الصفحات

2016/01/16

كوما.. قصة بقلم: مارينا سوريال

كوما
 مارينا سوريال
يغمض عينيه بقوة ..."صوت يناديه" يعود ليفتح عينيه بحذر ..يقاوم ليضع قدميه على الارض ..يجلس فى غرفة الطعام ..يركض ابنائة قبلونة ..يتطلع فيهم ..يثرثرن مع امهم ...ينتبه عند صوت اتوبيس المدرسة
تعود لتفتح التلفاز بالكاد يسمع صوتها "تصرخ ألن يكف هؤلاء عن تهديد اولادنا ...حكومة ضعيفة كيف لاتوقف القسام "
يحاول التركيز فى تناول طعامه ..
تتصافح الايدىتتذمر فى غضب "عوضا عن مصالحة هؤلاء يرفعون أجورنا ......لما تصمت
ينظر اليها تتأفف فى حنق "لافائدة منك لاتبالى بمصلحة اولادنا هل تسمى عملك فى المصنع عملا
يهبط الى الشارع كلما تلفت حوله ينظر الى وجه ساخط يسمعهم ينعتونه بالارهابى !! تعود لم يعد يبالى
شعور نسى امره منذ زمن ...عاد بقوه هذا الصباح ....لمح باخر الطريق طيف رجل يمر "الكوفية الفلسطينية حول عنقه " ...قدمه تسير دون وعى "لايدرى كيف وجد نفسه امامهم "يحملون بنادقهم يجرجوهم على الارض خارج الاقصى ...العدسات فى كل اتجاه
عقله يحدثه "ابتعد ..اهرب " يعاودصوت اخر للشجار فى عقله "لم تخطىء كان الطريق الوحيد حتى تعيش عائلتى ...كيف اعود وانا عائلهم الوحيد
يرتفع الصوت الاخر "انت اخترت طريقك لا يمكنك العودة
صراخ يرتفع "يمسكون العجوز بقوة ...يركلونه باقدامهم ...وجه العجوز ينزف يأن من بين دماءه  "الارض لنا "
ينظر اكثر وجه والده يتطلع لعينيه مباشرا بعيون قوية تهرب منها الدموع قسرا
يعود صوت عقله ..صوت ابيه .."يوم ان تضع قدميك وتدنس يدك بمصافحتهم وتكد لاجل مصالحهم ساقف وسط الحارة اتلقى عزاؤك .......فعلها ابوه عرف بعد اعوام ..صديقه الذى هرب معه دون علم اسرته ..اخبره يعود اليهم كل عام يحمل لهم خير لهم ولاسرته صدقوه كذبته "ايطاليا"
بكاء يرتفع شجبوا رأس العجوز ....خطفوه حفيده الصغير
نكس راسه ...جرجر قدميه ..نحو المصنع لم يعد له مكان اخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق