الصفحات

2014/11/05

المؤسسات الثقافية؛ والرياء الاجتماعي.. بقلم/ حسن الحضري

المؤسسات الثقافية؛ والرياء الاجتماعي..
 بقلم/ حسن الحضري

قلنا كثيرًا مِن قبل وأكَّدنا على ضرورة سعي المؤسسات الثقافية إلى البحث في كل ما يخص المنظومة الثقافية المعقدة؛ التي يتعدى اختصاصها إلى ما هو أبعد كثيرًا مما يتصوره أولئك الجاهلون الذين ينظرون إلى الأمور نظرة سطحية لا تتجاوز مدلولًا واحدًا من المدلولات الكثيرة للكلمة الواحدة، ناهيك عما يتعلق بها من أمور أخرى كثيرة لا يستطيع سَبر أغوارها والتعامل معها إلا البارعون في هذا المجال.. أما أولئك المتطفلون من "تجار الثقافة" فالأمر لديهم لا يعدو كونه "رياء اجتماعيًّا" يظهرون فيه بدور النشطاء الاجتماعيين من خلال الحفلات والرحلات، والتعرف على هذا وذاك ممن يعتقدون أنه سيساعدهم في الوصول إلى أغراضهم المشبوهة بعد أن يدفعوا له "قليلًا من النفاق". الأمر جدُّ خطير لأنه يتعلق بالعملية الثقافية، التي ترتبط بها أمور كثيرة تشكل معًا السمات الشخصية للفرد، ثم تمتد به إلى عملية التعايش داخل المجتمع، والانصهار فيه من خلال التأثير والتأثر؛ مما يستدعي ضرورة محاربة هذه العصابات التي تتستر خلف العملية الثقافية، وتسعى إلى تخريبها والتحول بها إلى ميدان "الرياء الاجتماعي" الذي سيقضي تمامًا –لو تُرِك كذلك- على الفضائل والمُثُل العليا في المجتمع. إن الهدف الأول للكيانات الثقافية بِتعدد أشكالها ومسمياتها –كما ينبغي أن يكون- هو محاربة السلبيات المنتشرة في المجتمع، ومنها "الرياء الاجتماعي" الذي تمارسه بعض هذه الكيانات بدلًا من أن تحاربه؛ لذلك يجب على المثقفين الحقيقيين محاربة ذلك والتصدي له؛ حفاظًا على العملية الثقافية، وانطلاقًا بها في مسارها الصحيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق