الصفحات

2014/12/13

اجابات شهريار على تساؤلات عايدة الربيعي بقلم: راضي المترفي

اجابات شهريار على تساؤلات عايدة الربيعي
 راضي المترفي

في بداية تشريننا هذا وفي ليلة نصف مقمرة اخذتي اغفاءة فوق بساط حديقة سندسية على ضفاف دجلة قرب تمثال الشريكين في الحياة والملحمة والغريمين في تفاصيلها (شهريار وشهرزاد)
وكنت قبل اغفائتي بلحظات افكر بكتابة مرثية لمحمد غني حكمت ذلك الموسوس بالابداع والايغال في اعماق الحكايا ولااعرف كم مضى علي من الوقت وانا نصف نائم يوم وقف قبالتي رجل تبدو عليه مظاهر الهيبة والسلطان وتبدو على قسماته اثار النعمة . كان وسيما جسيما ارستقراطيا المظهر انيق الرداء له ابتسامة الواثقين ونظرة المتسامحين ثم القى تحيته بادب ملك واستاذن طلبا للحديث معي فجلس على العشب جلوس المتواضعين وبدا يسرد حكايته التي زارني من اجلها قائلا:
يابني ..
لقد حشدت زميلتك عايده الربيعي كل ادوات الانثى وخبرتها وارتدت جلباب المحامي لتدافع عن (شهرزادها) لمجرد انها انثى وغريمها رجل ولو كان دفاعها حسب قوانين مرعية في اي زمان لقبلنا لكن هذا الدفاع بنته الربيعي على الانحياز للمرأة والقاء التبعات والاتهامات جزافا ومن غير انصاف على الرجل . حتى انها تمادت اكثر وكشفت عن انياب حقدها الانثوي يوم اعترفت بما جال بخاطرها وقالت (لكن شعوري يجعلني أتعالى على ذلك الشهريار الطاغية وغطرسته لأجعله يبتلع اعتذاره على مضض عن كل آثامه وانتهاكاته لحرمة الحياة انتقاما.. واكملت (هل هي لعبة ثأر؟) ومن حقي انا شهريار ان اسأل عايده او شهرزاد عصركم (الا ترين ان قولك – لكن شعوري يجعلني اتعالى على شهريار – هو اعتراف منك بعلو شهريار ؟ مجرد تساؤل
بني ..
لم تفلح شهرزاد بخداعي وتجعلني اسهر الف ليلة وليلة واؤوجل عقابها كل ليلة الى الاخرى لكنني  انا الذي كان منصفا ومنحها مايكفي من الوقت لسماع حجتها ودفاعها عن نفسها لابعد نفسي عن ظلم انثى لم تترد في ظلمي وخيانتي ولكي اكون متانيا في حكمي على من يتحجج بالضعف ويتظاهر بالرقة ويبحث عن الشفقة وهو لايعرف التسامح ,ودلني على انثى .
بني ..
عايده الربيعي تقول في بداية كلامها (لست ادري لماذا يتملكني شعور وأنا اقرأ قصص شهرزاد، وكأنني ائتزر ليلها لأتقمص ذلك الدور في قصر أو مأوى استوطن فيه أروي فيه قص لأرتوي من سرد تلك الأستعادات والأسترجاعات في مناخ نفسي لايتكافئ و ذهنيتي التي احملها (كوني ارفض الرضوخ) فأحاول أن اقلب ذلك الواقع إلى عكس الأدوار لأنني فعلا أحس بأن الزمن كان يخرج من يد العزيزة شهرزاد في عصرها الذي لا تحسد عليه طبعا هذا لايعني أنني أحاول أن اقر بأن العمل القديم غير مجدي وأنها خاسرة) واقول لها : لقد كانت من تودين الاستئزار بمئزر ليلها ترزح تحت وطئة الخيانة ومن يسلك طريق الخيانة يتعلم الرضوخ في حين تعافه النفوس الابية .
بني
رغم شاعرية عايده وجمال اسلوبيتها ككاتبة وحلاوة سردها الذي يشبه قص شهرزاد في لياليها الملاح الا ان انياب حقدها على شهريار – الرجل – واضحة ولو تسنى لها وهي الرسامة ان تقوم بما قام به محمد غني حكمت لجانبت طريق الانصاف وقامت بتصويري على اني جلاد لايفارق سوطي ظهور الحسان ولا سيفي رقابهن الجميلة لكن شكرا للاقدار الرحيمة التي جعلت النحات منصفا رغم قساوة (ازميله) وكفتني شر قساوتها رغم رقة يراعها  ونعومة ريشتها .
بني ..
لقد قارنت بيني وبينها بما لايمكن ان يكون الا في بنات افكارها وخرجت بمحصلة نهائية على هواها قرعت لها فيها طبول النصر متناسية انها لايمكن ان تقوم بادوار الحاكم والمدعي ومحامي الدفاع في آن واحد :
(كان هو يمتلك الكؤوس وكل اللحظات لينظر إلى عينيها الخائفتين
وكانت تمتلك البصيرة والمعرفة والتحكم بالصدفة أو بدواليب الحظ
كان يمتلك الخمرة والإنصات وعقدة اللسان
وربما كان يحسدها على لباقة اللسان (مَلَكَتَها) وهي تتسلق بها شبابيك الليل كاللبلاب
في كل الأمسيات تحكي
تستعين بالذاكرة لتواجه غروره بحثا عن البقاء لها وانكسارا لرغبته دون علمه
كانت بطلة واثقة من سطوة ليلها لاكتساب شمس الصباح فتفوقت في توفقها من إثارته وتوقفه عن قتلها، وهي الطريدة تحت المقصلة
المنتظرة
كانت تسرد
كانت تحتج
كانت معارضة
كانت تمر بتفاصيل الولادة العسيرة كل مساء
كان هو غارقا في كأسه المغرورة وزجاجات لم تكفي هذيان روحه المنتقمة )
وتسائلت :
كيف كان يواجه صباحا ته ولم ينفذ قتلها! ؟
هل كان يعترف بانسجامه معها؟
هل زاحمه طوفان الليالي لينتظر أن يأتي المساء كل مساء ؟
هل يرتبك تماما حين يتأمل شفتيها وهي تراقص الكلمات ؟
كيف استحال حنقه على النساء انتظارا باردا؟!
وكيف استحالت العاصفة للانتقام إلى هدوء واستماع للاستمتاع !
كيف استحال القرار إلى تريث حقيقي تحت ضوء القمر ؟
وخلصت الى القول :
(هذا ما حدث في ليال في حقبة ما لتاريخ امرأة في دهاليز قصر
عرض كبرياء رجل إلى انكسار)
واخيرا
كانت شماتة الاعداء اهون كثيرا من رثائها لي وشفقتها المشوبة بالحقد والاحتقار :
لنرثي معا.. شهريار حين فتح سكونه هزيمة فانفتحت بوابات الشمس لحقيقة أنثى حملت مصيرها على كتف الليل في ألف ليلة وليلة لا تحلم بالذهب، القصور، وثوب الحرير لا علاقة حميمة
اعتذرت عن الرضوخ لمصير الفجيعة .
وكان قرارها الاخير فجيعة اخرى رغم مايحمل من رومانسية وجمال تصوير:
(ربما كان هذا إنجاز كبير للمرأة وانتصار مزدهر لأنثى السرد
ليبقى اسمها على مر العصور
في قص أجمل من لثغة الطيور)
بني ..
لست من اهل زمانكم وحاكمتني امراة منكم على ماموجود في طيات التاريخ من دون بينة او دليل اللهم عدا تمثال ابدعه محمد غني حكمت واحداث الف ليلة وليلة لايعرف كاتبها ولامدى قربه من الاحداث التي جرت في تلك الليالي الملاح ومن حقي ان اتسائل واقول :
ماضر عايده الربيعي لو كانت نظرت للامر من زاوية اخرى ورأت بشهريار وشهرزاد مخلوقان رائعان عاشا زمنا مشتركا قوامه الف ليلة وليلة تقاسما ساعاته سماعا واستماعا وكلاما مباح وتمتنت بينهما اواصر المحبة والمودة وكان لايقوى على ليله بدونها ولاتستمتع بقصها بغير وجوده لكن خيال كاتب متمكن  قرر ان يخلد ذلك الزمن المشترك برواية تختلف عن ماجاء بالواقع وترك لخياله العنان ولقلمه رسم احداث تجعل من شهريار جلادا يشهر سيفا بدلا من حبيب واله ومن شهرزاد امراة مخادعة ترتكب الخيانة وتحاول التملص من التبعة بدلا من ان تكون حبيبة رائعة وامراة يعطر اريجها الزمان والمكان . وانساق خلفه نحات مبهر فجسد خيال الكاتب الى واقع لاتخطئه العين .
سيدتي .. لم يتغير الزمان ولاتختلف المدن في ولادات الحب فيها لكن المشكلة اننا ازددنا وعيا وازدادو  هم ... ومدينتي لازالت هي تلك العاشقة الحالمة والمحتفظة بسحرها واسرارها التي تخاف عليها من اللصوص وواجبك كبنت لهذه المدينة ان تكوني قريبة منها بروحك ان شطت بك الدروب واخذتك لمدن الغربة القصية فلا تجعلك الغربة تنسين بغداد واحمليها جرحا واملا

هناك 3 تعليقات: