الصفحات

2014/08/06

وعد الإلهام بقلم : عبد القادر صيد

وعد الإلهام
بقلم : عبد القادر صيد
هيبة الإبداع
   يا من يستهويك  بريق لآلئ البحر أمسك أنفاسك لتقدمها مهرا ، غص عميقا   و لا تستوحش ،فلن تتبرج لك لؤلؤة تحترم  أصلها النوراني ، لن  تطفو أبدا ، لن ترقص إلا إذا وصلت إلى تجاويف أذنيها و وشوشت فيها ابتهالة الجمر ، و كتبت على قلبها بريشة الطاووس.. حينها فقط ستبوح لك ، هي غطسة واحدة ..غطسة العمر، تخرُج منها و في يدك لؤلؤة أصيلة و لن يدقق التجار بعدها في لآلئك أبدا ! يعلمون أنها إذا باحت لك مرة فلن تتحفظ أمامك بعدها العمر كله ،لن تحتاج بعدها إلى إذن من البحر، لأن البحر سيشبهك، و سيغطس فيك كل يوم ليتحمم ،ثم يتسلل إلى مكانه  قبل طلوع الفجر.
   خلقت لتغطس و لم تخلق لتحلّق ، فلا تبتئس على  ما في يد غيرك من لآلئ زائفة، اغطس و كفى، سيميّز التجار بين بريق  الأنفاس الملفوفة بقداسة الأمواج  و تلك الملفوفة بقطرات المطر.. تأكد أنه ستغرق آخر قطرة منها في جيوبهم دون صراخ.
      لن تنصرف من أمام البحر حتى يغير تسونامي القداسة  ما في جيبك من حجارة  قديمة  إلى لآلئ  أصيلة،  لن تكتنز منها بعد اليوم ..و لن يبقى  في مستودعك منها شيء، سيشترونها منك بتيجان رؤوسهم  ليرصعوا بها مضاجعهم المهيأة  لبخور السكرة الطاهرة..لن تنصرف حتى تنحني  أمامك أمواج البحر ،ويتسلل إلى قلبك بريق عرائسه ، و تسمع   كيف يتناص في برزخيته مع الأنهار الوافدة.. لن تنصرف حتى ترى النجوم تغطس في البحر كما كل ليلة لتجدد أحلامها في أعماقه ،و حين تستنفر للصعود  كأسراب الحمام تترك أبناءها فيه لتتماوه مع زبده .. لن تضطر بعدها إلى عرض تضاريس دماغك في سير الأمتعة  و هي تطوف في ساحة المطار تتوسل لأصحابها أن يسرعوا في التعرف عليها..لن تنصرف من هنا حتى تحس بما لم يحس به أبوك  و أسلافك في ارتعاشتهم الكبرى المقدسة ،لأنه سيكون ما لم يكن ..المهم أن لا تنصرف و سترى كيف  يتخذ البحر من بؤبؤ عينيك مرآة ، ليس ذلك محالا فإنه يوجد في البؤبؤ ما لا يوجد في البحر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق