الصفحات

2015/12/25

يا صافي الحوض.. بقلم: عبدالقادر صيد

يا صافي الحوض
عبدالقادر صيد
السطر من كدر ما انفـــــــــــــــك يرتشف 
يا صافي الحوض حرفي منك يرتجف 
لفظي سراب ووهمي كالبخــــــــــــــــــار علا 
و جف ريق يراعي فــوق ما أصـــف
فاذن حبيبــي لبـــوح تـــاب صاحبـــــــــه 
أن يقرب الحــوض من جنبيه يغتـرف 
لــربما شفعـــــــت لـــي قرحـــــة نزفــت 
لتعصر الشوق فوق الصــدر يرتصف 
أهوى لقـــــــــاك و نبضي منك في وجل 
و ليس يطرد من أعتـــــــــابك الدنـف
ما زال ينعشـني بالرغـــــــــــم من حُجبي 
أن أرتقي موطنـــــــــا ما بعده شرف
يحــــــــدو بــي الأمـل كعــب توشّحـــــه 
ببردة سترت ما كـان يــــــــــــــقترف
يا سيد الخلق أعيــــــــــــا الحرف حسنكم 
و عاد يلهث ياء قبله ألـــــــــــــــــف
ما في اللغات مرايا من صفــــــــــــــاتكم 
إن امتدحنا ترى من أيـــــــن نستلـف ؟ 
يفاضل الناس بالأشبــــــــــــــــاه من بشر 
و خلف ظلك كل الخلــــق قد وقفـــــوا 
الأرض قد أقفرت ممن ينــــــــــــــافسكم 
و باقي الكون من مقداركــــــم وجــفوا 
فالبحر إن جاد فالأمواج مغرقــــــــــــــة 
لــــــــــــــكن جودك نور منه يُغتـرف
ينتاب مبصرك المبهور يربكــــــــــــــه 
و عندمــــــــــــا يسمع الآيات ينعطـف 
والسحب أمطارها إن واصلت هــــــــــــلكت 
لكن وصــــــــــــــالك بالأرواح يأتلـف
أنت الوقور و أنت الحلم في جلــــــــــــد 
بفضل لينك ما انفـــــضوا و لا اختلـفوا
يا ناسج الخيمة الغراء يسكنــــــــــــــها 
العرب و العجم بالإيــــــــــمان تكتنـف
ذبلت كي تهدي الأجناس قاطبـــــــــــة 
و كدت تزهق لما عنك قـــــــد عزفـوا
محبة دسها الرحمن في كبـــــــــــــــــد 
تسيل عطفا على الأكوان ترتـــــــعـف 
في حكمك العدل و الآيات شاهــــــــدة 
رغم المراء فإن الخصم يعــــــــــترف
جازيت بالعفو رغم الجرح فاضطربـــــــــوا 
و صغت للناس نهجا غير مـــــــــــا ألـفوا
أخرصت في النفس صـــــــوت الانتقام فـما 
داويته أبدا حتى انتهى النـــــــــــــزف
و كان همك أن ينمــــــــــــو لهم خلف 
يمجد الله بالتوحيــد يعتــــــــــــــــكف 
ما أدفأ الحضن بالغفران تعصرهــــــم 
إليك حبـــا فيُنسخ كل ما ســـــــــــلفوا
حب المســـــــــاكين مسك فيك نعشقه 
تنحـــاز دوما لمن بالفقر قد ضعفــوا 
خيرت بين كفاف العيشِ أو سَعــــــــةٍ 
فكنت أرفـعَ ممن غـــــــــــرَّهُ الترفُ
لم تستبيك قصــور عبئت ذهبــــــــــا 
لكن سباك فريق الزهد حيــن صفــوا 
أحيـيت موؤودة في الترب قد غُرست 
كأنها بــذرة الشيطان تلتـــــــــــــحف 
قد عظم الله فيك الخلق تكرمـــــــــــة 
من ذاك بعد كــلام الله ينتــــــــــصف
إن يجهلوا قدرك المعلـوم معـــــــذرة 
فتلك خيبتنا نحن الأولى خلـــــــــفوا 
تجـرأوا أن رأوا لوحــــــــــاتنا بهتت 
حزينة ريشها التقصير و الأســـــف
عفوا حبيبي فمـا في دفتــــــري درر 
فنخبة القلب قد سيقوا و قد نســـــفوا

لا الشام شام و لا دام العـــراق لـنـا 
الكل مشروعهم و القَص يزدلــــــف 
دماء مقدسنا في الظهر نشربـــــــهـا 
على موائدنا يلـهـو بنا الســــــــــرف 
و القوم سكــرى بماء الخـلـف بينـهم
و ليس يثملـهم لا البيت لا النجــــــف
صل إلــــــهي على مــن نوره بـزغ 
في كل قلب بذكر الله يلتهــــــــــــف 
أرجوالشفاعــة يوم الحشر يا أمـلــي 
من غيـر ذلك إني هالك تلـــــــــــف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق