الصفحات

2015/05/01

لا وجود للسياسة... بقلم: أوباها حسين

لا وجود للسياسة...
 أوباها حسين
ابتكروا مفردة السياسة , طبخت عقول الناس وسيطرت عليهم بالمكر والخداع والنفاق , السياسة جوفاء لا تحتوي على خطّ مستقيم يلهم أتباعها الثبات على المبدأ ...فمن المستحيل أن تتلوّن السياسة كالحرباء لتكون دينية واشتراكية وشيوعية وحرّة وديموقراطية إلخ...ومن هذه التركيبة يقول السياسيون : حزب البعث الذي يبعث المواطنين إلى المقابر , وحزب الوفد وفد يبحث عن المرق وحزب العهد لا عهد له , حزب الله والله يحرّم القتل , حزب الإصلاح إصلاح منعدم على أرض الدولة , حزب الاستقلال والبلد مستقلّ  حزب جمهوري والجمهورية قائمة , حزب ديموقراطي على أرض القتل والعنصرية , حزب العمال وهم مقهورون وفي كل سنة يطالبون والقهر يحيطهم , حزب الجبهة على الأرض أم في الحرب كلّ أحزاب العالم تتخذ أسماء لا تطابق واقع دوّلهم , فهل هذه سياسة أم وصولية وانتهازية وبينهما مصالح شخصية ؟؟! السياسة لا لون لها ولا قواعد ترتكز عليها لأنها ديماغوجية تلاعب العقول لتحوّلهم إلى عجول بالصراخ والتصفيق ...
نعم , لا وجود للسياسة لأنها مبنية على الرشوة لإسالة ريق الناشفين , ترشي الجموع بالزيادة في الأجور والترقي وخفض الأسعار وحريات التعبير والكتابة والدفاع عن المعتقلين والنساء والشباب وتوزيع المال حسب الطبقية وحماية الوطن وهذه وتلك خطّ أحمر وما حاديش يقرب من هنا ..والجهاد في سبيل زينب والحسين والأشخاص المختارين ...وبهذه الطرق المبنية على إغراء المواطنين تبنى السياسة الملطخة بالبهتان في لا أحد يفهم معنى السياسة وهو عرضة لاختيار طائفة أو جماعة أو انصياع لتيار الصحبة والرفاقية والطمع والمراتب ...
مفهوم السياسة واحد لا يتجزّأ وفي مفهومها توحّد ولا تفرّق لأنّه بناء متين لا تهدّمه الأفكار على أساس أنّه فكرة لا تختلف لتعبئة الجماعة وضمّ آخرين وهكذا تكون السياسة بلا جدوى وبلا تأثير حين يستقيل الأفراد وينسحبون ويعارضون وينتقدون ويستاؤون من زعمائهم السياسيين ثمّ يغترون بسياسة على مقياس ذوقهم الفكريّ فيكوّنون حزبا أو أحزابا أخرى تلبي أطماعهم وأغراضهم الشخصية ..
السياسة الحقيقية التي لا يفهم أصولها المحتكرون السياسيون ولن تفهم مستقبلا , لا تؤدي إلى السجن والإعدام والهروب والقتل والثورة والفوضى والإضرابات وغيرها من الصفات المغيّرة للسياسة ..
لا وجود للسياسة ولن نعلم ضوابطها ما دامت تتعرّض لصبغات فكرية  تلوّنها حسب مزاج زعيمها المفترض ...من الأحسن أن نلغي مفردة السياسة لأنها تقويم ونظافة عقول من الانحياز والديكتاتورية والتفرقة والتعدّدية والطبقية , لنعوّضها بالتبعية والاستعباد والاستغلال فنسمي الحزب حزب التبعية أو حزب الاستغلال أو حزب الاستعباد بدل تلك الأسماء التي تلوّث الأدمغة بسياسة أعدمتها الأخلاق الفاسدة  

القنيطرة المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق