الصفحات

2015/12/24

نُورٌ هُوَ للشاعر / عاصم بطَّاح

نُورٌ هُوَ
    للشاعر / عاصم بطَّاح
نُــــورٌ
يُــــوحِّــــدُ ربَّــــهُ
ويُــمـجِّـــدُ   
قَـبـلَ الخـلائـقِ
حُـسنُهُ يتجسَّـدُ
 
مــيـلادُهُ
شَــوقُ الضَّـعــيـفِ
لـقُـبـلــةٍ    
تَروي قِـفـارَ اليُتمِ
ساعةَ يُولَـدُ
 
لـمَّــا أظــلَّ الـخــافـقــيــنِ
زَمــانُــــهُ   
خَـمـدتْ لهُ النارُ
الَّتي لا تخمدُ
 
وَأَضـاءَ مَـا بَـيـنَ الـقُـصـورِ
مَـهـابـةً   
فـإذا الظَّـلامُ بِـوجْـهِــهِ
يَـتـبـدَّدُ
 
نـسـتـقـبـلُ الـدُّنـيـا
بـصـرخـةٍ واجـلٍ    
ومحمَّدٌ
في المهدِ
شمسٌ تَسجُـدُ
 
 
حـيــنَ ارتــأى نــورًا
بـظــهــرهِ أدمٌ    
قـدْ هـالـهُ الـنُّـورُ
الَّـذي يتولَّـدُ
 
وابـيـضَّ وجهًـا
والجـلالُ سـعـى بــهِ   
لـمَّـا تــبــيَّــنَ
أنْ ذاكَ مـحـمَّـدُ
 
الكـونُ باسـمـكَ
يـرتـوي مــنْ غـلَّــةٍ    
يشفي الجراحَ
بصدرهِ ويُضمِّدُ
 
تـزهـو المـلـوكُ
بـمـا يـزيِّـنُ
ثـوبَـهـا   
وأجـلُّ مـنـهُ ثـرىً
بـهِ تـتـوسَّـدُ
 
كانتْ دروبُ الأرضِ
تحضنُ كفرَها    
ومـحــمَّـدٌ
فــي غــارهِ يـتـعـبَّـدُ
 
حـتَّـى أتــاهُ الـوحـيُ
يـنـقـشُ خـتـمَـهُ   
بحـروفِ (اقـرأْ)
والحبيـبُ يردِّدُ
 
 
 
وخـديـجـةُ الـولـهـى
تـدثِّـرُ زوجَـهـا  
وتقولُ :
مثلكَ في الفضائـلِ يُحمَـدُ
 
هُـمْ يـجـحـدونَـكَ
في نوادي كفـرِهمْ  
كَـذبـوا
فـنـورُ مـحـمَّـدٍ لا يُـجحـدُ
 
لا تـبـتـئـسْ صدرًا
لِـما قـدْ أرجَـفـوا  
الأرضُ
تـقـدحُ
والسَّـمـاءُ تُـفـنِّـدُ
 
بـلـسانِـهـمْ
لا بالجـنـانِ تـخــرَّصـوا   
فالقـلـبُ يـشـهـدُ
والعُقولُ تـؤكِّـدُ
 
واللهِ
لــوْ أنــصــفــتـمــوهُ
بـعــدلِــهِ    
مـاهــمَّ ثـغــرٌ
بـالإســاءةِ أوْ يَــدُ
 
وَلَـكـانَ أقـربَ مـنْ إسـاءةِ جـاحــدٍ   
كــفٌّ تُــبـايـعُ
أوْ هـوىً يـتـجـدَّدُ
 
 
 
لـمـَّا تـفـرَّقَ فـي حـنـيـنَ
لـيـوثَـهــا  
أثْـبـتَّ أنَّـكَ فـي الشَّـجـاعـةِ
سـيِّـدُ
 
وَوَقـفـتَ فــردًا
في الجـموعِ مُناديًا  
نـورَ المـنـاقـبِ
واليـقـيـنُ معـضِّدُ
 
يـا مــنْ تــدفَّـقــت الـمــيـاهُ
بــكـفِّـهِ 
وبــكـفِّــهِ
صـخــرُ الـفــلاةِ
يـغـرِّدُ
 
هـا أنـتَ
والقَــومُ الكـرامُ بـخـنْـدقٍ  
وتـرابُـــهُ
فـوقَ العـمــامـةِ
فـرقـدُ
 
ما اختلتَ زهوًا
بينَ صحبكَ بعدما   
مُـلِّـكـتَ مـكـةَ
واستـتـبَّ المشهـدُ
 
وكـأنَّ صَوتَـكَ في الجُـموعِ
مَنابـرٌ  
تُعلي الـتَّـسـامـحَ
والكتـابُ مُـؤَكِّـدُ
 
 
يا سـيِّـدي
مـنْ ذا ينازعُـكُ الهـوى  
والقـلبُ يخـلـو منْ سِـواكَ
ويسعـدُ
 
منْ ذا ينازعـكَ الهـوى
يا سـيِّـدي  
والصَّـخـرُ تـحـتَـكَ
عـاشـقٌ يـتـنهَّـدُ
 
منْ ذا ينازعـكَ الهـوى
يا سـيِّـدي  
والـدُّودُ بـيـنَ جـبـالِــهِ
لـكَ يَـشـهَــدُ
 
منْ ذا ينازعُـكَ الهـوى
يا سـيِّـدي  
والـجـذعُ بـيـنَ يـديـكَ
عُــودٌ أغـيـدُ
 
قـلـبٌ
مـن النُّـورِ المُنـزَّلِ
حَـشوهُ  
ظِــلٌّ يَــؤوبُ لــهُ الـفـؤادُ الـمُـلـحِـدُ
 
وجـهٌ تَـرقَّى
في القـلـوبِ ضِيـاؤهُ  
غـيـثُ السَّـمـاءِ
وللـبصائـرِ مُرشِـدُ
 
فَـعَـلـى خُـطـاهُ
الـنَّـيِّـرانِ تَـواعدا   
ومـهـابــةً
وحــشُ الـفــلا يــتــودَّدُ
 
دانـتْ لـكَ الدُّنـيـا
ودانَ نعـيـمُـها    
ورضـيـتَ عَـيـشًا
مُـلـكُـهُ لا يـنـفَـدُ
 
أَلـقَى الإِلهُ
بـقعـرِ روحِكَ
غَرسَهُ    
فَـالـرَّأيُ عَزْمٌ  
وَالـفَـصَـاحَـةُ مَـوقِـدُ
 
كـمْ فـتْـنـةٍ
سـنَّـتْ أظـافِـرَهـا لَــهُ  
كُـلُّ الخُطُـوبِ أَمـامَ عــزمِـكَ
تُـوْأَدُ
 
لمَّا عصـاكَ المـؤمـنـونَ
تهدَّمـوا   
والمـرءُ يَـجـني مـا رَعَـاه
ويحصُدُ
 
إنِّـي بحرفي
لـمْ أَنـلْ مـنْ مـدحِـهِ    
إلَّا كـبـحــرٍ
نــالَ مــنــهُ الهـدهُــدُ
 
تَـفـنى قـرائـحُنا
بـمدحِـكَ سيِّـدي   
وَأمـامَ حُــسـنِـكَ
كُـلُّ حــرفٍ أرمَــدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق