الصفحات

2014/12/26

بأي ذنبٍ يذبحون أطفالنا؟! بقلم: نُهى البدوي

بأي ذنبٍ يذبحون أطفالنا؟!
 نُهى البدوي 
 منذُ أن أصبحنا ننام ونصحو على سماع ومشاهدة أفظع صور الجرائم الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن من تفجير وقتل واغتيالات تطال الأبرياء والمسالمين، ومع كل مرة تزداد فظاعة تلك الأعمال الإرهابية عندما نسمع عن معاودة هذا التنظيم الإرهابي إرتكاب جرائمه دون مراعاته لقتل الأبرياء بشكل يثير سخريته واستخفافه بدماء الضحايا الذين يسقطون في أماكن عملياته الإجرامية دون التمييز بين ضحاياه، إلا أنهُ رغم فظاعة المشاهد لقتل الأبرياء لم نسمع أونشاهد جريمة تفوق في بشاعتها ذبحها للأطفال التلاميذ في رداع بمحافظة البيضاء في اليمن. لاشك أن هذه المذبحة التي هزت مشاعر اليمنيين واقشعرت لها الأبدان حين تناقلت أخبارها الفضائيات والقنوات الإخبارية في 16 ديسمبر الجاري بانفجار سيارة مفخخة قرب نقطة تفتيش يديرها المتمردون الحوثيون في منطقة رداع، عندما كانت حافلة مدرسية خاصة بنقل طالبات مدرسة الخنساء تمر بالمكان، وأدى انفجارها إلى قتل نحو 15 تلميذاً كانوا على متن الحافلة، ليليه انفجار آخر لسيارة مفخخة ثانية خارج بيت قيادي في حزب المؤتمرفي محافظة البيضاء أدى إلى مقتل 10 من الحوثيين". هي جريمة اغتيال للمجتمع اليمني بأسره، و ينبغي أن لا تُمر مرور الكرام كسابقاتها بسبب غياب الوعي الجمعي لمنع ارتكاب هذه الجرائم الوحشية، والوقوف يداً واحدة ضد تنظيم القاعدة والقيام بتنظيم أنفسنا لتأدية واجبنا الديني والوطني لحماية المجتمع بمختلف فئاته من هذه الجرائم الوحشية، ورص صفوفه للوقوف وجهاً لوجه ضد الإرهاب والإرهابيين لوضع حد لنزيف الدم اليمني، وما ترتكب من جرائم وحشية وقتل للأبرياء والأطفال من قبل "تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية" أو من قبل المليشيات المسلحة الأخرى، وعدم السكوت عنها والبقاء في وضع المتفرج على مايرتكب بحق الطفولة في بلادنا التي وصلت إلى مستوى يتطلب منا مغادرة حالة التخندق السلبي إزاء هذه ارتكاب هذه الجرائم المحرمة دينياً ومجتمعياً والمدانة إقليمياً ودولياً بعد أن أكدت الإحصايات لدى الأمم المتحدة اليونيسيف بأن 138 طفلاً كانوا قد قتلوا أو بترت أطرافهم بفعل الصراع في اليمن خلال عام 2014 قبل هذه الحادثة. لقد تمادى هذا التنظيم الإرهابي في قتل الأبرياء ليبلغ بارتكابه مذبحة أطفال رداع في البيضاء المستوى الذي لا يمكن تحمله أو تقبله ، فبأي ذنبٍ ذبحتم أطفالنا فلذات أكبادنا، بأي ذنب يقتل أطفالنا الآخرون خوفاً ورعباً بعد هذه الجريمة، كثيرات من الأمهات تأثرن لمذبحة الأطفال ليس لخشيتهن أن يطال أطفالهن نفس الجُرم وهم في طريقهم من أو إلى المدرسة، بل لأن الأطفال الضحايا جميعهم أبناؤنا والجراح والألم يكاد يوحد الأمهات في اليمن ، ولأن هذه الجريمة تؤكد بجلاء أن دماء الأطفال والمواطنين الأبرياء رخيصة في عيون وميزان الضحايا عند "تنظيم القاعدة في شية البجزيرة العربية" ، فهو لا يعير مهمة الحفاظ على حياة الأبرياء مواطنين ، نساء، رجالاً، شيوخاً، أطفالاً أي أهمية وكأن ذبحهم أمر اعتيادي في سبيل قتل شخص أو شخصين، فتأثرنا نحن الأمهات، لأننا نخشى أن يتسبب هذا التمادي في ارتكاب الجرائم الوحشية وسكوت المجتمع عنها إلى تجاوز تنظيم (القاعدة) المستوى الحالي - المارة أو منهم في محيط مكان تنفيذ العمليات أو الأهداف الإرهابية ليصل إلى تفجير الحافلات أو مدارس التلاميذ بحجة سائقها أو حارسها أو ذلك المعلم هدفاً للإرهابيين أو تفجير طائرة بسبب وجود هدف على متنها دون مراعاة الحفاظ على أرواح الأبرياء. إن هذا الوضع الجديد والتخبط الحاصل لدى تنظيم القاعدة وعناصرة يضعنا أمام حقيقة قائمة تتمثل في "انتقام التنظيم من المجتمع" و مؤشر خطير عن اختلال النظم والسيطرة لدى القياديين في "تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية" وكأنهم فقدوا المحافظة على الثقة ومظاهر السيطرة على عناصرهم بارتكابهم مثل هكذا جرائم بذبح الأطفال، التي تمثل ضربة لكل الأعراف اليمنية وتسيء إلى سمعة الإسلام والمسلمين ليفضحوا بذلك زيف شعاراتهم الدينية المرفوعة وحقيقة المبررات الكاذبة التي يسوقها تنظيمهم لتنفيذ جرائمه الوحشية، التي حتماً ستحوله نتائجها إلى عدواً مدمر لكل المجتمع وستفقده أي تحالفات قبلية يسعى إليها أو حصل عليها في الحروب السابقة بعد أن بات غير قادر على إحداث التأثير في المجتمع، وهذا سيصب في مصلحة الخطوة المنتظرة من المجتمع للالتفاف مع بعضه البعض، متوحداً، ويداً واحدة لمواجهة هذا الخطر الإرهابي وإجباره على وقف أنشطته الإرهابية الموجهة ضد المجتمع، مع التأكيد أن مؤشر ففقدان تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية السيطرة على عناصره سيثير مخاوف الآباء والأمهات، وخشية المجتمع من استمرار هذه الوحشية لجرائمهم التي تذبح وتغتال مجتمعاً كاملاً بأطفاله وشيوخه ونسائه بأبشع صور الجرائم الوحشية، وسيبقى السؤال يبحث عن إجابة: بأي ذنبٍ يذبحون أطفالنا!
 n.albadwi2013@hotmail.com  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق