الصفحات

2014/10/29

إشهار "قافلة العطش" في بلغاريا



  إشهار "قافلة العطش" في بلغاريا

  
    أشهرت الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان في العاصمة البلغارية صوفيا مجموعتها القصصيّة المترجمة إلى اللغة البلغارية "قافلة العطش"" Керванът на жаждата"،وذلك بحضور الأديب خيري حمدان الذي قام بترجمتها إلى البلغارية،وبمشاركة الدكتور حيدر إبراهيم مصطفى رئيس نادي خريجي الجامعات البلغاريّة في الأردن الذي شارك في إنتاج المجموعة وإصدارها ونشرها،وذلك بعد أن أُشهرت المجموعة رسمياً في العاصمة الأردنية عمان في السّفارة البلغارية برعاية السّفير البلغاري السابق "ألكسندر كوفاتشيف".وكانت المجموعة"قافلة العطش" قد صدرت في طبعتها العربيّة في عام 2006 بدعم من أمانة عمان الكبرى في الأردن.
  و"قافلة العطش" الصّادرة باللغة البلغاريّة تُعدّ أوّل مجموعة قصصيّة عربيّة تُترجم كاملة إلى اللغة البلغارية من اللغة العربيّة،وهي تقع في 96من القطع الصّغير عن مطبعة الفنار،وقد صمّم الغلاف الفنان أحمد دراغمة،وتتكوّن من 16 قصص قصيرة،وهي:قافلة العطش،والنافذة العاشقة،ورسالة إلى الإله،وامرأة استثنائيّة،وقطار منتصف الليل،وامرأة استثنائية،وبئر الأرواح،وسداسية الحرمان،وملك القلوب،ونفس أمّارة بالعشق.وهي تعرض بجرأة تنميطات وأشكال غريبة للحبّ الذي يتجلّى في ثنائيات جدليّة.
   وقد استضافت مؤسّسة" Arabis - Arabis "/ "بيت العصافير" حفل إشهار المجموعة القصصيّة" قافلة العطش"،وذلك بحضور حشد كبير من المستشرقين والأدباء العرب والبلغار فضلاً عن الأكاديميين والمتخصصين والإعلاميين والمهتميّن،وقد رحّب مدير المؤسّسة "ميتودي بانشيف" بكلمته بسناء الشّعلان والضيوف،وعدّ هذا الإشهار خطوة مهمة في تاريخ الإبداع البلغاري،وإضافة مهمّة لما تُرجم إليها لا سيما أنّ هذه المجموعة هي المجموعة القصصيّة العربيّة التي تُترجم من العربيّة إلى البلغاريّة،كذلك تحدّث الأديب المترجم خيري حمدان عن تجربته وانطباعاته عن هذه التّجربة الإبداعيّة التي شارك فيها،في حين عّبر د.حيدر مصطفى عن سعادته بصدور هذا العمل،وبفخره بهذه الشّراكة التي تدّعم عرى التّواصل الإنسانيّ والثقافي مع بلغاريا الدّولة الصّديقة،كما أكّد في الوقت نفسه على أهمّية دعم المؤسسات والجهات الخاصّة فضلاً عن العامة للإبداع الأردني والوصول به إلى أنحاء العالم كافّة،مشيراً إلى إعجابه الشّديد بمجموعة"قافلة العطش" التي حرص على أن تصل إلى المتلقي البلغاري لتكون صورة من صور إبداع المرأة العربية،وأنموذجاً لقلمها الحرّ الجريء
   وقد قدّمت الإعلاميّة الشّاعرة البلغاريّة "سيلفيا تشوليفا" قراءة نقديّة لهذه المجموعة حيث أشادت فيها بحرفيّة هذه المجموعة وتميّزها واقتحامها عوالم شرقيّة بموهبة نادرة تلفت النّظر،وتستحقّ التوقّف عندها طويلاً.كما قُرئت بعض قصص المجموعة على جمهور الحاضرين.
   وقد وقّعت الأديبة د.سناء الشعلان والأديب خيري حمدان المجموعة القصصيّة،وقدّموا النّسخ هديّة للحاضرين بعد حلقة نقاش طويلة أثارها الحاضرون عبر الكثير من الأسئلة التي وجّهوها إلى الشّعلان عن خصوصيّة تجربتها ومرامي كتابتها وظلال أفكارها.وقد قامت المستشرقة البلغارية الشهيرة مايا تسينوفا(maya Tzenova) بترجمة الحوار الدّائر في الجلسة من وإلى العربيّة.
  وقد شكرت الشعلان مؤسّسة" Arabis – Arabis"  والدكتور حيدر على رعايتهما لصدور هذه المجموعة ولاحتضانهما لها منذ أوّل لحظة، كما عبّرت عن اعتزازها بالشراكة مع الأديب خيري حمدان الذي ترجم هذه المجموعة إلى البلغاريّة،وشكرت الدكتور صالح حمدان الذي كان العرّاب الأوّل لهذه الترجمة،وصاحب المبادرة الأولى فيها،وذكرت الشّعلان أنّها تعدّ ترجمة مجموعتها القصصيّة مغامرة إبداعيّة خاصة في عوالم المرأة العربيّة في مجتمع يعجّ بالتابوات والمتناقضات والإكراهات والأزمات،فضلاًعن أنّها فخورة بهذا المنجز الذي تعدّه شرفة لها على المشهد الإبداعيّ العالميّ الذي تدخله مرة جديدة بعد أعمالها المترجمة الأخرى لكثير من اللغات،وهي مؤمنة بأنّ انطلاقها من خصوصيّة المجتمع المحلّي ستوقدها نحو فضاءات العالميّة .
  من ناحية أخرى استضافت "مؤسّسة الهجرة الدّولية" /بلغاريا حفل إشهار ثان للمجموعة القصصيّة ذاتها إلى جانب إقامة حفل توقيع لها،وذلك بحضور دبلوماسي ورسميّ ومؤسّساتي ونخبوي كبير ضمّ حشداً من الأكاديميين والإعلاميين والمستشرقين والأدباء والمهتمين من الجاليتين البلغارية والعربيّة،حيث قال مدير المؤسسّة "رادو سلف ستامنوف" أنّه يشعر بفخر لأنّ مؤسّسته تحتضن إشهار مجموعة" قافلة العطش" باللغة البلغاريّة،وهي خطوة رائدة في هذا المجال،مشيراً إلى أهميّة التّواصل بين البشريّة عبر الإبداع الذي يقرّب بين البشر،ويختصر المسافات بينهم.كذلك تحدّث الأديب خيري حمدان عن سروره بأن يكون أوّل من يفتح باب الترجمة الأدبية على مصرعيه في وجه الإبداع العربي الشبابي لاسيما النّسوي منه عبر ترجمة مجموعة" قافلة العطش" التي نالت إعجابه عند قراءته لقصصها في العربيّة،وعندها قرّر أن يشارك الثّقافة البلغاريّة بهذه القصص الجميلة وهذه الموهبة النادرة عبر ترجمة المجموعة إلى البلغاريّة.
وقد قرأت المستشرقة الروسيّة "ألفتيتا ستويانوفا" على جمهور الحاضرين بعض قصص مجموعة "قافلة العطش"،في حين قامت المستشرقة البلغاريّة مايا تسينوفا(maya Tzenova) بترجمة كلمة الشّعلان التي ألقتها على جمهور الحاضرين حيث قالت فيها:"...أنا فخورة بترجمة مجموعتي القصصيّة إلى البلغاريّة لتكون نافذة لي على الثّقافة البلغاريّة،لاسيما أنّني أؤمن بأنّ الأدب هو من أنجع الوسائل للتّواصل بين البشر ونبذ الخلاف والتطاحن الذي بات يهدّد البشريّة بالفناء والانقراض...نحن الآن نعيش مأساة بشرية حيث الحرب في كلّ مكان،لابدّ أن والدنا آدم وأمنا حواء يشعران بالعار من سلوكنا البشريّ المشين،حان الوقت كي يمسك الإنسان بيد أخيه الإنسان،وأن تخطو الإنسانيّة خطوتها الشّريفة المصيريّة نحو السلام على أن لا يؤثر ذلك على استرداد كلّ ذي حق لحقّه... أنا فخورة بنفسي وبتجربتي وبشعبي،ومؤمنه بعدالة قضيته،ومتأكدة أنّ الغلبة في نهاية المطاف هي للحق والجمال والخير والإبداع...".
  وقد قامت الشعلان على هامش إشهار مجموعتها القصصيّة "قافلة العطش" بإعطاء محاضرة في قسم اللغة العربية في كليّة الاستشراق في جامعة صوفيا،تحدّثت فيها عن المجموعة وعن تجربتها الإبداعيّة وعن المشهد الإبداعيّ العربيّ.كما استضافتها الإعلاميّة والشّاعرة البلغاريّة "سيلفيا تشوليفا" في برنامجها الإذاعي الشهير" خريستو بوتيف" في الرّاديو الوطنيّ  البلغاريّ في حديث مطوّل عن خصوصيّة إبداعها وعن التّكوينات الفكريّة والتجريبيّة فيه،كما توقفتا عن ملامح تجربتها الإنسانيّة والعمليّة وتأثيرهما في إبداعها وفكرها وتوجّهاتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق