الصفحات

2015/11/06

ثورة الصعاليك.. قصة بقلم: مارينا سوريال

ثورة الصعاليك
 مارينا سوريال

ركض يتطلع من خلفه ثم يعاود الاسراع من جديد ،صوت لهاثه يلاحقه ،دخل وسط الاسواق بين الحوارى والاذقه والامطار تهطل غزيرة من فوق راسه ،يصطدم بالناس المسرعه من وجه السماء الغاضبة كما نعتها شيخ السوق ،صار حتى نهاية الرواق واصطدم بباب خشبى طرقه بعنف حتى تلقته سيدة عجوز بين احضانها واغلقت الباب من خلفها كانت حبات العرق الممزوج بمياه المطر تسقط عن جسده وملابسة تجمعت العيون متلهفه لسماع الخبر ،اسند كتفه على الحائط ودون ان ينظر لهم قال بصوت منخفض :لقد قتلوه لم تمهلهم الشابة التى وقفت فى وسطهم تنتظر القادم بجزع سقطت مغشيا عليها ،ركضت العجوز تساعدها من على الارض بينما تحلق الرجال الملثمون من حولها باهتوا الملامح ،حملها اقرب الرجال اليها ومن خلفه العجوز وضعتها فى الفراش ودثرتها بالاغطية ،نظروا الى بعضهم كانوا يعلمون ان احضار الطبيب من خارجهم الان للامر خطيرا عليهم ،مكثت بجوارها العجوز ليال تخفض من حراره جسدها الملتهب وهى تهلوس فى الحمى باسم ابو الخير ...... تحت سرداب فى طرف المخزن الخلفى للبيت وضعها الرجال على محفه واخرجوها منها ،لهثوا وهم يحملونها وسط ظلام الطريق ،رئيس الاقليم منع استخدام الكهرباء افتى بانها من المحرمات ،قدمت عربه يجرها الاحصنة كانت تتهادى ببطء على الطريق وضعوا المحفة والمراه نائمة مجهدة جوارها رضيع تحتضنه بشده مخافه ان ياخذ منها والرجال يسرعون فى الصعود من حولها يحثوا ساق العربة فى المضى سريعا قبل ان يرتفع صوت بكاء الرضيع ويفضح امرهم وسط الليل ، تحركت العربه فى خفه حتى خرجت على الطريق رفع السائق السوط يلهب ظهور الخيل وهى تصهل وتسرع مخلفه وراءها المياه والطين ،كادت ان تنزلق على جانب الطريق ..خافت المراه واحتضنت الوليد تشبث الرجال وحموا الوليد حتى استعاد السائق زمام احصنته واعادها على الطريق ،قبل شروق شمس النهار كانت العربة عبرت طريق الوادى ودخلت الى مدينة الحصون انفتحت الابواب امامها ،انحنى حراس البوابة والاحصنة تصهل حتى وصلت امام بوابة حديدية انفتحت لتقف امام نافورة المياة ...قفز الرجال وحملوا المراه و الرضيع بينما قاد السائق عربته حيث مكانها المخصص باسطبل الخيول التابع للبيت .. ارتفعت الريات السوداء تغطى ارض الحصون حداد على وفاة رئيس الصعاليك توقفت عمليات قطع الطرق ووالسلب اعلن الصعاليك اسبوع الحداد على روح الزعيم الراحل ..فتحوا منازلهم امام السائل والمحتاج وابن السبيل اطعموا الفقير والجائع ادخلوا اطفال الفقراء الى صفوف الجند الجدد للتدريب وقدموا لعائلتهم المسكن والماوى طالبين الرحمة لروح الزعيم التى تراقبهم وتطوف من حولهم ... "ولد الزعيم شريدا لكنه بالقوة جمعنا امام كل جبار وقفنا صوت صهيل جيادنا يقلق مضجع اى امير " هكذا كان شعار الزعيم الرحل يرفرف فوق علمه الذى اختاره اختار علما من كل الالوان علما يجمع ابناء ارضة جميعا ويمحوا اصولهم فى نفس الوقت اصولهم التى سببت لهم الالم فيما مضى محاها الزعيم بشجاعة لسنوات لم يعرف اللين مع اعداءه ولم يترك لهم تجاره ولا صناعة الا ودمرها ..كريم الطباع سخى مع المساكين " هكذا نص شعار ارض الحصون فيما قام المنادى ونادى بتجمع رجال المدينة مساءا فى بيت الحصون كانوا يعلمون ان البشيراليد اليمنى للزعيم الراحل سيقوى ويتشدد الان بعد ان اصبح الطريق امامه مفتوحا وبعد ما حدث بين اجتماع الصعاليك فى الخيمة الكبرى وتجرء احد الصعاليك المنضمين حديثا للارض ان الزعيم راح نتيجة الخيانة و الكل يعلم من الخائن ..الكل يعلم ويصمت والقاعدة الاولى من القانون ممنوع على الصعلوك ان يخون رفيقة ومن يخن عاقبتة معروفة ....صمت الجميع فاخرج الصعلوك سلاحة ونادى بدماء الزعيم الميت ..المغدور فلم يتجمع معه اكثر من مئه صعلوك اخر اتوا من نفس ارضة السابقة وجابوا الشوارع يطلقون صيحاتهم طلبا للثأر ....نام اهالى المدينة على جمر من نار ينتظرون بين حين واخر سماع صوت الاسلحة...هل سياتى اليوم الذى يتقاتل فيه الصعاليك ويقتلون بيد بعضهم ...كل اراضى الجبال والسواحل ستقف اخيرا وتشهد نصرها بيد اعداءها انفسهم على يد بعض .... فى الصباح الباكر تجمعواعلى الصياح وقفت الاعين مشدوهه تخاف من القادم الجديد ...على عامود خشب فى منتصف السوق علقت جثه ذلك الصعلوك من قدمه واستمرت امام الفتى والشاب والعجوز لثلاث ايام وليالى لتعلق بذاكره كل من شاهده او سمعه يوما ....علت الوجوه بعلامات الارتياح عندما عفى البشير عن المئه صعلوك المخدوع وجعلهم يعملون فى قطه الاحجار من الجبال وسلب رحلات ارض الجبال واحضار الغنائم الى ارض الحصون الامنه لسنوات كانت عقوبتهم من مات دفن وسط الجبال دون نصب او ذكرى او ولد .... اختفت سيره المرأه والرضيع ...ماتت وسط بيت الحصون استقر الزعيم البشير وسط رجاله ينفق الصدقات على مساكين الاراضى المجاوره بعد ان يغير ويسلب تجارهم العز والمال تغنى له الشعراء وذم فيه الامراء انشد له الفقراء من الاقوام التى كانت تغنى فى مواعيد ميلاده ... خاف اهالى بيت الحصون ان ياتوا بسيره الرضيع او ابوالخير الزعيم المغدور حتى اتى اليهم يوم مشئوم بعد ان اغار الرجال الصعاليك على ارض السواحل وسلبوها الزرع والمال قرر الزعيم البشير اقامة الاحتفالات كماهى العاده لثلاث ليالى ارتعت فيها الاضواء مساءا على غيرالعاده ... وسط نساء الصعاليك التقت الدفوف بالغناء والرقص ..كاشفات الراس والصدور بعد ان تركن عادات اممهم القديمة واحتقروا تقاليدها حتى سمعوا صوت الوليدة تقف بضياء الوجه وتشير فى المنطقة المعتمه ،تجمع الرجال يطلبون ان يروا ما ترى ...كان الزعيم ابوالخير حاضرا فى وسطهم بشحمه ولحمه .......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق