الصفحات

2015/02/14

"براءة " قصة بقلم: على عبدالرازق



براءة
على عبدالرازق

على شاطئ البحر التقطت حبة َقمح تائهة ،للوهلة الأولى ظننتها كذلك ،لكنها كنت حصاة  رمل ، فركتها بين أصابعي وذروتها في الرياح .
بالقرب منى كانت تقف فتاة عشرينية  لكنها  تملك وجها فيه براءة بنت البضع سنين ، أصابت عينها حبة رمل مما ذَروت . تأسفت لها وهممت بالمغادرة .
استوقفتني :لماذا تحمل حقيبة؟
- لأني أحمل فيها ما تبقى مني
- وماذا تبقى منك ؟              
- نرد أداة الخسارة وكفن لباس عيدي القادم وبضع أحزان جئت أذروها الرياح .
سحبت من خلف  ظهرها حقيبة ، ابتسمت،
- ولماذا تحملين حقيبة ؟
- أحمل فيها عرائس حلوى لأني آليت على نفسي أن أكون الحلوى التي لا يأكلها الفقراء إلا في عيد الفطر أو عيد الميلاد ، وصباحا مشرقا للأحزان ، وقمرا للعاشقين .
أطلت النظر في وجهها ، ظلت صامتة ، أفقت ، استأذنتها في الرحيل .
-  لتعد في المساء ربما نزور القمر سويا
 في المساء عدت فوجدت أطفالا يلوكون الحلوى ووجدت الحقيبة ولم أجدها ،  عدت لغرفتي وأخرجت النرد مراهنا نفسي أن أجدها في الصباح ، ربما ذهبت للقاء القمر أو ربما لم تكن موجودة وكانت ورقة ساقطة من حلم .
في الصباح ، الشاطئ مكتظ ، قد مارس البحر  هوايته في الاستئساد على الجميلات .
تراءت لي واقفة على سطح الماء مرتدية  لباس  عيدي القادم ، فتَّشت عنه في الحقيبة فلم أجده  ، أمسكت النرد وقذفته في  الماء وعدت للنظر إليها .
فبادرتني : بإمكانك أن لا تنام الليلة محتضنا  حزنك  إذا ما حرّكت مقبض باب الجنة  ...ودَلَفت 

$أسيوط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق