الدور، وإذا كان البعض يتهم بعض العناوين التي صدرت ضمن المشروع
بالضعف، فالأمر نفسه يحدث في كل سلاسل النشر المختلفة بالهيئات الثقافية.
لكنني أدعو الشاعر مسعود شومان للحفاظ على المشروع بقواعده وتنميته مع
تغيير اسم المشروع وإطلاق اسم موحد للسلسلة كــ (إبداعات) على الإصدارات
لتخليص المشروع من النظرة الدونية التي تلصق به بوصفه بالإقليمية.
هل تعد نوادي الأدب إضافة للحركة ام عائق يقف امامها؟ نوادي
الأدب طاقة كبيرة لتدريب الكوادر الثقافية، وبعض نوادي الأدب قامت بنشاط
لم تقم به أفرع ثقافية كاملة، وكان لها الفضل في اكتشاف أغلب الأسماء
الأدبية على الساحة وتقديمها، وتحتاج من وزير الثقافة ورئيس هيئة قصور
الثقافة زيادة دعمها خاصة النوادي التي تحتشد بعدد كبير من الأعضاء.
مؤتمر أدباء مصر. هل انت مع استمراره ام انتهاء دوره ولماذا؟ مؤتمر
أدباء مصر هو المظلة التي تجمع تحتها أدباء مصر من كل الأقاليم، وأنا مع
استمرار المؤتمر ودعمه لأنه البوابة التي من خلالها يدخل الكثير من الأدباء
في أقاصي القرى والنجوع إلى المجتمع الثقافي، والمؤتمر برغم بعض السلبيات
التي لا أنكرها كان وما زال يمثل ضميرا للمثقفين وأحد ثوابته الوقوف ضد كل
أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.. كما أنه يمثل النموذج الديمقراطي في
الحياة الثقافية حيث يتم اختيار أعضاء جمعيته العامة وأعضاء أمانته
بالانتخاب في كل نوادي الأدب بمحافظات مصر المختلفة، عكس أغلب الكيانات
الثقافية التي يتم تشكيلها مركزيا.
الميديا عنصر ترويج للأصلح أم تلميع لأنصاف الموهوبين؟ الميديا
تفتقد خارطة الطريق للتعامل مع الثقافة والإبداع في مصر، لذا فلا يمكنني
وصف ما تفعله الميديا بهذا أو ذاك، وإنما هو نوع من التخبط وعدم تقدير
للثقافة وأهميتها في مواجهة المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا ومواجهة
التطرف والأفكار الغريبة التي تصدر لنا.. لذا أنا أدعو رئيس الجمهورية
لتشكيل لجنة عليا لرسم السياسات الإعلامية والثقافية والعلمية تشكل من
الوزراء المختصين والأدباء والعلماء والمثقفين والإعلاميين من أجيال مختلفة
وتكون برئاسة رئيس الجمهورية، لتصبح لقراراتها صفة الإلزام لكافة مؤسسات
الدولة!
أين أنت من مشاكل الاقليم الذي تنتمي اليه في منتجك الادبي؟ الإبداع
وليد تراكم إنساني معرفي وثقافي ومجتمعي، وهناك كتابات تنحو نحو خصوصية
البيئة المتفردة كالبيئة الصحراوية والثقافة البدوية وغيرها، وكتابات أخرى
تميل نحو المشترك الإنساني والواقعي الذي يتشابه بين المجتمعات المختلفة..
وكتابات أخرى تميل نحو الفنتازيا، لا يمكن حبس الكاتب في كتابة بعينها، أنا
أعتقد أن الكتابة الجيدة تنتمي لمحليتها ( المصرية والعربية)، كما تنتمي
لكل ما هو إنساني وخير ونبيل.
لو عادت بك الأيام هل ستظل في إقليمك أم ستشد الرحال للقاهرة؟ لو عادت قاهرة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات لن أتردد للحظة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق