الصفحات

2015/12/14

لحظة حرجة.. بقلم: مارينا سوريال

لحظة حرجة
 مارينا سوريال


فتحت عينى ...لايزال الظلام فى الغرفة المعتمة المكتظة

تنهدت... اغمضت عينى مرة اخرى... ربما استيقظ اجدنى كنت فى كابوس وانتهى ... اسمع سباب تلك المراه العجوز منذ دخلت الى الحجز لاتتوقف عن الشجار ...المكان ضيق ... جميعنا فى انتظار

لم اخطىء فى عملية سرقة بحياتى ،المعلمه تبنتنى لم ارى سواها كانت كامى كيف تتخلص منى الان؟ ان لم تكن هى فمن؟ صحيح فكرت فى الهروب منها من قبل والعمل بمفردى... لكن يعرفون عنى لا انسى حق لاحد ساعدنى ،لولاى لما اصبح للمعلمه اسم فى سوقنا انا من تخطط للعملية لم اخطىء من قبل،سمعتى سبقتنى الى الشرطة فى كل مكان ... لا لابد ان استريح للغد ساعرض على النيابة ساجد مخرج دائما وجدته

العرض على النيابة ،استدرت ... تذكرت وجه المعلمه ... ترى ساجد المحامى بانتظارى ...اعرف انها

تجلس العجوز بجوار الفتاة تغمزها تسالها عن سجائر تبتسم لها الفتاة وتخرج لها علبة سجائر وولاعة... شكلك بنت كار قضيتك اية؟


تتشاجر المراه العجوز مع اخرى يتدافعون بعيدا عنها تخرج مطواتها يخافها الجميع تقضى فى الحجز اغلب وقتها اعتادها الجميع ضباط القسم ومن فى الحجز ماعدا تلك الفتاة منذ ان اتت لاتبالى باحد لم تراها من قبل ،زبونة جديدة جميعهن كذلك فى البداية وستتعلم القواعد ان كان للحجز معلمه لابد من احترامها فهى انا..

تريد التخلص منى ... منذ القت الشرطة القبض على ...عقلى لايتوقف من ابلغ عنى؟

معملتش حاجة بكرة الصبح هخرج من هنا..تبتسم العجوز وتهمس لها انتى تبع مين فيهم انا معرفة قديمة عند الكل ،تنكر الفتاه فى استخفاف انا مش تبع حد غير نفسى ينفع


تبتسم لها العجوز وافد جديد طموحة ،قليلة الخبرة فى عالمنا لابد ان نكون تابعين لاحد ظهر يسندنا عند اللزوم مهما كنا اذكياء .. درس قاسى تعلمتة منذ وضعت قدمى ارض القاهرة،يومها كنت ابحث عن زوجى الغائب وقيراط فى ذمة خالى وابنة سنتين على كتفى .. ذنبى الذى ارتكبتة طالبتة بحقى وحق ابنتة ...تركنى فى الشارع لولا اولاد الحلال سكنت بغرفة صغيرة فى حارة ضيقة ،اهلى طلبوه من ان انسى امره ،لابد ان تعرف ابنتى اباها ،كلام الناس لن يرحمها عندما تكبر ،جارتى فى الحاره ساعدتنى ،خرجت معها لابيع الخضار فى الحارة ،لم استسلم عرفت اين زوجى وزوجتة من عائلة تجار معروفة ولدية اولاد،حاولت الاتصال بخالى لايجيب انتظرتة يرسل لى ريع ارضى لم يفعل،ذهبت للقسم ليحضروا زوجى اريد حق ابنتى وكرامتى امام اهلى كيف اعود لهم دون زوج واب لابنتى ،لم يسمعونى

عدت يوما الى غرفتى وجدت الشرطة تحاصرها تقبض على... صرخت ليست لى انا غلبانة اريد حقى ..صوت صراخ ابنتى لم يردعهم اخذونى منها ...اول يوم كان مثل قبر اعيش فية حية بداخلة اصرخ ليخرجنى احد .. لامجيب كاد عقلى ان يطير .. ابنتى وحيدة من دونى ،اتهمونى ببيع المخدرات لشباب الحاره واحضروا الشهود ضدى لم يسمع صوتى كنت كسيره وحيدة ليس لى ظهر يحمينى ..بوجوه باردة ..حولونى الى المحكمة مع شركائى فى العصابة ..زارتنى جارتى اخبرتنى طفلتى معها ..سالتها ان تعيدها لخالى

لم ارها طوال سنوات السجن كل زيارة انظر بلهفة .. ان تاتى وارى ابنتى اطمئن عليها لااريدها ان ترانى هنا لكن وقى لاحضنها غلبنى... يمضى الوقت بك بين اربع جدران ،لديك الوقت الكافى لتفكر بمن ظلموك وتتعلم ان تكون جزء من حياتك الجديدة

ان تكون ارنب فتطحن او اسد فيهابك الجميع كان على ان اكون اسد حتى لا اؤكل ...يوما ساخرج واضم ابنتى لصدرى... فى ذلك اليوم كدت اطير فى الطريق .. ابحث عن البيت لااجده اتطلع فى وجوه الناس على احد يتذكرنى ...اشفق على صاحب القهوه يعلم بقصتى ...بحزن اخبرنى سقط المنزل فى الزلزال وسقط قلبى معها ،ربتت اياد على كتفى شدى حيلك المرحومة كانت قريبتك

مات قلبى ..تحولت لمخزن للبضائع ابيعها حتى قررت ان تكون اللعبة لصالحى حينها حاربونى وصرت تحت اعين الامن ..كل فترة يضعونى فى الحجز تهم خفيفة حتى يصلوا الى البضاعة ..المكسب الوحيد فى حياتى الان ولن اتخلى عنه تعويض عن سنوات الحرمان .. لم اهتم لاحد سوى تلك الفتاة الغريبة ربما ذكائها

رجال المعلمه الان بانتظارى فى الخارج .. وعيت وانا خادمة هى من تختار تسول سرقة ..رفقاى من عشت معهم رايتهم يدمرون كصفر لا يبكى عليه ...قررت ان اكون انا نفسى اتخلص من تراب الاسفلت .. وذل المعلمه .. فى طفولتى احببتها كامى .. اخبرتنى انى يتيمة ماتت امى يوم ولادتى فاشفقت علية وربتنى وسط الاطفال التى تربيهم ولا تعلم لنا اهل

احببت رضاها علية ..بدء كرهها ينمو فى قلبى حينما تركت ثريا تموت ..لم يمحو يوما من ذاكرتى ..صدمتها سيارة ونحن نهرب فى الطريق من امين شرطة كنت الاسرع منها لم تلحق بى صدمتها سيارة مسرعة لم استطع ان اعود لها تركتها على الطريق تنزف لتموت..ضحية بلا ثمن .. يومها قررت ان يكون ثمنى غالى ..عشت اخطط كيف اتخلص من معلمتى احترفت السرقة اصبحت"البرنجى"

صارت العجوز رفيقتى فى الحجز مهابة لدى الجميع بفضلها لم اعد بحاجة الى ان احمى نفسى للمرة الاولى بحياتى... فى البداية كرهتها رايتها معلمه اخرى.. بمرور الوقت تاكدت انها تهرب من معلمه مثلى لكنها تاخرت كثيرا

تاكدت انة وقتى قريبا ساخرج ..غريبة تلك العجوز ... اعطتنى كل الاجوبة

اوصت لى بمن يساعدنى ما المقابل ؟ الكل يقبض الثمن فى عالمى لايوجد مكان لايدى الخير

تطلعت فى وجهى ... اهربى اهربى انتى عزائى

15 يوما خرجت بكفالة لحظة تطلعت بعيونها للمرة الاخيرة .. عرفت اننى صرت حرة ابتسم لها ..ابتسامتها الاخيرة لى اخر ما حفرتة ذاكرتى عنها للابد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق