الصفحات

2015/03/23

مقطع من رواية قلقاس بن فرناس لعمرو البدالي عن دار ليليت للنشر

 مقطع من رواية قلقاس بن فرناس لعمرو البدالي عن دار ليليت للنشر
فتح قلقاس عينيه ونظر حوله والى حطام الطائره فامتلئت عينيه بالدموع
وقف الجميع امامه ناظرين له بتحفز شديد
ادرك حينها كم اللعنات التى ستصب عليه منهم خاصه من زكى العوامرى
ادرك ان فضيحته ستصل لعنان السماء وستملأ من الغد مانشيتات كل الصحف ووسائل الاعلام
سيكون هو المسؤول عن كل شىء ........سيدفع الفاتوره بأكملها
نظر اليهم حزينا صامتا.....تحطمت كل آماله واحلامه ....انتهى عناء السنين نهايه مأساويه غير متوقعه ....... صحيح انهم جميعا بخير لكن الحزن والاسى والالم اعتصروا قلبه فلم يقوى على الكلام آثرا الصمت..........
تحطم قلقاس داخليا وآثر الصمت ....اقترب منه عزام صديق عمره مطبطبا عليه
--معلش يا صديقى الحمد لله اهو كلنا كويسين
اقترب منهما عيسى وبأيمان نابع من القلب
–قدر الله وما شاء فعل
احتضن حميد صديقه سعيد مفزوعا ناظرا الى قلقاس يلومه
--كده يا عمو.....كده....كنت هتموتنا
هاجمه منير بقوه
-- والله ما نحس الطياره غير اشكالكوا دى
سئله حميد بحده
-- وانت مالك انت هو انا وجهتلك كلام؟
صرخ فيه فخرى وصرخ ورائه رجاله بنفس الحماس
--خسئت انت واختراعك اللعين
--نعم .....بارك الله فيك....ونعم القول....خسىء هو واختراعه اللعين
اقترب منير من قلقاس ونظر فيه عينيه وبقوه اشبه بالتهديد
--مش تتأكد الاول من اختراعك بدل ما تجرنا وراك كده
بكت لبنى من هول الموقف -- منك لله يا استاذ قلقاس
حاول قلقاس الدفاع عن نفسه دون جدوى
اقترب من زكى العوامرى لعله يستدر عطفه
--يا فندم ....الاختراع مباطش يا فندم
النيزك ظهر فجأه واحنا بنخترق الزمن ومكانش فى الحسبان
رمقه زكى بنظرته الحاده ادرك حينها قلقاس انه منتهى لا محاله ...... ربما سيقزفون به خلف القضبان هذه المره
تسائل الرئيس مستهزئا
--اختراع؟
وبتوعد --ماشى يا قلقاس حسابنا بعدين
احتشد منير وفخرى خلف الرئيس محرضين له على قلقاس
--ايوه يا ريس وريله
--المفروض يا ريس يتسجن بتهمه الشروع فى القتل
اقترب حميد من قلقاس مهددا
--انا هخلى بابى يرفع عليك قضيه ويسجنك على فكره
ردد خلفه اصدقائه فى آن واحد --اه واحنا كمان
همس منير وهو ينظر لحميد واصدقائه مستهزئا --جتها نيله اللى عاوزه خلف
حاول ادم التدخل لفض هذا الاشتباك وتخفيف الهجوم على عمه
--ما تصلوا على النبى يا جماعه .....صلوا على النبى
ردد بعضهم خلفه --عليه الصلاه والسلام
لم يكن عزام متابعا لهجومهم على قلقاس ......نظر عزام عزام حوله متفحصا المكان ....اهتزت قرون الاستشعار لديه لعله يعرف اين هم الان؟.......نظر لاعلى فوجد تل رملى كبير به أشجار عاليه على مسافات متباعده .....نظر الى البحيره المحاوطه للتل.
اقترب عزام من كوم عالى على الارض طوله حوالى مترين اشتمه وتلمسه .....وجده لزج الملمس ردىء الرائحه ...... يبدو انه روث لحيوان ما ....تفحصه عزام مذهولا.....تسائل عزام داخله
--ايه الحيوان ده اللى الروث بتاعه بالحجم ده؟
جحظت عينى عزام غير مصدق ما طرأ فى ذهنه .......هذا الروث شبيه بالصور التى رآها فى احدى الكتب التى تتحدث عن حياه الديناصورات واسباب انقراضها
لاحظ ادم عزام فذهب اليه متسائلا
--فيه ايه يا استاذ عزام؟
لم يعره عزام اى اهتمام
تسائلت لبنى
--طب هنعمل ايه دلوقتى ؟
اقترب فهمى من زكى العوامرى
--اكيد يا فندم فيه طريق قريب من هنا
نظر زكى حوله متفحصا المكان وكل ما يدور بخلده كيف يخرج من هذا المكان
عزام نظر لادم غير مصدق ما يراه
كرر ادم السؤال مره اخرى
--فيه ايه يا استاذ عزام؟
اهتزت الارض من تحتهم اهتزازات ارضيه شديده
تستمع حينها الى صوت قوى يتعالى ويتردد حولهم ....صوت جماعى من الهتافات يقترب عن بعد
--ايه ده زلزال؟
قالها ادم فى ذعر
صرخ زكى العوامرى
--منك لله يا قلقاس الكلب
صرخ مجموعه الشباب السيس بهيستريا
– يا ماااااااااااااااااااامى
بينما جلس قلقاس على الارض غير مكترثا بالاهتزازات حزينا على ما آلت اليه احلامه
جرى زكى على قلقاس وامسكه من ياقته صارخا فيه بحده
--احنا فين هنا ؟انطق
جاوبه قلقاس بانكسار --معرفش ....معرفش....معرفش
تأكد عزام من هواجسه واصبح يتحرك كالمجنون غير مصدق ما توصل اليه
اقتربت الهتافات اكثر ....تستطيع الان ان تسمعها تزلزل كيانك بوضوح
--كلنا بنحبه........اب الكل
بنحبه نحبه......حبيب الكل
نحبه نحبه .....كبير الكل
--فيه ايه يا استاذ عزام؟
اصر ادم على سؤال عزام فى فضول لعله يعرف السبب وراء حالته الهوجاء تلك........
يتكرر الهتاف كثيرا وقد اصبح واضحا بشده ..وازدادت معه الاهتزازات بقوة....
شاور فهمى لاعلى التل..
--الصوت جاى من هنا..
جرى فهمى لاعلى يجرقدميه بصعوبه وجروا ورائه حتى وصلوا لاعلى التل .بينما ظل قلقاس جالس فى صمت وحزن اسفل التل..
جحظت عيناهم جميعا........ تسائل ادم مذهولا
–حد يقوللى ايه ده؟؟
على الجانب الاخر من التل مجموعه من الرجال العمالقه اطوالهم 18 متر تقريبا.. مرتدين جلود حيوانات تغطى عوراتهم وبالطبع خطوتهم العاديه في الارض هى ما تحدث هذه الاهتزازات الشديده..واحدا تلو الاخر.
برقت عيني عزام وساد الصمت عليهم جميعا..ولفت نظره لافته خشبيه ضخمه طولها اكثر من 25 مترا على الجانب الاخر من التل..
دقق عزام بنظره ليقرأ ماكتب عليها(تل جمدة نصر)فتح عزام فمه مندهشا لم يصدق ما رآه اغلق وفتح عينيه اكثر من مره واعاد قرائتها(تل جمدة نصر)
همس عزام وكأنه يحدث نفسه
--تل جمدة نصر
لم يعد مجالا للشك دمعت عيناه من الفرحه وبسعاده شديده جرى عزام تجاه قلقاس اسفل التل صارخا
--قلقاااااااااااس ..
جرى ورائه الجميع والفضول يقتلهم كادوا ان يقعوا من وقع الاهتزازات الشديده واحدا تلو الاخر..
امسك عزام قلقاس بامتنان من كتفه والتف حولهم الجميع..
صرخ عزام فرحا
-- قلقاس........ احنا فى حضارة عصر جمدة نصر..
جحظت عينا قلقاس غير مصدق متسائلا
-- عصر جمدة نصر؟؟
اكد له عزام والفرح يتطاير من عينيه
--ايوه ..عصر جمدة نصر.
صرخ الاثنان فرحان واحتضنا بعضعهما البعض وبدئا يلتفان حول بعضهما يغنيان كالاطفال ويرددونها بنغمه ملحنه
--عصر جمدة نصر ...عصر جمدة نصر...
نظر لهما الجميع غير فاهمين والاهتزازات الارضيه مستمرة مع اصوات الهتافات التى تبتعد ببطء..
اقترب زكى العوامرى منهما وصرخ في قلقاس بحده
--قلقاس اوقف المهزله دى فورا..
اتجه حينها قلقاس ناحيتهم فى فخر ..ناظرا بتعالي وثقه مبالغ فيهما
--سيادة الرئيس.. ..اعزائي مستقلى رحلة السفر عبر الزمن احنا في......بلاد الرافديين.
نظروا له غير فاهمين.... يبدوا لهم قلقاس قد اصابه مس من الجنون فسحبه ادم من ذراعه محرجا
--انا اسف يا جماعه ..
وهمس لعمه --كفايه فضايح لحد كده ياعمى..
سحب عزام ذراعه من يد ادم مستنكرا --اوعى يا ادم...
تحدث اليهم بمنتهى الفخر والثقه مره اخرى
--احنا في العراق.....
ثم التف حولهم مثل الاطفال وكأنه فرح بدميه جديده اشتراها له والده
--العراق ...العراق ...العراق....العراق....العراق
اقترب منهم عزام و بجديه بعد ان تلمس نظارته ..
--فى عام 1920 اكتشف العالم الاثري( لانكدون) اثارعصر جمدة نصر فى تل صغير بالقرب من مدينة كبش القديمه ......اللي هو احنا عليه دلوقتى...
فتح ادم فمه مذهولا
--تقصد اننا في1920 دلوقتى ....؟
سيطر الذهول على الجميع بينما نطق عيسى
--لله الامر من قبل ومن بعد...لله الامر من قبل ومن بعد....لله الامر من قبل ومن بعد
امسك زكى العوامرى قلقاس بقوه و بحده
--انطق احنا فيين؟؟
خاطبهم قلقاس بنفس طريقة عزام بكل فخر وثقه ايضا
--سيادة الرئيس ...اعزائى المسافرين عبر رحله الزمن ...احنا رجعنا بالزمن لاكتر من 190 الف سنه
والعصر اللى احنا فيه دلوقتى اسمه عصر جمده نصر وده اللى حضارته انتهت بطوفان نوح
عصر.....جمده....نصر
عاود مره اخرى الرقص كالاطفال لكن هذه المره شاركه عزام والفرح يغمرهم بهيستريا
بكت لبنى ومجموعه الشباب السيس بحرقه وكأنهم فى مندبه
بينما ضحك ادم وفهمى بهيستريا بعد ان نظرا لبعضهما البعض وتعالت الهتافات حولهم اكثر واكثر ترج الارض من تحتهم
--كلنا بنحبه......اب الكل
نحبه نحبه......حبيب الكل
نحبه نحبه .....كبير الكل

هناك تعليق واحد: