الصفحات

2014/08/20

الحقائق العلمية ومسلسل انهيار النظريات!!.. بقلم/ محمود سلامة الهايشة



الحقائق العلمية ومسلسل انهيار النظريات!!..

بقلم/ محمود سلامة الهايشة

كل يوم يتطور العلم وتزيد معرفة الناس؛ بسبب تطور الحياة وزيادة العلماء حول العالم، بالتزامن مع الثورة التكنولوجية وسهولة الاتصال والتواصل، ودائمًا ينصح بعدم التأكيد والجزم على نتيجة عِلمية ما توصَّل إليها أحد الباحثين في بحثه.

فالأفكار العلمية التي كانت في الماضي تُسمى حقائق، وفي عداد القوانين التي لا يستطيع أحد أن يشكِّك فيها أو يوجّه إليها نقدًا، ولكن مع كثرة الاكتشافات العلمية وارتفاع الإمكانيات، ووجود مَن يقرأ ويفحص ويرتِّب ويستنتج ويصل إلى هدم هذه النظرية أو ذاك القانون العلمي - تبين خطؤها أو ضعف الأسس التي بنيت عليها هذه الفكرة أو هذه النظرية؛ مما يعني أن فوق كل ذي علم عليمًا؛ ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، وهذا الأمر يجعلنا لا نتعصب للنظريات العلمية لدرجة الاعتقاد، ونجعلها دائمًا لا تتعدى درجة التوجه، وتظل في محل شك؛ لأنه غدًا أو بعد غد ستُهدَم وتتغير.

فلا بد من البُعد تمامًا عن التعصب العلمي الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى وأد مقومات الإبداع العلمي، ويحجب الابتكار والاكتشاف، فما بالُنا بالأفكار والآراء الإنسانية الأخرى؟!

وبعد هذه المقدمة لا بد من ضرب مثال حيٍّ على هدم النظريات والحقائق العلمية؛ فكلنا درسنا في مادة العلوم بالمرحلة الابتدائية الجهاز العصبي وتركيبه، وتعرَّفنا على وحدة بناء هذا الجهاز المهم في جسم الإنسان؛ ألا وهي: الخلية العصبية، وميكانيكيات التوصيل والموصلات العصبية، ومن المعلومات العلمية الثابتة التي تخص هذا الجهاز ولا ينساها أحد أنه إذا ماتت الخلية العصبية فلا تتجدد ولا يتمُّ إصلاحها مرة أخرى، وظلت تلك الحقيقة العلمية راسخة في الأذهان حتى كبرنا.

ولم يكن يُتخيَّل أبدًا ولا يَخطر على بال: أن يأتي يوم ونقول: إنه يمكن صيانة وإصلاح الخلايا العصبية للإنسان المريض والتي أصابها الموت أو العطب، والمدهش في هذا الأمر هو: إصلاح أعصاب المرضى باستخدام أعصاب الموتى، يعني باستخدام أعصاب إنسان آخر ميت وليس حيًّا؛ جاء ذلك في الدراسة الحديثة التي قام بها فريق بحثيٌّ من جامعة ولاية كنتاكي الأمريكية، والتي توصلت إلى أن هناك طريقة جديدة يمكن استخدامها لتحفيز النمو العصبي للأعصاب المقطوعة عن طريق استخدام أعصاب مأخوذة من الجثث البشرية، ووفقًا لموقع "ميديكال نيوز توداي" (أغسطس 2014) فإن الطريقة التقليدية في العلاج كانت تشمل إجراء جراحة لملء الفراغات بين الطرفين العصبيين المقطوعين؛ وذلك باستخدام طريقتين:
الأولى: عن طريق أخذ عصب من مكان آخر في الجسم.
والثانية: عن طريق أنابيب صناعية.

ويقول قائد الفريق البحثي البروفيسور برايان رينكر: "إن الطريقتين التقليديتين تُسبِّبان مشكلات، كأخذ عصب يعمل في منطقة أخرى من الجسد، أو استخدام الأنابيب الصناعية التي تسبِّب حساسيات في كثير من الأحيان، ويتم رفضها من قبل الجسم".

والمدهش في الأمر أن الطريقة الجديدة تُحدث تغييرًا في طريقة إصلاح الأعصاب، التي لم تتغير منذ ما يقرب من 100 عام، وأن الطريقة الجديدة أفضل من حيث النتائج ومن حيث الأمان، وعدم حدوث مضاعفات مقارنة بالتقنيات التقليدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق