الصفحات

2015/08/10

جامعـة نـزوى تصدر العدد الأول من مـجلة«الـخليل» الـمحكّمة



جامعـة نـزوى تصدر العدد الأول من مـجلة«الـخليل» الـمحكّمة
د.محمد سيف الإسلام بـــوفـلاقــــة
-جامعة عنابة-الجزائر

                صدر حديثاً عن جامعة نزوى بسلطنة عمان،التي تقع بمدينة نزوى، التي اختيرت خلال هذه السنة:2015م عاصمة للثقافة الإسلامية،العدد الأول من مجلة: «الخليل مجلة جامعة نزوى  للدراسات الأدبية واللغوية»،وهي مجلة علميّة محكمة نصف سنوية،مدير تحريرها الباحث الدكتور محمد بن ناصر المحروقي ؛مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية بجامعة نزوى،وتتكون الهيئة الاستشارية للمجلة من   مجموعة من الباحثين المتميزين : الأستاذ الدكتور محمد الهادي الطرابلسي؛ الأستاذ بجامعة السلطان قابوس بمسقط، والأستاذ الدكتور نهاد الموسى من الجامعة الأردنية،والأستاذ الدكتور حسن النعمي من جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية،والأستاذ الدكتور ستيفان شبيرل من جامعة لندن ببريطانيا.  
              وقد تولى تقديم العدد الأول من المجلة الأستاذ الدكتور محمد بن ناصر المحروقي ؛وهو أحد الأساتذة المتميزين بقسم اللغة العربية بجامعة نزوى، و معروف بتخصصه في مجال الأدب العماني،ومن بين مؤلفاته نذكر: «رحلة أبي الحارث البرواني-ضبط وتعليق-»،و«الدر المنظوم في ذكر محاسن الأمصار والرسوم-مراجعة وتقديم-»،و«مغامر عماني في أدغال إفريقيا حياة حمد بن محمد بن جمعة المرجبي»،و«الشعر العماني الحديث-أبو مسلم البهلاني نموذجاً-»،و«مهارات اللغة العربية».
            استهل الدكتور محمد بن ناصر المحروقي افتتاحية العدد الأول من المجلة بالإشارة إلى أن جامعة نزوى تسعى إلى أن تكون منارة إشعاع علمي، تنير الجوانب المختلفة للعملية الأكاديمية ؛التعليمية،والبحثية،وما يتصل بخدمة المجتمع،وقد جاء توجيه رئاسة الجامعة لإصدار هذه المجلة العلمية المحكّمة ضمن رسالة الجامعة في نشر الفكر الإيجابي في مجتمعها الداخلي،والمجتمع الخارجي.
                وقد شرح الدكتور محمد بن ناصر المحروقي بدقة اسم المجلة،حيث يقول في شرحه لاسمها: «وجاء اسم المجلة على النحو التالي(مجلة جامعة نزوى للدراسات الأدبية واللغوية الخليل)،مكوناً من مقطعين ؛الأول عنواناً رئيساً لجميع المجلات التي ستصدر في الجامعة في المستقبل إن شاء الله تعالى،والثاني لتحديد مجال التخصص الذي تنحاز له هذه المجلة،وهو الدراسات الأدبية ،واللغوية.ولم يكن البحث عن اسم علم/مميّز لهذه المجلة المتخصصة في علوم العربية المختلفة،قديمها وحديثها،أمراً عسيراً،فاسم الخليل بن أحمد الفراهيدي العماني عبقري اللغة العربية دون منازع يحضر بسطوع باهر في الثقافة العربيّة،كما يحضر اسماً للمركز العلميّ الذي يضطلع بنشر هذه المجلة.وأعني بذلك مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية.
                  وإضافة إلى هذا الزخم العلميّ والتاريخي لمن سماه بعض الدارسين(أستاذ الجيل)هناك المعنى اللغويّ العام لكلمة(الخليل)،وهو الصديق،والمخالل المخلص،والقصد أن تأخذ تلك المجلات العلميّة نفس المنحى،فتذكّر بأعلام عمان كابن دريد،وأحمد بن ماجد،وغيرهما من النجوم العالية في سماء الإبداع الإنساني...»(ص:10).
               تميز العدد الأول من مجلة«الخليل» باحتوائه على عدد من الدراسات، والأبحاث الجادة، والعميقة،حيث كتب البحث الأول الدكتور محمد بن سالم المعشني ؛الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس بمسقط، وقد جاء بعنوان:«دراسة لغوية في لهجة صلالة»،فقد تناول في بحثه اللهجة العامية لمدينة صلالة،مركز محافظة ظفار،وذكر بأنها لم تدرس من قبل،وهذا ما جعله يُركز عليها اهتمامه،فبدأ بحثه بالحديث عن المكانة التاريخية، والتسمية،وسببها،وتطرق إلى التركيبة الاجتماعية،وأشار في القسم الأول من بحثه إلى الظواهر الصوتية في اللهجة كالإمالة،ومد الحركات القصيرة،وتقصير الحركات الطويلة،وتحويل بعض حروف العلة إلى نظيراتها،وأنواع الحركات،وأحوال الهمزة في اللهجة،وفي القسم الثاني من بحثه درس الدكتور محمد بن سالم المعشني صيغ الاسم الثلاثي المجرد،والماضي الثلاثي المجرد،والماضي المزيد،والماضي الرباعي المجرد،والمشتقات،والتصغير،والضمائر،والتعريف،والتنكير،وتصريف الماضي عند إسناده إلى ضمائر الرفع المتصلة،وغيره من القضايا الأخرى،وأفرد القسم الثالث من بحثه لدراسة الجملة الاسمية المثبتة،والجملة الفعلية المثبتة،والاستفهام،والنفي،والتوافق في سياق الجملة،والمطابقة في الإفراد ،والتثنية،والجمع،والتوافق بين العدد والمعدود ،وخصص القسم الرابع من دراسته لتناول مجموعة من الظواهر المعجمية،والدلالية في اللهجة.
             ودرست الدكتورة عائشة الدرمكي ؛الأستاذة المتخصصة في علم اللسانيات بالجامعة العربية المفتوحة،موضوع  : «خطاب الآخر في الأدب المروي-الأنثى في الحكاية العمانية أنموذجاً- »،وقد ذكرت الدكتورة عائشة الدرمكي في ملخص بحثها أن دراستها هي محاولة لتحليل الخطاب الذي يتجه إلى الآخر(الأنثى) في نص التراث الثقافي في عمان،للوصول إلى الكشف عن هوية الأنثى في الثقافة المجتمعية،وسيكون تحليلها خاصاً بنصوص التراث الأدبي الشعري والنثري في عمان،من خلال تحليل بعض النماذج منه،وذلك من خلال تحليل أفعال الخطاب للتعريف بطريقة مساهمة هذه النظرية في التعريف بعلامات الخطاب،وتحديد نوع الذات الفاعلة التي تظهر خلال النص،وقد قسمت دراستها إلى ثلاثة محاور رئيسة:
المحور الأول:المكون التركيبي لخطاب الآخر في النص الشفاهي.
المحور الثاني:قدرة فعل الإرادة في المكون الخطابي للآخر في النص الشفاهي.
المحور الثالث:الموسوعة المجتمعية والتنظيم الخطابي في بنيات خطاب النص الشفاهي.
                البحث الثالث الذي ضمه العدد الأول من مجلة «الخليل مجلة جامعة نزوى  للدراسات الأدبية واللغوية»،  كتبته الأديبة الروائية،والأكاديمية الدكتورة جوخة الحارثي؛أستاذة الأدب القديم بقسم اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس،وقد جاء بعنوان:«ابن فضلان في بلاد العجائب:الآخر في رحلة ابن فضلان »،وقد أشارت الباحثة جوخة الحارثي إلى أن دراستها تطمح إلى تحديد،وتحليل ما استأثر باهتمام ابن فضلان فوصفه تفصيلاً في رحلته إلى تركيا،وروسيا،ومملكة الخزر(هنغاريا حالياً)،رسولاً للخليفة العباسي المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة.
          وقد كشفت في دراستها عن تجليات أهمية رحلة ابن فضلان،وقدمت مقاربة نقدية لرحلة ابن فضلان الفريدة،و ذكرت أن المحور الرئيس في دراستها، هو كيفية تلقي ابن فضلان للآخر في رحلته.
                  وتعرض الأستاذ الدكتور عبد العزيز الصيغ؛ أستاذ علم الأصوات في قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس إلى موضوع :«اللغة الإعلامية في شعر ذياب العامري »،حيث درس في بحثه اللغة الإعلامية في شعر الشاعر ذياب بن صخر العامري،وقد قسم بحثه على أربعة أقسام رئيسة: جعل أولها بعنوان اللغة الإعلامية،وسلط الأضواء في القسم الثاني على الذارجة،وذكر بعض النماذج من مفرداتها،ومن تعابيرها،وتراكيبها التي تسربت إلى لغة الشاعر، ونصوصه،وجعل القسم الثالث من دراسته لمناقشة قضايا اللغة القديمة،في حين خصص القسم الأخير للتركيز على الجوانب الموسيقية،والصوتية،فتناول بدقة جملة من القضايا المتعلقة بالجوانب العروضية،والظواهر الصوتية.
               وقد خصص الأستاذ الدكتور زاهر بن مرهون بن خصيف الداؤدي؛ أستاذ علم اللغة في جامعة السلطان قابوس،بحثه لدراسة:«فيما يكون به الملفوظ نصاً دراسة لسانية»،وقد ذكر في مستهل بحثه أنه يرمي إلى إيجاد الكيفية التي بها تترابط الأمثال،بحيث تبدو متماسكة ممثلة رسالة واحدة لها مضمون يتلقاه المتلقي،فيفهمه ،ويتفاعل معه، ومما جاء في مقدمة البحث :«...وسنتتبع في هذا البحث التماسك الدلالي في الأمثال،برصد المثل،وكيفية بنائه،إذ إن علاقة وثيقة يُلاحظها الباحث بين ترتيب الجمل في المثل،وترتيب الأحداث فيه،ويتجاوز السياقات التركيبية إلى العلاقات بين القضايا،التي يصح أن تعد من خصوصيات النصّ:معللة،موضحة،مخصصة،مؤكدة،مصححة،روابط السؤال/الجواب/الشرط.ذلك أنه من المنطق أولاً أن تطبق العلاقات القائمة بين الوحدات النحوية على مستوى الدلالة على أنها علاقات قائمة بين القضايا...».
                  وأما الباحث الدكتور أحمد بن عبد الرحمن سالم بالخير؛ الأستاذ المساعد بكلية العلوم التطبيقية في مدينة صلالة،فقد ناقش في بحثه جملة من القضايا التي ترتبط ب:«توجيهات ابن هشلم اللخميّ فيما رد فيه على ابن مكّي الصقليّ»، وقد أوضح هدفه من إنجاز هذا البحث في دراسة توجيهات ابن هشام الخمي في كتابه:(المدخل إلى تقويم اللسان وتعليم البيان)،فيما رد فيه على ابن مكيّ الصقلي في كتابه: (تثقيف اللسان وتلقيح الجنان)،حيث صوّر ابن مكيّ الصقلي حال العربية في صقلية في القرن الخامس الهجري،ولحّن عامة زمانه،وخطأهم فيما استعملوه،وذهب ابن هشام الخميّ إلى أن كثيراً مما لحّن فيه ابن مكيّ عامة أهل صقلية،إنما هو صحيح،وليس بلحن،ووصف ما ذكره ابن مكيّ بأنه أوهام،ولذلك، فقد سعى الباحث الدكتور أحمد بن عبد الرحمن سالم بالخير إلى عرض خصائص عربية أهل صقلية في القرن السادس الهجري،من خلال تناول نماذج ممّا ذكره ابن هشام اللخميّ في كتابه السابق الذكر،ومعرفة موقفه من تلحين ابن مكيّ لهم في تلك المواضع التي تكلموا بها.
          وقدم الدكتور محمد عبد الفتاح العمراوي؛أستاذ النحو العربي في جامعة السلطان قابوس،وكلية دار العلوم بجامعة القاهرة،دراسة توثيقية في كتاب الجمل المنسوب إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي،ووصل بحثه إلى نتيجة واحدة،وهي انتفاء نسبة كتاب:«الجمل في النحو»إلى الخليل بن أحمد،لأسباب أهمها التناقض الواضح بين آراء الخليل ومصطلحاته،وما ورد في هذا الكتاب مما لا ينتمي إلى عصر الخليل.
              وتطرق الدكتور عيسى بن محمد السليماني من كلية العلوم التطبيقية بنزوى، إلى مراسلات وقعت بين سلاطين عمان،والسلاطين العثمانيين،فقدم قراءة وصفية تحليلية لها، وقد جاء في ملخص بحثه:« إن أدب الرسائل لم يلق اهتماماً بالغاً،مثلما لقيت الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر،والقصة،والمسرحية،وغيرها من الأجناس.بل لا تجد سوى دراسات محدودة تناولت أدب الرسائل بلغة نقدية حديثة؛خاصة ما يتعلق بأدب الرسائل العمانية.ذلك مما دفعني لكتابة هذه الورقة البحثية،التي تحاول قراءة الرسائل المتبادلة بين حكام عمان،وسلاطين الدولة العثمانية.
 وعليه فورقة البحث ستناقش:
-مصطلح الرسالة وكيف تطورت،وتصنيفها من قبل القدماء والمحدثين.
-أنواع الرسائل المتبادلة بين حكام عمان،والدولة العثمانية،وما تقسم عنها من موضوعات.
-قراءة للغة الخطاب،من خلال اختيار نماذج تمثل النوعين:الرسمي،و الإخواني.
-نتائج البحث».
              وقد اختتمت مجلة«الخليل مجلة جامعة نزوى  للدراسات الأدبية واللغوية»،عددها الأول،بمقال الدكتور خميس بن ماجد الصباري من قسم اللغة العربية بجامعة نزوى، الموسوم ب:«من نماذج الرثاء العماني الحديث-رثاء العلماء-».

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    تحية طيبة
    هل يمكن النشر في مجلتكم من خارج عمان
    أخوكم ..د. جاسم الترابي

    ردحذف