الصفحات

2014/12/19

يجتهدون لتمزيق الوطن! بقلم: فؤاد قنديل

يجتهدون لتمزيق الوطن!
بقلم: فؤاد قنديل

من بين نتائج ثورة 25 يناير اتساع مساحة التربص وزيادة أعداد من يميلون إلى هذا الفكر زيادة مطردة تتفاقم كل يوم ، وقد لاحظت أن الفضائيات الخاصة تتقدم كل الشرائح التي لا تعمل إلا لحساب التربص بغية محاربة النظام الجديد وبعد أن كانت تلك الفضائيات تمثل عاملا مهما من عوامل دعم الثورتين تحولت فجأة وربما دون أسباب موضوعية في كثير من برامجها إلى أن تصبح عامل تخريب وتشويش وفتح لقضايا تافهة وسقيمة على عكس ما كان متوقعا منها ، وبدلا من أن تقوم بدور مؤثر لتوعية الجماهير وتثقيفهم ورفع مستوي الأداء المهني والتكريس للمعلوماتية والتحليل العلمي ورصد الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل معمق ، والبحث عن الموهوبين والأكفاء والمهارات المميزة وإلقاء الضوء عليها لتقديمها لأصحاب القرار للاستعانة بها في مهام تنفيذية متطورة ركزت أغلب جهودها وأضواءها لخلق مناخ من الإثارة والفضائحية ودعوة المهيجين وهواة السباب والمتخصصين في إشعال الفتن وخبراء اللغة البذيئة من الخطاب للبرامج وتجنب العلماء والمثقفين والجادين في كل مجال والهدف هو محاولة صب زيوت الخلخلة تحت كل أرض صالحة للبناء ، والانحراف بالاهتمام الإيجابي نحو سفاسف الأمور والدروب الفرعية غير المنتجة ولا الحاشدة للجماهير صوب الأهداف الكبرى للتنمية فضلا عن المحاولات المحمومة لتعميق الانقسام والخلاف بل والمعارك المبددة للطاقة والوقت والمعطلة للمسيرة . وهناك عدد كبير وصادم من الشباب يلعب بقدر ما يتاح له الدور ذاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والنت وتويتر وغيرها ، هذه الشريحة النشطة التي حولت كل مكتسبات يناير ومنها الحرية إلى مستنقع واحد هو التربص الذي يحقق فيما يبدو لذة نادرة ، فكل شيء خطأ وكل سلوك قامع ، وكل قرار ضد حقوق الإنسان ، وكل مشروع خدعة ، وكل حادث إرهابي كذبة وكل قرض سرقة وكل باب للأمل بوابات لليأس ، وكل انتصار هزيمة ، وكل توفير تقصير ، وكل سيسي مبارك . ومما لاحظته أن معظم هذه النماذج تفتقد المعلومات الكافية عن كل ما يجري على الأرض ، وليس لديهم أدنى استعداد للمعرفة فقد ترسخ في الأذهان أن النظام الجديد سيء وأكثر ديكتاتورية من كل الأنظمة لأنه أقر قانون التظاهر ويرفض التراجع عنه أو تغيير معظم مواده لأنه ضد حرية الرأي والتعبير، ولست أدري كيف يكون قانون التظاهر ضد حرية الرأي والتعبير، مع أنه يؤكد بما لا يدع مجالا لشك أن التظاهر السلمي حق أصيل لكل مواطن و يتعين الحصول على تصريح حتى يتحدد المكان والزمان محل ووقت التظاهر كي لا تختلط الأمور ، وكان غضب الشباب الصارخ بسبب عقوبات المتظاهر بدون إذن والتي تصل إلى ثلاث سنوات وعشرة آلاف جنيه غرامة ، ولم يسمع الشباب الثائر وبعضهم مثقفون عن معلومة تقول إن غرامة من يتظاهر دون إذن في أسبانيا تبلغ 750 ألف دولار وعشر سنوات حبس ، وقد جُن جنون كوكبة كبيرة من الشباب لأن ثلاثين أو خمسين من رفاقهم أودعوا السجون بسبب إقدامهم على التظاهر دون تصريح ورغم عشرات الرجاءات والتنبيهات من رجال الشرطة ، وكان عليهم وعلى الجميع أن يعلم أن من يرفض تطبيق القانون ليس وطنيا ، واحترام الوطن يبدأ من احترام القانون حتى لو خطأ ، لكنهم مصرون على إشاعة الفوضى التي تتسبب في إرباك وتعطيل الحياة ، وكشفت الإحصاءات عن أن هناك مظاهرة كل نصف ساعة . هؤلاء الشباب العشوائيون الغوغائيون يكشفون عن درجة معتبرة من الجهل كما يتجلى افتقادهم للوطنية ومن هؤلاء خالد أبو النجا الذي يندد في كل محفل حتى خارج مصر بتهجير أهل رفح الملاصقين للحدود إلى مكان يبعد عدة كيلو مترات حفاظا عليهم وعلى الوطن لأن الإجراء في نظره تهجير قسري في حين الحكومة بتوفير قرية جديدة لهم أفضل عشر مرات من سابقتها . لا يقدر فريق الإعلاميين وبعض مدعي الثورية : - الظروف الشائكة بل المدمرة التي تحيق بالبلاد وتهدد سلامها سواء من قوي دولية مثل أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر وعدد من دول أوروبا . - لا يقدرون حال البلاد التي تشبه سمكة ليس فيها غير السلسلة العظمية بعد أن نهبها مبارك ورجاله المخلصون . - لا يقدرون الحمولة السكانية التي تحتاج جبالا من الخدمات الجيدة بما يجعل الشعب راضيا عن حياته بعد طول تقصير وحرمان . - ليس لدي هذه الفئات عيون تبصر الجماعات الإرهابية وجرائمها اليومية المعلن منها وغير المعلن لأن الإرهاب يعمل بنعومة في كل مؤسسات الدولة ويحاول تخريبها من الداخل. - لا يعرفون شيئا عن الجهاز الحكومي الذي نخره السوس وهدمته الشيخوخة فضلا عن الفساد المتغلغل فيه . - لا تقدر تلك الشرائح النقص الشديد في الأموال اللازمة لبناء مشروعات وتوفير فرص عمل لملايين العاطلين. - يتجاهل هذا الفريق أو ذاك موقف رجال الأعمال الذين كونوا ثروات بمئات المليارات من دم الشعب ويولون الآن ظهورهم للبلاد كأن الأمر لا يعنيهم . - لم تتح الفرصة لهم كي يفكروا في حجم التحديات المرعبة سواء من الداخل أو القادم من ليبيا والسودان والبحر والجو والموانئ . - لم يخطر ببالهم الخطر القادم من داعش والرغبة المحمومة للانقضاض على الأمة وساعتها سيلحق هذا الجراد المتوحش معدوم الضمير بالمصريين والعرب أبشع الأذى والتدمير . - لا يدهش هؤلاء المتربصون من حالة الأحزاب والقوي السياسية الهشة والمفككة الباحثة فقط عن المصالح وبعضها يبذل قصارى جهده لضرب الوحدة الوطنية والتآمر على استقرارها . ونتوجه إلى هذه الشرائح المعارضة من أجل المعارضة فقط كي يبدون ثوارا ويتزعمون مواكب الحرية بعدد من الأسئلة . 1- هل تأكدتم بعد تحليل ودراسة معمقة للنظام السياسي الذي ما يزال في طور التكوين أنه خائن ؟ 2- هل ما يقوم به النظام فيما يبدو من مبادرات يستهدف تدمير الأمة ونهب ثرواتها ؟ 3- هل رؤوس النظام غير مصريين ولا وطنيين ؟ 4- هل هم ينفذون أجندة قوى معادية لإضاعة البلد وفتح أبوابها لمن ينوي بها شرا ؟ 5- هل بسرعة نسينا ثورة الثلاثين من يونيو التي خلصتنا من مؤسسي داعش وهم البرابرة القتلة الذين حققوا عجزا في الميزانية بما يتجاوز مائة مليار خلال شهور دون أن يبنوا سورا لمدرسة ؟ ومع ذلك كان الكثيرون يقولون :امنحوهم فرصة كافية ؟ 6- لقد اقترف مبارك كل الموبقات إبان حكمه الذي دام ثلاثين عاما ولم تحدث في مصر ثورة عليه إلا في يناير ومع ذلك هناك عشرات الألوف وربما أكثر يقولون لقد كان على الأقل رجلا طيبا ..!!!!!!! ما هذا الغثاء ؟ المشهد السياسي الآن واضح *فريق يعمل ليل نهار من أجل صلاح الأحوال وهناك بالطبع قضايا محورية لم يتم التعامل معها والتحديات بلا حصر ومن لا يرى من الغربال فهو أعمي . *بقية الفرق بكافة أشكالها وتوجهاتها تمضي بخطى واثقة على طريق التدمير والتعطيل والإحباط والإثارة وإشعال النيران وقطع الطرق واستعداء الإعلام الأجنبي الحاقد والمتآمر. والسؤال الخجول يقول : ألم يكن من الأصوب و الأجدى اقتراح حلول وعرض أفكار وكشف عيوب والإشارة إلى مناطق بحاجة إلى الإنقاذ العاجل وغيرها من أوجه النقص بدلا من التهييج والتشويه الذي يضرب الوحدة الوطنية في مقتل؟ أليس لديكم تصور لمعنى الوطن؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق