الصفحات

2015/02/07

من الجحيم أُحَييكم ! قصيدة : أميرة الوصيف

من الجحيم أُحَييكم !
قصيدة : أميرة الوصيف

 من الجحيم أُحَييكم
مَن منكم يرانى الآن ؟!
لا أحد يَنطق !
حتى الأرواح مُوصَدة
صديقتى
تُدَلل غدها بزهرة بَنفسج
وجدتى
تختبر مذاق الطعام
وقطتى
كعادتها
تتثائب فى مَلل
وجارنا الأجش
لا زال يُقَلد
الببغاء
ورجل الحكومة
لا زال مُتدثراً
بورقِ الجريدة
ولازال يُفَضل التَنكُر
فى صفحة نجوم المجتمع !
ياقوم
أنا هنا
أطوف السماء
أتلذذ بهواء رئتيها
وأرمقكم بحذر
ولهفة
و أين أنتم مني ؟
ومَن منكم يرانى الآن ؟!
حبيبي
يرتدى الوجع الثقيل
ويُمَنى نفسه
بعروس البحر
ولا تأتيه !
ورجل الدين
يَدعى الحصافة
نهاراً
وليلاً يفتح ذراعيه
لراقصة الحي
فرائض العشق
تذوب فى فمي
والوقت
يُضرِم النيران حولي
ولِمَ الخوف ؟
و أنا السرَاب ؟
مَن منكم يرانى الآن ؟
زنجية
تقفز للأعلى
بالشارع العريض
تُمسِك بأبعد نجم
وتضعه
بين خصلات
شعرها الثائر
وتُسائل نفسها
فى همس
" هل يليق بي " ؟
وقبو دخيل
على دنيا الجمال
لا يستقيم معه التأمل
يصرخ من داخله
أربعينى
أفقده العمر
حركته
وبات ساكناً
يئن !
بالمتحفِ الأثري
يألف الزمان
"الذكريات"
يراها
بعين الرضا
عامل فقير
بَلل البكاء قلبه
وتَحَرق فؤاده
أسفاً
يشيح بوجهه
عن اللذة
ويُلقى بنفسه
فى رداء
"الحراسة الليلية "
و أنا هنا
أموتُ سِراً
وفى العَلن
و أركل قسوة المساء
وجفاء الرفاهية
ولكن
مَن أنا ؟
و أين أنتم منى ؟
ومَن منكم يرانى الآن
وأنا السراب ؟؟
مِن الجحيم
أُحَييكم
و أرى قُبَعة
حمراء
لأنثى ناعمة
تحتضن أرض غرفة
مُظلمة
يداهمها الغموض
القُبعة
تكتم صرخاتها
وتُبقى على آثار
أقدام حذاء
القُبعة ترثي
صاحبتها "الشقراء"
و أنا أبصق
فى وجه مرآتى
وأتوسل الى المشهد
أن ينفي ما رأيت !
وتَتعذر علي الراحه
وأتوق شوقاً
لرؤية القاتل
ولكن مَن أنا ؟
و أين أنتم منى ؟
ومَن منكم يرانى الآن
وأنا السراب ؟؟
على امتداد الطريق
خياماً مُبَعثرة
أصحابها
مُكَومين
داخلها
رضيع تم عَجنه
وتشكيله
على هيئة
"دُميه "
تموت فى بطء
ورجل
تخرج عظام
وجهه عليه
ولا يجد بديلاً
سوى تَمنى الشَبع
وسحابة
تُناجى ربها
فى آداء تمثيلي
يُجبر جمهور
الأشجار الباسقة
على التصفيق والحركة
واضاءة خافتة
تُطِل من عين
عجوز
شارف على السبعين
واصراره
على ابقاء عينيه
مُعَلقتين
على الدنيا
فى الخيام
صدى رهيب
مصدره الألباب
يهرب كلص من الثياب
ويضع
فى أذن الإنسانية
شيئاً صلباً
ربما بسببه
تعانى الإنسانية
صعوبة فى السمع
قد يتحول صَمم !
فى الخيام
للساهرين
حق تناول "الورق"
واحتساء
الحبر !
فلا شىء بالخيام
سوى "الورق"
واللاجئون
يموتون جوعاً
والنضال
لا يُطَمئِن المعدة
هى
لاتزال
خاوية
رغم ازدحام العقل !
الخيام
تلد سجوناً
و أنا أرجم الظلم
على الملأ
ولكن مَن أنا ؟
وأين أنتم منى ؟
ومَن منكم يرانى الآن
وأنا السراب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق