الصفحات

2015/03/01

النسخة الأصلية خاطرة بقلم : عبد القادر صيد

النسخة الأصلية
خاطرة بقلم : عبد القادر صيد
 الحب الذي هو الحب ..نعيشه مرة واحدة في الحياة ، لأن منه نسخة أصلية واحدة، قد تكون أول تجربة ، أو غيرها ، و ما عداها فهي صور طبق الأصل ، فاحذر التقليد.. الحب الذي هو الحب لا تتحرج منه إذا رافقتك عرائسه إلى المسجد ، لأنها متحجبة ، أما النسخ المقلدة ، فعليها أن تتحشم .. الحب في نسخته الأصلية أوراقه مرقمة ومختومة ، أما غيره فقد حذفت منه أوراق ، و الأدهى من ذلك أنه أضيفت إليه أوراق الأشكال و الرسوم.. تقودك النسخة المقلدة إلى أول غرفة من العرس ، فتقضي تلك السهرة فيها و أنت تحاول أن تتكيف مع ضيقها و تجتهد للتفاهم مع ضيوف هامشيين ، أما النسخة الأصلية فتُدخلك إلى البهو الرحب مباشرة حيث أصل العرس و أهله و حيث فرحة الروح . النسخة الأصلية سائق جسور لأن سيارته سيارة أجرة رسمية لا يخشى الحواجز ، أما النسخة المقلدة فسائقها غير شرعي يرتجف لمجرد لمحه للأشباح التي تتخايل له في الطريق.. الحب في نسخته الأصلية تذكرة مسجل عليهما بياناتكما الشخصية و هي غير قابلة للتداول .. الحب في نسخته الأصلية عيون معقودة بختم الأبدية ، و مشمعة بشمع رسمي شهد عليه الزمان.. الحب في نسخته الأصلية كتاب ما زالت بعض أوراقه ملتصقة تنتظر من يفكها ليقرأها ..تدعي أنت أنك قرأتها ، و أدعي أنا ، و لكن يبقى كل ذلك ادعاء .. ترى هل هو حرقة ؟أشواق؟ آلام؟ملذات؟فسحة ؟ضيق ؟أم هو كل ذلك و أشياء أخرى ؟ أم تراه شيئا لم تعثر عليه اللغات بعد ؟ رغم مرورنا على محطته مازلنا ننتظر بتلهف صدور الحب في نسخته الأصلية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق