الصفحات

2015/09/26

حوار مع الكاتبة الأردنية رولا حسينات حاورها: عبد القادر كعبان



حوار مع الكاتبة الأردنية رولا حسينات
حاورها: عبد القادر كعبان/الجزائر
رولا حسينات كاتبة أردنية عنوانها التميز حيث تسعى جاهدة  لتترك بصماتها في عالم الإبداع القصصي و الروائي أين صدر لها حديثا مجموعة قصصية تحت عنوان "قارورة الزمن" عن حروف منثورة للنشر الإلكتروني و أحببت أن يتعرف عليها القارئ العربي أكثر و كان هذا الحوار كما يلي:
أولا.. كيف تقدم رولا حسينات نفسها للقارئ؟
كاتبة أردنية شابة قد اشرأبت نفسها بهموم المجتمع ونزفت حزنا على المعاناة العربية فكانت وليدة الرغبة في التحرر من القيد الفكري، عاشقة للبحث والدراسة والحوار العقلاني والجدلية المنطقية، كأم مارست مسؤوليتها الطبيعية وفارقت القلم لسنين لكنها عادت لتزيد من رغبتها في تفتيح مدارك الأجيال حول ما يواجههم من صعاب، كتبت للمرأة وقضاياها وللرجل ومعاناته ولكليهما بصورة العلاقات المتشابكة وللطفل الثمرة الأمل ، كما كتبت في مواضيع تعنى بالشأن السياسي كالتطرف والإرهاب.
كيف تفتحت براعم الكتابة لديك؟
الكتابة حلم الصغر الذي شدوت إليه ظمأى، ففي التاسعة كتبت القصة القصيرة وتابعت مشاركاتي المدرسية وتسلمت جائزة تقديرية من وزارة التربية والتعليم الأردنية، إنه جنون القلم والريشة والفن والمسرح، كل متكامل جُعل بين جنباتي لأتلو أولى خطواتي بتؤدة أمخر عباب الأدب.
لقد سبق و شاركت رولا حسينات في مسابقة القصة القصيرة، فما تعليقك على ذلك؟
القصة القصيرة صراع يومي ينبئ بطقس من طقوس الحياة، ولا بد من ترتيب إحداثياته لتغدو الصورة أوضح يوجهها الكاتب لنهاية معلومة أو مفتوحة يوحي فيها للقارئ لانتهاج نهج ما، وقد تشرفت بالمشاركة في كثير من المسابقات وقد فزت بالمركز الأول في مدونة صبري رضوان والمركز الرابع في مسابقة باكثير وفي جائزة التميز للاتحاد العالمي للشعراء والأدباء العرب عن القصة الومضة، ورشحت للتصفية النهائية في مسابقة التكية ورشحت قصتي للنشر باللغة الانجليزية في مسابقة شعراء من أجل التغيير، وكما فازت مشاركاتي في مسابقة دار حفد للنشر الالكتروني في القصة القصيرة جدا والشعر والمقال، في الواقع هي تجربة جميلة أشبه بالمغامرة والسعي المجد لتقلد أدوار البطولة.
أيمكننا أخذ نبذة بسيطة عن مجموعتك القصصية "الرغيف الأسمر" الموجهة للأطفال؟
هي باكورة إنتاجي من قصص للأطفال حيث جمعت فيها عددا من القصص باللغتين العربية والانجليزية، اعتمد أسلوبي فيها على محاورة عقل الطفل والرقي فيه لأن الكثير من مجسات حواس الطفل متفوقة الإدراك وتحتاج إلى نوعية جديدة من الحوار والعرض القصصي، إذ لم يعد أسلوب الحكاية القديمة مرغوبا بنظري، وتمتعت بإعادة نظر الطفل إلى أسرته والبحث عن مكامن القوة والإرادة فيه بأسلوب شيق وجذاب.
ماذا عن آخر إصدار قصصي لك "قارورة الزمن"؟
"قارورة الزمن" مجموعة قصصية أحبها كثيرا ضمت قصصا مختلفة نطقت باسم التحرر من التزمت والتطرف والغلو في الشيء وسعت إلى موازنة العلاقات بين البشر، وكانت برأيي انتفاضة المرأة والرجل على حد سواء الرافض للواقع العربي، واعتمدت فيها على تنوع الأساليب الكتابية من إضفاء القوة اللغوية لبعضها والسلاسة اللغوية لبعضها الآخر، كما تميزت "قارورة الزمن" برسم الخطوط العريضة لمعاناة الصحافة على كافة المستويات وأحببت بأن تكون ذات طبائعية جذابة أشبه بالفيلم الانتقالي من حالة إلى أخرى، بالمرور على أهم الأزمات التي يعانى منها العالم العربي وبخاصة لبنان.
صدرت لك رواية تحت عنوان "الدفين" عن دار حفد للنشر الإلكتروني حدثينا عن هذه التجربة؟
رواية "الدفين" أحببت فيها الرسم المبسط لمعاناة أسرة فلسطينية هجرت من أرضها وعذبت وعانت خلال فترة حياتها كما عانى الفلسطينيون وما كابدوه من صنوف القمع والاضطهاد، الرواية تحكي للأطفال بلسان الأطفال يرسمون واقعهم ويحكون معاناتهم ويمضون لنقش النهاية التي ما ارتدت سوى رداء النضال المستمر، حتى تنتهي هذه الغمة الاستيطانية اليهودية للأرض العربية السليبة التي هي جزء لا يمكن تجزئته أو استئصاله من الجغرافية السياسية أو الطبوغرافية إنما هو تغلغل للامتداد البشري للشعب العربي بلحمته الجينية.
ما قصدية عنوان روايتك يا ترى؟
"الدفين" هو الرمزية للإرث الفلسطيني العربي للأرض العربية لقلب الوطن العربي النابض، والتي يسعى اليهود لتهويدها والقضاء على تاريخها بتنصيب حقائق تاريخية مزعومة، وما يدعى بالإسرائيليات التي ما هي إلا خيال ممحور لبطولات خرافية ما كانت يوما على الخريطة الفلسطينية.
معظم أعمالك صادرة عن دور نشر إلكترونية، فماذا تقولين عن هذه التجربة؟
هي تجربة جميلة وأعتبرها أكثر انتشارا وقدرة على الوصول للقارئ العربي بكافة فئاته، ليكون الكتاب حاملا لرسالة نبيلة يتمتع بها القارئ دونما تحمل التكلفة مهما تعددت أشكالها.
هل إلتفت النقاد إلى أعمال المبدعة رولا حسينات؟
في الحقيقة أعتبر تجربتي مع مجلة همسة المصرية في طرح قصتي البيت الرملي بشكل (likes)..ونقاشاتي في تجمع ناشرون الأولى ، حيث كانت تجربة النقد من كتاب وشعراء ونقاد، وافتخر بما أبدوه من إعجاب بنصوصي الأدبية، واعتبرها باكورة لمتابعة النقاد لأعمالي الأدبية وتوجيهي فيها إلى أماكن الضعف والإشكال لنرقى بالنص الأدبي، إنما حملنا أمانة واجب علينا فيها الإنصات للنقد كدفة لتوجيه السفينة إلى بر الأمان.
أي الأسماء العربية تستوقفك بإبداعها اليوم ؟
الكثير من الأسماء تمتعنا بنصوصها وفنها الروائي، لا يسعني ذكرها لكني قد اختار الكاتب الأردني أيمن العتوم، لتميز نصه وقوته العجائبية، والروائي المصري أشرف الخمايسي لجدلية كتاباته، وإني متابعة في الحقيقة للعديد من الأقلام الشابة الجميلة الأفكار وصاحبة الجراءة الأدبية في الطرح.

ما هو رأي رولا حسينات بثقافة المرأة العربية عموما و الأردنية على وجه التحديد؟
المرأة العربية تعاني من أكبر فاجعة تاريخية بالتنكيل بها وبأطفالها ورجالها فهي الأم الثكلى والأرملة والحب المفقود، لن تستطيع المرأة في هكذا ظروف أن تصل إلى أساسيات الثقافة غير ثقافة العنف والاغتصاب والتنكيل، وإن قدر لها في كثير من المجتمعات أن تتقلد المهام السياسية والقضائية وغيرها، ولكني أرى أن النوعية الثقافية التي تحتاجها المرأة هي التوعوية التي تعنى بشؤون حياتها فارتفاع معدلات الطلاق والعزوبية والمشاكل الأسرية، هي الأولى بأن تكون محاور الثقافة التي ترقى بمستوى الفهم والإدراك للمرأة كمشارك أساسي في اللعبة التنموية، وليست مجرد غانية أو نزوة أو جسد أو فيلم أباحي كما غدت في الرواية العربية والفيلم الروائي، فكان الشرخ الذي جعل من الفتاة باحثة عن الزوج من منطلق الحرية والعبور مهما كانت الوسائل، والنزوة العابرة باسم التحرر. وكان لا بد للمرأة السياسية المطالبة بحقوق أختها أن لا تركز على المساواة السياسية أو المشاركة الحزبية بل بثقيف المرأة وتوعيتها في مسؤوليتها الأساسية في بناء الأسرة التي لم تختلف عليها الشرائع السماوية أو العقول المتحررة، والمرأة الأردنية ليست بمنحنى مستقل عن شقيقاتها العربيات إذ تسعى جاهدة للوصول إلى ترسانة من العلم والثقافة التي تكسر الجمود والتخلف، محاربة العنف والإرهاب وإن تعددت صوره، لتبقى آلية الوصول إلى النوعية التوعوية الانتقائية في الثقافة كبعد أساسي محارب لصورة المرأة كأمة تباع وتشترى في سوق النخاسة الأدبي، وأرى أن نسعى نحن معشر النساء إلى محاربة هذا التوجه والوصول إلى أعلى صور التحرر المسئول، الذي يظهر الصورة الحقيقة للمرأة العربية المناضلة والصابرة ودحض التهميش المقصود.

ما هو جديدك حاليا؟
على مكث أسعى في كتابة روايتي (المطر الأسود)..وهي تحكي عن حياة أيمن بطل الرواية، ومعاناته مع الجهل والتخلف وعن إشكالية التطرف والغلو في الدين، والعنف وأشكاله وأرسم فيها غرائبية خيالية من قوة غامضة أوجدت في الشخصية من الحجر التاريخي والبحث عن الشيفرة بالحوار العقلاني الباحث عن الحقيقة. وتطالعني أفكار حول كتاب للأطفال بأسلوب أود أن يكون غريبا ومشوقا أرجو فيه دعم دور نشر مرموقة، وعن مجموعة قصصية للأطفال باللغة الفرنسية بعد أن أتم شغفي لتعلمها وإتقانها إن شاء الله.

ما هي رسالة رولا حسينات لكل مبدع شاب تراوده فكرة النشر الإلكتروني؟
النشر الالكتروني هو الحل الأمثل لمكافحة قرصنة دور النشر الورقي والمعاناة معها كشكل من أشكال الفساد، والاستغلال والمماطلة والشروط التعجيزية والتي تحبذ بمعظمها الكاتب المشهور أو الكتاب الوضيع، في غياب واضح لوزارة الثقافة في علاج هكذا مشكلة ولو كان بيدها أن تجعل دور نشر ملحقة بها تبسط آلية النشر وتيسره. نعترف أن رغبة كل منا في أن يكون له كتاب ورقي، ولكن العجالة التقنية تجعلنا أكثر سعيا للوصول إلى قاعدة واسعة من القراء حول العالم، لا بد لنا أن نجرب فللنجاح صور متعددة وأدراج سماوية نحبو لتسلقها.
كلمة أخيرة تودين قولها للقارئ العربي؟

القارئ العربي قارئ متذوق ومتفاعل مع النص الأدبي يسعى إلى الرقي بذائقته، ومن هنا أتمنى أن يقف معي في حملتي التي أحارب فيها النصوص الكرتونية المقدمة للأطفال وكذا الألعاب الالكترونية، والتي تعبث بفطرتهم وتزرع بذور العنف والشهوانية للقتل والانتقام وعدم احترام الآخر والسخرية من صورة الأم والأب وتجعلهما في قالب من الضعف أو الحمق، لا يكفي أن نبقى متفرجين على التطرف والإرهاب وهو يتغلغل في بنية مجتمعاتنا ويقصي أطفالنا عن دورهم في بناء المجتمعات باعتباره مجرد دخيل لكنه واقع مستشر، لا يمكننا غض الطرف عنه مطلقا، والذي يؤمن بنظرية الكأس الفارغة يملؤها بنشوة البطولة وليس محاكاة الواقع وحسب بل التطبيق العملي له، فلم تعد صور "سوبر مان" و"بات مان" تؤثر في أنماط البطولة لدى أطفالنا بل أصبح الدم أكثر سلاسة، لذا علينا أن نقوم بدورنا في ملء الكأس بما يفيد مجتمعاتنا وتحمل المسؤولية الكاملة في ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق