الصفحات

2015/02/25

غباوة أسد... بقلم: أوباها حسين

غباوة أسد...
  أوباها حسين
يعيش أسد ولبؤته وأشباله في أجمة غنيّة بخيراتها وحيواناتها , يحدّها البحر من جهة والجبال من جهة أخرى , إلّا أنّه كان قاسيا , يخيف ويمنع الحيوانات المفترسة من أكل بقايا صيده سواء أثناء وجوده أو مجرّد ظهوره أو اقتراب وشاته ...
ذات يوم قدم ثعلب من وراء الجبال يبحث عن نصيبه لينوّع أكلته وفي طريقه التقى حمارا أبيض اللّون ومبرقعا بقليل من اللّون الرّماديّ ...
الثعلب : أنت ...يا حمار
الحمار : نعم...أيّها الغريب ! ما قصدك ؟؟
الثعلب : جئت إلى مكان أوسع لأمتّع شراستي
الحمار : أحذّرك , إيّاك والمنطقة ! لأنها تحت قبضة أسد لا يرحم ويكره أمثالك وأمثالي ولا يقرّب إلّا المتمسّكين بأهدافهم على حساب ظلمه ...
 الثعلب : يا برسيميّ ! أنا من أهل النّهش في اللّحوم , أسدك لن يخيفني لأنّي أذكى منه
الحمار : نحن نأكل ونؤكل عنوة أو صدفة , فإن نجونا منه وقعنا بين مخالب أشباهك ..
الثعلب : يفكّر ...هم....هم...مشكلة عويصة
الحمار : لا عويصة ولا حاجة ...عش معنا , احذره , تحاشاه لتنجو منه
الثعلب : من المستحيل , كيف أراوغه وأتباعه ينتشرون في كلّ مكان ؟
الحمار : وما العمل ؟ لقد أعجبتني رغم لسانك القبيح
الثعلب : وجدت العمل ! اسمع ...هل تكتم سرّي ؟؟
الحمار : وهل لنهيقي معنى كي تفهم الحيوانات إفشاء سرّك
الثعلب : حسنا ..سأصبغك باللون الأسود ودع المكر لي ...
الحمار : اشرح لي اللّعبة !
الثعلب : أنت حمار ...لن تفهمها , نحن معشر الماكرين أدرى بالخدع ...أفهمت ؟!
الحمار : عليّ الطاعة , ما أسعدك بالمكر  ..هيّا أنجز حيلتك على غبيّ
الثعلب : على بركة الشيطان
صبغ الثعلب حماره باللّون الأسود الغامق , أراه صورته الجديدة على صفحة ماء بركة قريبة منهما , ابتسم الحمار حين رأى أسنانه البيضاء ...
الحمار : لون لم تنجبه أمّا ...والآن ما الخطوة التالية ؟
الثعلب : سأقدّمك للأسد كخبير مهمّ وذي أفكار تعظّم سيطرته على الأجمة وفي طريقنا إليه سألقّنك لغة ترفع من قيمتك عنده وبين جلسائه ...إياك أن تفضحنا بلادتك
الحمار : إن صرت صديقا للأسد , سأكتسب شأنا آخر ...
مشى الحمار وراء الثعلب , إلى أن وقفا أمام الأسد ...
الأسد : ما الذي أتى بكما ؟!
الثعلب : جلبت لك مختصّا في التسيير ليقوّم شؤونك ويزيدك قوّة وسيطرة ..
الأسد : هذا الحمار الأسود ! من فصيلة الأغبياء ...لم أر في حياتي شبيها له ..
الثعلب : سوّدته الشمس منذ رحلات التعلّم ونشر أفكاره بين الجبال ...
الأسد : أتسخر منّي !!؟ حمار له أفكار
الثعلب : جرّبه ولن تخسر شيئا ...لا تحقره ...
الأسد : لم لا يتكلّم ؟
الحمار : كيف لي أن أتحدث في حضرتك ؟ الاحترام توجبه حرمة المقام
الأسد : يا سلام ...أهديت لي تحفة الحمير
الثعلب : شكرا
الأسد : انصرف يا حمار إلى جناح المستشارين , ( وللثعلب ) وأنت ماذا تطلب ؟
الثعلب : رضاك والحرية داخل أجمتك ..
الأسد : لن يتعرّض لك أحد ..
كانت الفترة آخر شهر في فصل الصيف وبعد بداية الخريف سقطت أمطار الرحمان , ذوّبت الصّباغة السوداء فانفضح أمر الثعلب وحماره الذي لا يرى سيلان اللّون الأسود من على جسده ..
الثعلب : هيا لنهرب
الحمار : أتريد أن أضيع الحياة السعيدة ..
الثعلب : لقد فضحتنا أمطار الربّ , لنهرب قبل أن يصل خبر حيلتنا إلى الأسد .
لاذا بالفرار ....التفت الثعلب ليطمئن النجاة ..وفجأة رأى الأسد وعشيرته يتبعونهما ..
الثعلب : أسرع يا حمار الأسد وراءنا ؟!؟!
الأسد : استمرّا ركضا فأنا المتبوع وأتبعكما لأفلت من أصحاب ا


القنيطرة
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق