الصفحات

2015/10/08

يوميات مدرسة بقلم: مارينا سوريال

يوميات مدرسة
مارينا سوريال
لم يعد ممكن التراجع الان امامهن انسدل الشعر على الكتفين الامامين لها وهى تحاول التقدم بخطوا ت ثابتة كانت تظن ان امامها عاما طويل تتحدث فيه عن التاريخ ولكن ما لم تعتقده ان امور انسدال شعرها ستكون اشد وقعا !!!
راقبتها انها تسير مسرعة وكانها قطار يخشى ان يخرج عن طريقه فيحدث تصادم بالاخريين انها تتحرك تسرع تركض وتزمجر احيانا ..تاتى باكر قبل الجميع تبدل ثيابها بثياب السخط ..تعلمت منذ فترة الا تظهر ملامح التبرم ..جسدها المتهالك تعاجيد وجهها التى تتساقط على جانبى شفتيها تتحدث ..تشرد لثوانى فى جلساتها القليلة تسمع صوت احدهم ينادى تقفز تسمع اسمها يتردد تمتم وهى تركض نحوه لتبدأ دورة حركتها من جديد صعودا وهبوطا ..انها فى اللحظات القليلة التى تقضيها جلوسها تتحس  هاتفها وتخرج صورة له فتبتسم شابا صغيرا ..تتفاخر تتحدث عنه مع هذا وذاك ..الصبى الوحيد لى ليس لدى سواه..الجميع رأوه وعرفوا ولكن ليس مثلها هى انها تختبره كل يوم وهو يعود ليتساقط الى جوارها ..احيانا تمتم حمى..حمى اصابته تشرد تهمس هل كنت المخطئة؟تعود وكانها تتذكر ان وجه انسان الى جوارها..كنا فى طريق سفر ماذا كان بيدى لفعله ؟لم اعلم ان حمى ستصيبه ..انها الحمى الملعونة وليست انا ..اخذت منه النطق والسمع ...لا تتركوا احدهم بالحمى ..كان صغيرا وكنت على الطريق..انا من الجنوب ..من الجنوب اصلى ومن القناة شربت والا ما عاد المتوسط ليروى ظمأى اصبحت مدنه تطل عليه فابحر فيها من واحدة لاخرى..
سويسية اسمعلاوية اسكندرانية ..من الجنوب ..انا من كل هذا ..تشرد من جديد تغمض جفونها ..تعلم انها لن تحظى بنوم مبكر مع يوم مكدود اعتاده جسدها..تعلم انه..جسدها يستيقظ فجرا غير ابه بتأوهات الاجهاد ..يوقظها عقلها منبها..ترتدى ذلك البنطال الذى لم تعتد ارتدائه..تتابع النائم الى جوارها ..تمتم منذ زمن وانت نائم وحالما استيقظت تريد فتاة !!
تراقب فتاها النائم فى حجرة اخرى فى طريقها للخروج..لم يستيقظ احدا..حتى الاشجار لا تزال نائمة بينما صوت خطا قدمها تضرب الارض غضبا ..تضرب بما فيها من قوى ..من بعيد يعرف القادم انها هى !!..تركض وهى تخفى هاتفها تتمنى لحظات لا تسمع فيها اسمها وهى تضرب الارقام سريعا..هل هو بخير؟..كهربا زائدة هل سقط..
ركضت من جديد ..كان عليها ان تزاحم لتصل فى ميعادها سترتب له مصاريف طبيب مشهور سنتظر اياما طويلة قبل ان تسافر الاشعه الى مدن اخرى خلف البحر ..هل هم محظوظون عنا!لديهم اطباء ودواء!!انها لا تعرف ..
كان جسدها يوقظها صباحا تبكى لما اخرجتها يا ذلك الجسد من نوبه حلم ارادتها بشدة رأته من ظهره يصعد على سلم طويلا وهى من خلفه هناك شىء بالاعلى هل ستأكل منه ؟؟لا ستجعل الصبى يأكلها.. تسمع ضحكات الصبى تاتى من بعيد..هل تناول منها هل استيقظ...يوقظها جسدها اللعين من جديد..عليها ان تركض وسطهم نصف شاردة تستمع الى طلباتهم من بعيد تحضرها فتتركها وتجلس..هل سيهاتفها هل سيشفى ..من معه الدواء!..تردد لقد طفت بكل الطرق ..بكل الطرق فعلت ..لما لاتزول الحمى من الصبى...
الفصل الثالث
متبرمة هى من ثلاثتهم ..تزفرحينما تمر من البوابات لا تعاودها البسمة قبل ان تغادر ..ذلك السور الذى تراقبه وهى تلتقط النفايات وتلقى بها من مكان لاخر..تزفر كلما مرالوقت سنوات قليلة اضطرت لقضائها هنا تلعن الحظ ..تفكر لما تركت ما تحب لتاتى الى هنا ..تذكرت ثلاثتهم فى ذلك البيت الضيق ستعود مساء اليهم الحنين جعلها تدرك ان البقاء حتمى وضرورة لا تزال هناك سنوات هم بحاجة الى هذا المكان فيها..تعبر وسط الردهات حاملة الطبات تصعد وتهبط..تتشرب ملابسها رائحة العرق الغزير..تعدل من وضع نظارتها حتى تجيد ملامحظة ملامح من هم حولها..همست باسم تقدمت صاحبة الملامح المطلوبة ..تنتظرها من الصباح عندما استيقظت على ذلك الحلم جلست فى فراشها تفكر هل يعنى سوء انقبض قلبها..لا تزال مرتدية ملابس الحداد ولاتبحث عن مزيدا منها لا تستطيع ان يكون احد ثلاثتهم..تبتسم لديها ثلاث صبيه تفخر انها لم تحمل واحدة من قبل ولم تحضرها الى العالم..تردد لم اكن امراة فى السابق ولن اكون ابدا!!!!..
تفكر ماذا كانت تحب ان تفعل فى عالما اخر..هل كانت ستكون تاجرة ..ربما ..طبيبة نفسية ..تبتسم تقول نعم احب ذلك..تتذكر ملامحها المغبرة وملابسها ..ملابس العمل ..رددت تحتاج الى غسيل وستعود بهيه مثل السابق...او لا لا يهم ..
تحب ان تعرف من هى تلك باسمها فالاسم بالنسبه لها عنوان ..صحيح انها اخطئت مرة او اثنتين ولكن لا باس لقد اصابت فى الكثيرمن قبل ..تقفز عندما تسمع اسمها ليس من الهمه او لاجل الثناء..انها لا تحب نطق اسمها بالطريقه تلك..انها ليست من هنا ..فى الصباح تزفر لانها تاكدت ان لا واحد من الثلاث صبيه قرر ان يتبعها ..لا تريد ان يعرفوها هناك بذلك الزى ..تصعد تضرب الارقام صاعدة هابطة ..الوقت اللعين لا يريد ان يمر..تجلس بقرب الشاردة تراقبها فى ازدراء تمتم ..جنت العجوز تدير راسها محاولة سرقة دقائق تغلق فيها جفونها من انهاك النهار...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق