الصفحات

2015/12/17

كِشْتِنْ البطوسى وتأثير السينوغرافيا في الحدث الدرامي بقلم الأستاذة / شادية زيتون دوغان



كِشْتِنْ البطوسى
وتأثير السينوغرافيا في الحدث الدرامي
بقلم الأستاذة / شادية زيتون دوغان
مصممة سينوغرافا ـ نقيب الفنانين المحترفين ـ بيروت ـ لبنان
ـ زمن فقد بريقه من زمن
ـ حين يموت ضمير الإنسانية
كيف سيحيا في الإنسان ضميرا. ؟!!
كلمات خطها الشاعر صاحب الخيال الخصب الجميل"عادل البطوسي" ونطقت بها (كِشتن) الشخصية الأسطورية التي إستحضرها من تاريخ يعود للألف الثالث قبل الميلاد ليرسم من خلالها واقع حاضرنا المظلم ، وزمننا الأخرس ، ودمع الأيتام ، وصرخات الثكالى، وخبز الجياع، ومن فقدوا الحكمة، مضيئاً على العالم الذي استشرى به الشر حتى صار إلها..!!
تقرأ (كِشتن) ثم تعود وتقرأها، وتعود أيضاً وتقرأها لتتمكن من إستيعاب عمق الصور التي أطرَّها" البطوسي" بأسلوب يذهب بك من عالم إلى آخر، وفقاً لأهواء الذات البشرية المعقدة .
)كِشتن) ، مونودراما شعرية ، تختصر صراع الوجود بكل وجوهه : الحب ، الأنانية ، الكراهية ، الظلم ، الحرية ، الطغيان ، الوجع ، الموت بغير حق ، الأحياء الموتى، العشق ، الحرب ، الألهة ...
من خلال (كِشتن) ، يرمي الكاتب (البطوسي) إلى مداواة الجروح الناجمة عن الصراعات، وتحرير العقول من النزاعات وغرائز الإنتقام والتشفي بزرع الإنسانية التي لا بديل عنها..
من المتعارف عليه في المونودراما، يتطرق الكاتب لهموم الفرد من دون الإلتفاف للمجتمع وإذا نظر للمجتمع يكون من منظور ذاتي، لكن الشاعر" البطوسي" في نصه المونودرامي (كِشتن)، جعل من ( كِشتن ( نفسها مجتمعاً يتنامى الصراع في داخله ما بين الماضي والحاضر والحلم، بإيقاع جميل متوازن، وإن خَفَتَ في بعض الأحيان جراء العبارات التي تحمل ذات المغزى والهدف .
يحسب للشاعر "البطوسي" إيلاءه وإدراكه أهمية السينوغرافيا في كتابة النص المونودرامي، بجعل عناصرها معادِلاً تعبيرياً ومؤثراً في الحدث الدرامي .
من يقرأ (كِشتن) يقرأ كيف رسم الشاعر مسرحه المظلم بنشر التوابيت على خشبته ، وتعليق السيوف على جدرانه ، وتدلي رؤوس الطيور والثيران من سقفه ، والجثث المحنطة في زواياه، جميعها صور توحي لمصمم السينوغرافيا بقراءة بصرية تنتج سينوغرافيا ، تحمل التجسيد والتجريد معاً وتلبس ثوباً يفتح نافذة للشمس وتستولد حلم الحرية من رحم العدم .
شادية زيتون دوغان
مصممة سينوغرافيا – نقيبة الفنانين المحترفين في لبنان
بيروت في17 / 12 / 2015م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق