الصفحات

2015/02/12

"بـــُـــــرْدَةٌ عَــصْريةٌ جِدَّاً" شعر: سَعْد جَرْجِيْس سَعِيْد



بـــُـــــرْدَةٌ عَــصْريةٌ جِدَّاً
 سَعْد جَرْجِيْس سَعِيْد
رَحَلْتِ
فَغَابَتْ طُيُوْرُ الصَّبَاحْ
وَلَمْ يَعُدِ البَحْرُ يُعْطِي الرِّيَاحْ
لأَشْجَارِنَا الذَّابِلَهْ
سُعَادْ
إلَى أيِّ أرْضٍ يَكُوْنُ الرَّحِيْلْ
وَكِلْتَا يَدَيَّ ضِفَافٌ
وَأَنْتِ النَّخِيلْ
رَحَلْتِ
فَسَافَرَ خَلْفَكِ نُوْرُ القَمَرْ
وَوَرْدُ الرَّبِيْعِ وَلَوْنُ الشَّجَرْ
وَعَادَتْ لَيَالِي الزَّمَانِ الثَّقِيْلْ
سُعَادْ
تَعَالَي لِيَرْحَلَ هَذَا السَّوَادْ
ليُوْرِقَ مِنْ تَحْتِ خَطْوِكِ عُشْبٌ وزَهْرٌ
لِيَجْرِي - كَمَا كَانَ- نَهْرٌ هُنَا
وَتَمْشِي هُنَاكَ غَزَالَهْ
تَعَالَي فأنْتِ نِدَاءُ الكَوَاكِبِ...
أنْتِ الثُّمَالَهْ
لِتَغْفُو الحَمَائِمُ حَوْلَ النَّوافِذْ
لأَسْمَعَ يَوْمَاً أَغَانِي الحَصَادْ
لِتَدْنُو إِلَى ظِلِّهَا سُنْبُلَهْ
فَأَنْتِ الحَيَاةُ لِهَذِي البِلادْ
سُعَادْ
سَتَبْكِي عَلَيْكِ نُجُومُ السَّماءْ
وَيَبْكِي عَلَيْكِِ زَمَانُ الصَّفَاءْ
وأَبْكِي أَنَا
مَتَى تَرْجِعْينْ
سُعادُ... هُنَاكَ وَرَاءَ البِحَارْ
وَفِي رَاحَتَيْهَا كُنُوْزُ المَحَارْ
تُفَتِّشُ عَنْ قَارِبٍ كَي تَعُوْدْ
لِتُعْطِيَ أحْلامَنَا لُؤْلُؤَهْ
وَتَأْخُذَ مِنْهَا الحُدُوْدْ
تُسَافِرُ مِثْلَ الحَمَامَةِ فِيْ الرِّيْحِ...
تَعْلُو
فَتَلْمَسُهَا نَارُنَا قَبْلَ وَصْلِ المَآذِنِ...
قَبْلَ ابْتِدَاءِ الهَدِيْلْ
سُعُادْ
أُحِبُّكِ قَبْلَ الرَّحِيْلْ
وَبعْدَ الرَّحِيْلْ
أُحِبُّكِ هَلْ تَشْعُرِيْنْ
وَأَدْرِي بأَنَّ خَطَايَايَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ نَارٌ
وَبَانَتْ سُعُادْ
فَبَانَ الفُرَاتُ سَرَابَا
وَكُلُّ المَدَائِنِ بَانَتْ يَبَابَا
سُعَادْ
سَأَسْجُدُ للهِ دُهْرَاً...
فَهَلْ تَرْجِعِيْنْ                                                    11-1-2002 - الشرقاط                                                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق