الصفحات

2014/12/26

مجلة«كانو الثقافية»تحتفي بالشعريات وقضايا الفكر الإسلامي



في عددها التاسع

 مجلة«كانو الثقافية»تحتفي بالشعريات وقضايا الفكر الإسلامي
   بقلم:محمد سيف الإسلام بوفـلاقـة
-جامعة عنابة-
          أصدرت مؤسسة جائزة يوسف بن أحمد كانو بمملكة البحرين العدد التاسع من مجلتها المتميزة «كانو الثقافية» التي يُشرف عليها الباحث الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي،المفكر المعروف بإنتاجه الغزير والمتنوع،وصاحب المؤلفات الفكرية الرصينة،والتي نذكر من بينها: «الإسلام والغرب...حوار لا صراع »،و«رؤية جديدة في مسيرة التعليم بالمملكة العربية السعودية »،و«التطوير الذاتي لأعضاء هيئات التدريس في التعليم الجامعي »،و«هروب إلى النجاح »،و«سوانح وأفكار »،و«قالوا عن الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم »،وغيرها.

             وقد كتب الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي،رئيس تحرير المجلة،المقال الأول في المجلة في باب:«فكر وثقافة»،وقد جاء بعنوان:«الوقف..ابتكار إسلامي»،ومن بين ما ذكره الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي الغامدي في مقاله أن الوقف عند المسلمين تصرف ثمرته أو ريعه إن كان يخضع لقوانين الاستثمار على الناس وعلى الحيوان،وقد تطور الوقف وأشكاله في عصور بني أمية والعباسيين وفي أيام الدولة العثمانية...
        وأشار إلى أن للوقف عند المسلمين جملة من الأشكال المختلفة فلدينا وقف في الأراضي،سواء مزروعة أو غير مزروعة،وفي الماء مثلما فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه عندما اشترى:(بئر رومة)وأوقفها على المسلمين،وفي السلاح والعتاد لما يستخدم في سبيل الله مثلما فعل خالد بن الوليد رضي الله عنه،وفي الأموال التي تخصص وينفق منها على مصلحة المسلمين، وفي رعاية الحيوان والرفق به،ومن أشكال الوقف:
-وقف أرض زراعية ينتفع الناس بثمارها.
-وقف ماء وتسبيله على المسلمين يشربون منه،ويستغلونه للوضوء،وغير ذلك.
-فتح مأوى لكبار السن والعاجزين من الناس.
-فتح مأوى لإيواء الحيوانات مثل الكلاب الضالة.
-تحبيس أموال وتسخيرها للاستثمار حسب أوجه الشرع، والصرف منها على وجه معين،مثل:حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
           وقد ختم الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي مقاله بالقول: «ولقد بحثت عن كلمات تدل على الوقف وتشير إليه في الموسوعة البريطانية،وفي مختصر قاموس أكسفورد،وفي قاموس أميركان هيريتاج تحت كلمات:يعطى،يتبرع،يساهم،لعلي أجد فيها ما يدل على الوقف بذاته فلم أجد ذلك،وهذا يُعزز نظرية أن الوقف ابتكار إسلامي مارسه المسلمون منذ العصر النبوي انطلاقاً من شعورهم بحاجة الغير إلى المساعدة.
         وهكذا يتضح أن الوقف عملية إنسانية ابتكرها المسلمون،وأخذها عنهم الغربيون،فالملاحظ في هذه الأيام أن المسلمين-ولله الحمد-عادوا إلى تنشيط وتوسيع وتنويع فكرة الوقف بما يعود على الإنسان والحيوان بالفائدة».
            وفي قسم علوم طبية كتب الدكتور محمد الجميل الحبال مقالاً تحدث فيه عن:«الجديد في الرضاعة البشرية»،وكتبت الدكتورة هدى صباح في القسم نفسه بحثاً عن«الصوم في عيون الغرب ونفحاته الصحية والنفسية والتربوية»،ومن بين ما ذكرته الدكتورة صباح في مقالها أن آخر الدراسات السريرية أكدت  أن الاستقرار النفسي لدى الصائم يؤدي إلى زيادة نسبة الأجسام المناعية وتفعيل نشاط الخلايا القاتلة المعروفة بالماكروفاج،وهي الخلايا التي لها القدرة على الحد من انتشار الخلايا السرطانية،بل وقتلها،وكذلك التهام البكتريا والفيروسات التي تهاجم الجسم،كما يحرض الصوم خلايا الجسد ويجعلها تعمل بكفاءة أعلى،وبالتالي تزداد مقاومة الجسم للأمراض...
             وحمل مقال الدكتورة نادية محمد السعيد الدمياطي في قسم دراسات اقتصادية عنوان:«الوقف النقدي ودوره في تمويل المشروعات الصغيرة»،وخصص الدكتور رضا عبد الواجد أمين دراسته للحديث عن:«الحضارة الإسلامية وعولمة الإعلام والثقافة»،وقد أوضح الدكتور رضا عبد الواجد أمين أهداف دراسته التي تسعى إلى:
1-التعرف على ماهية العولمة وسماتها وخصائصها.
2-الكشف عن أبعاد ظاهرة العولمة في المجال الثقافي.
3-التعرف على مجمل التحديات التي تواجه أتباع حضارة الإسلام الناتجة عن ظهور فكرة العولمة التي تريد تنميط ثقافة العالم وفقاً للنموذج الغربي،من خلال تحويل المنتج الثقافي إلى سلعة يُمكن لكل شعوب العالم أن يستهلكونها كما يستهلكون الحاسوب أو السيارة،وهو ما يعرف بتسليع الثقافة.
4-التعرف على إشكاليات العولمة الثقافية،وموقف الحضارة الإسلامية منها.
5-الكشف عن أبعاد العولمة الإعلامية.
6-التعرف على إشكاليات العولمة الإعلامية،وموقف الحضارة الإسلامية منها.
7-التعرف على طرائق استفادة الحضارة الإسلامية من ظاهرة العولمة.
            وقد عنون محمد سيف الإسلام بوفلاقة من الجزائر مقاله ب«الشعريات وقضاياها المعرفية...منظور عبد الملك مرتاض نموذجاً»،وقد افتتح مقاله بالقول: « حظي مفهوم الشعريات في السنوات الأخيرة بعناية فائقة من قبل الباحثين والدارسين،فأفردت لها دراسات ورسائل جامعية،وأبحاث ضمن دراسات الأدب القديم والحديث،  وقد برز هذا الاهتمام في النقد بشكل كبير،وأضاف ومفهوم  «الشعرية أو الشعريات الذي لقي اهتماماً كبيراً في الفترة المتأخرة،سواء في النقد العربي أم النقد الأجنبي له جذور تراثية قديمة وآفاق غربية معاصرة،وهذا الاستخدام بوصفه مصدراً صناعياً لا على صيغة النسب هو ما يعطيه طرافته وطزاجته النقدية،وإلا فالكلمة مبتذلة وشائعة،ومنذ أرسطو كان يتحدث عن جوهر الشعر الحقيقي وما يلتبس به من المحاكاة والتخييل،واستخدمه بهذا المعنى عدد من نقاد العرب  بنفس الصيغة مثل حازم القرطاجني(ت 684هـ)،وشراح أرسطو من فلاسفة الإسلام كالفارابي وابن سينا وابن رشد.وظهر مصطلح( poetics)في النقد الغربي الحديث كوريث شرعي للبنيوية والأسلوبية ليردها إلى الوظيفة الشعرية في الخطاب اللغوي بعد أن تعاظم الاهتمام في المناهج السابقة(بالشفرة)اللغوية وكيف انبثقت إلى الوجود؟أي باللغة نفسها بوصفها دالاً،لا لما تحمله من مدلولات،وهناك عدد من المصطلحات العربية التي ترجم إليها المصطلح مثل(الإنشائية)و(الأدبية) وغيرها...
        وتبحث الشعرية عن قوانين الخطاب الأدبي،وعن الخصائص المجردة التي تصنع فرادة العمل الأدبي،أي بصورة أخرى ما الذي يجعل من الرسالة اللغوية عملاً أدبياً(شعرياً)ثم أخذت معنى أوسع لتعني ذلك الإحساس الجمالي الخاص الناتج عن القصيدة أو عن نص أدبي،أي بعبارة أخرى قدرة العمل على إيقاظ المشاعر الجمالية،وإثارة الدهشة وخلق الحسن بالمفارقة،والانزياح عن المألوف... »(يُنظر: د.إبراهيم عبد المنعم إبراهيم:بحوث في الشعرية وتطبيقاتها عند المتنبي،مكتبة الآداب،القاهرة،2008م،ص:02).
             من خلال هذه الورقة نسعى إلى الوقوف مع واحد من الكتب المتميزة في هذا المجال،وهو كتاب«قضايا الشعريات»للناقد العلاّمة الدكتور عبد الملك مرتاض،الذي يكتسي أهمية خاصة،حيث تتجلى أهميته في جمعه بين النظرية والتطبيق ،وفي تحليله بعمق وشمولية للكثير من قضايا الشعر المعاصرة،وتقديمه مسحاً شاملاً لمفهوم الشعريات في الفكر النقدي العربي،والفكر النقدي الغربي،كما يبحث الكتاب باستفاضة وعمق في بنية اللغة الشعرية وحيزها،والصورة الشعرية وجمالية الإيقاع...».
        وقد اختتم سيف الإسلام بوفلاقة مقاله عن الشعريات وقضاياها المعرفية بالقول: « وفي الختام بقي أن نقول إن كتاب«قضايا الشعريات» يعد واحداً من أهم الكتب التي جمعت في دراستها للشعريات بين الأصالة والمعاصرة،حيث ناقش المؤلف باستفاضة قضايا الشعريات في الفكر النقدي القديم والحديث،فالشعريات موضوع شديد البروز،وقد تناثرت إشكالياته وأسئلته في بطون المصادر والمراجع،ووقف عدد كبير من الدارسين أمامه،واختيار أستاذنا العلاّمة الدكتور عبد الملك مرتاض لدراسة قضايا الشعريات بأبعادها المتشعبة يعد خطوة جريئة وشجاعة بذل من خلالها جهداً كبيراً،وتطلبت منه الدأب والصبر والروية،وقد انتهت تلك الجهود إلى تقديم خدمة جليلة للباحثين في ميدان الشعريات وقضاياها المعرفية،فهذا الكتاب يعتبر فتحاً جديداً في هذا المجال،فقد جاءت دراسة الدكتور مرتاض غنية في أفكارها،وسلسة في أسلوبها،وجديدة في مضامينها،فالمسائل التي أجلت عنها الغموض جعلتها دعامة لأبحاث لاحقة،وفيها يُلفي الباحث ما يُشبع فضوله...».
             وتحدث الدكتور عبد القادر محمد الزين في مقال له وسمه ب «نافذة على التراث» عن أبي تمام ومجموعة من الشعراء القدامى،وسلط جاك صبري شماس الضوء على شخصية الشاعر بدوي الجبل،وقد استهل مقاله بالإشارة إلى أن: «محمد سليمان الأحمد هو واحد من  جيل الأدباء العمالقة الرواد الكبار عرف بلقبه بدوي الجبل،وينتهي نسبه إلى الأمير الغساني حسن بن المكزون السنجاري،وأول من أطلق عليه بدوي الجبل الأستاذ يوسف العيسى،إذ كان يلبس عباءة عربية ويعتمر العقال المقصب،وكان ينشر له في جريدة ألف باء،الدمشقية وهو صغير جداً».
         وقد استشهد الأديب الباحث جاك صبري شماس بما ذكره الأديب مدحة عكاش رئيس تحرير مجلة الثقافة،إذ يقول: «فشاعرنا بدوي الجبل أكرم من أن يعرف بعد أن أصبح اسمه على كل لسان،وبعد أن أصبح شعره أنيس السامرين»،وكان ممن قرضوا ديوان بدوي الجبل،وهو في العشرين من عمره بشارة الخوري وخليل مردم بك وكرد علي والمغربي وغيرهم...
             وقد حمل العدد التاسع من مجلة كانو الثقافية بين طياته قصيدة للشاعر مصطفى الرز عنونها ب: «القدس وكوشان الأرض»،وأبدع الشاعر المنجي سرحان قصيدة جاءت بعنوان«صديقي المفقود».
          و ضم القسم الأخير من المجلة الموسوم ب: «إضاءات» مجموعة من الأخبار عن اللقاء الذي جمع بين مجلس أمناء الجائزة وأعضاء مجلس إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو،وعن التعاون الثقافي بين الجائزة وشركة عبد الرحمن كانو المحدودة.وتضمن خبراً عن رحيل البروفيسور الفلسطيني أحمد عبد الله ثابت،ومما جاء في هذا الخبر:«فقدت جائزة يوسف بن أحمد كانو أحد أبرز الفائزين بها في مجال الطب لعام:2006م،وهو الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله ثابت،أستاذ الكيمياء الحيوية وكيمياء الأغذية في كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بقطاع غزة في فلسطين الذي وافته المنية جراء إصابته بجلطة صامتة في القلب، وللدكتور ثابت العديد من الكتب العلمية المتخصصة،والمقالات المحكمة والأبحاث والدراسات التي جعل المحافظة على صحة الأسنان هدفه الرئيس مع طلابه وفي مؤلفاته ودراساته..».
         د.محمد سيف الإسلام بوفـلاقـة
                            كلية الآداب-جامعة عنابة-الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق