الصفحات

2014/11/16

عبد القادر كعبان يحاور الفنانة التشكيلية هالة الشاروني



حوار مع الفنانة التشكيلية هالة الشاروني
من إعداد عبد القادر كعبان/الجزائر
هالة الشاروني فنانة تشكيلية متميزة من مصر، حاصلة على ماجستير في الرسم و التصوير من جامعة حلوان. موهبتها التي صقلتها مع الزمن جعلتها تحلق الى فضاء واسع سيعا لتحقيق جملة من الطموحات و الآمال التي تسيطر عليها. شاركت  لوحاتها في العديد من المعارض المحلية و الدولية و نالت العديد من الجوائز و من هذا المنطلق فتحنا معها الحوار الآتي:
بداية كيف تقدم هالة الشاروني نفسها للقارئ؟
فنانة تشكيلية مصرية شابة لازالت تبحث عن الموضوع والفكرة والأسلوب.
كيف تحددين دوافع وبدايات ومسارات تجربتك الفنية؟
منذ الصغر وانت تعرف بأنك مختلف والبيت يساعدك على هذا الاختلاف فتعلم ان بداخلك طاقة يجب ان تخرج في صورة ما وقد وجدت الرسم هو التعبير الامثل ، فكنت طالبة عادية في التعليم المدرسي ولكني كنت متفوقة في التعليم الجامعي لانني احببت ما افعل و اردت تعلم المزيد ، فدخلت كلية التربية الفنية وتخرجت بتقدير جيد جدا فأكملت الدراسات العليا في قسم الرسم والتصوير ، ولكن سرعان ما تطرقت الى الحياة العملية والمعارض الفنية والورش والسفر ، فقد احسست انني سأكتسب خبرة اكبر وخبرة مختلفة وسأحتك بأقراني من الفنانين حول العالم واشاركهم التجربة الفنية ، ولكنني حصلت على الماجستير ورفضت اكمال رسالة الدكتوراة.
بمن تأثرت من الفنانين المحليين و العالميين؟
تأثرت وانا صغيرة بفن الكاريكاتير وفي الجامعة كنت من عشاق بيكاسو وسلفادور دالي وخوان ميرو واحببت اساطير الفن المصري القديم لما فيه من سحر، وبحكم موضوع الماجستير احببت الفن البدائي وفنون الكهوف كثيراً فاكتشفت عالم اخر كنت اظنه ساذج او سطحي ولكنه مليئ بالعبقرية ، وعندما سافرت اول رحلاتي الى النمسا عشقت ايجون شيلي عندما كان هناك معرض في احد المتاحف يعرض اعماله وخطاباته ورحلته في المصحة النفسية.
متى ترسم هالة الشاروني؟ و هل كان لثورة يناير و الظروف التي مرت بها مصر في الفترة الماضية تأثير في تكوين لوحاتك؟
عادة كنت ارسم في حالات الحزن او الغضب فقد كان الرسم هو العلاج النفسي الوحيد الذي افرغ فيه الطاقة السلبية واحولها الى انتاج فني ، ولكن مع الاحتراف اصبح الفن جزء من حياتي وممارساتي اليوميه فأعمل على لوحة او ارسم اسكتش او حتى اتصفح الانترنت لرؤية اعمال فنية وابداعات حول العالم / بالنسبة لثورة يناير فقد اتجهت الى الجرافيتي الاجتماعي والسياسي وعملت على تصميم بوسترات ونشرها على الانترنت وفوجئت بنشرها على الحوائط في القاهرة ، وتوقفت عن رسم اللوحات لعدة اشهر بسبب الانشغال بالاحداث السياسية ، وعندما تقدمت الى معرض تابع لوزارة الثقافة ولاول مره ارسم بصدق عن مصر وحالها رفض عرض اللوحه في المعرض بل وتم بفعل الموظفين تخريب اجزاء منها عن عمد .. لم افهم حينها ان الوضع لم يتغيرعن قبل ثورة يناير ، وبعدها توقفت عن الرسم السياسي وخاصة الجرافيتي واتجهت لرسم قضايا انسانية واجتماعية اكثر ، لا انكر حالة الاحباط التي شعرت بها حينها. 
كيف تتعاملين مع الألوان عادة و كيف تساهم في جمالية لوحاتك؟
انا اعشق الالوان واحب ان ارى الكثير من الالوان في العمل والكثير من الملامس والتأثيرات واوحدها بالخط في النهاية ، وهذا ما يميزني ، فانا اعشق التكدس والزحام وتغطية كافة المساحات ، وقد تكون حياتي في مدينة مزدحمة كالقاهرة اعطتني هذا الحب للتراكب الاشكال ، واعتقد هذا مايميز اسلوبي حاليا.
شاركت في العديد من المعارض المتميزة محليا و دوليا، فما هي القيمة المضافة التي أتت بها لحضرتك؟
توسيع المدارك بشكل كبير فالانسان يتعلم من خبرات اقرانه ، فنحن نعاني من نفس المشاكل في العملية الابداعية ولكن الحلول مختلفة ، وهذا يوسع المدارك ويجعلك اكثر تقبلا للاخر وقد يعطيك حلول لمشاكل عديدة وخاصة في العملية الابداعية ، وايضا هي فرصة مهمة لرصد ردود افعال الجمهور المختلف ثقافيا ، جزء من حياة الفنان اكتشاف العالم والانفتاح عليه والعمل مع فنانين اخرين بخبرات مختلفة
ما قيمة الجائزة في مشوارك الفني؟
الجائزة الحقيقية للفنان عندما احدهم يشعر بعمل فني لك ويحبه ويحب ان يقتنيه ، لو احصل سوا على جائزتين واحدة في التصوير الفوتوغرافي هنا في مصر وانا لا اعلم استخدام الكاميرا جيدا ولكني اعتمدت على جمال اللقطة نفسها،  والاخرى كانت عن مجمل الاعمال كتشجيع من مؤسسة فرنسية ، من الجميل ان احصل على جائزة مهمة ولكن ردود افعال الناس وحبهم لاقتناء الاعمال حتى لو لم يملكوا المال ، انا اعطي الكثير من اللوحات كهدايا ، فانا اقدر من يحب فني حتى ان كان لايقدر على الدفع ولكن المهم تقدير تلك القطعة الفنية التي هي تحمل جزء مني شخصيا.
أي الموقفين يبعث الحماسة في إحساس الفنانة التشكيلية هالة الشاروني، وقوف فنان تشكيلي أمام لوحاتها و يقوم بمناقشتها أم وقوف إنسان عادي أمامها و يسألها عن مضمونها؟
احب ان اراقب المتفرج من بعيد لارى رد فعله ، وعادة ما اصل الافتتاح متأخرة فلا اقابل العديد من الناس ، اتحمس إن وقف الانسان العادي واعجب بالعمل ، فهذا يعني انه وصل الى قلبه من دون ان يكون متخصص او دارس ويعلم كيف يحلل العمل الفني، وايضا ليس تعاليا مني ولكن انا لا اجاوب على من يسأل عن مضمون العمل لعدة اسباب ، اولا انا لا افرض على المتلقي فكرتي عن العمل بل اتركه يفكر ويضع اسقاطاته ويفهمه بطريقته او لا يفهمه فيحبه او يكرهه ، ثانيا ان كنت استطيع التعبير بالكلام لكنت عبرت بالكتابة او الخطابة او العمل السياسي ، ولكن وسيلة تعبيري عن ذاتي هي في لوحاتي ، لذلك انا حتى ان اردت ان اتحدث عن عمل فني فأنا لا استطيع.
ما هي الحركة الفنية التشكيلية العربية الأبرز في المرحلة الراهنة؟
لا اعلم ، مع الانترنت والانفتاح على فنانين عرب ارى العديد من الحركات الفنية المختلفة ، وفي العديد من المجالات ، فالوقت الحالي يتسع للكل لان يقدم ماعنده.
هل وصلت الفنانة التشكيلية المصرية الى المكانة التي تليق بها في رأيك؟
ليس بعد ، لدي الكثير لاتعلمه واجربه ولاتهمني المكانة في الوسط الفني فهي ليست سوا رأي اشخاص فيك وانا لا يهمني رأي الناس في اي شيء ، الاهم ان ارضى عن نفسي وعن المستوى الذي اقدمه.
حدثينا عن تجربتك في عالم التصوير؟
تجربة زاخرة عامرة حتى الان فيها صعود وهبوط وتخبط وقوة ، لازلت اكتشف فيها الكثير واحاول جاهدة ان اترك بصمة وسط جيل قوي من الفنانين الشباب.
المجتمع والناس والحياة والوجود والهموم والتساؤلات أقاليم متعددة، كيف تنظرين إليها بمفهوم الصورة؟
العمل الفني او التعبير الفني ليس الا طرح اسئلة عن كل هذه الجوانب وعكس تفاعل الفنان مع كل ماحوله سواء مجتمعه او الاشخاص من حوله او حتى ذاته وهمومه ومشاكله وتساؤلاته ، كل هذا مايكون شخصية اي فنان ، فهذه هي وظيفتة ، ان يتفاعل مع كل هذا ويقدمه بشكل ابداع بصري يطرحه للجمهور ، مجرد طرح لكل تلك الهموم ولكن ليس دور الفنان ايجاد حلول ، دور الفنان في رأيي تسليط الضوء فقط
ما هو جديدك في عالم الرسم و التصوير؟
اعمل على مشروع حالي قدمته لمسابقه فنية وانتظر النتيجة ، وايضا مشروع جرافيتي اسمه بلا حواجز ، عن الحرية الجنسية للمرأة وحرية الحب.
كلمة أخيرة؟
سعيدة جدا باهتمام صحف عربية بنشر تجارب وخبرات فنانين آخرين واتمنى يوما اقامة معارض في كافة الدول العربية ، شكرا لاتاحة الفرصة للشباب لعرض خبراتهم واعمالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق