الصفحات

2016/01/06

عائلة حنا سيدهم .. قصة بقلم: مارينا سوريال

عائلة حنا سيدهم
 مارينا سوريال
حسنا الوقت قد حان الان لاتحدث فى اوقات افاقتى القليلة لا يحاوطنى سوى اللون الابيض لا اعلم ان كنت احبه ام لا فى الواقع لم افكر  فى ذلك من قبل ..فى السابق لم اكن افكر فى شىء حتى عندما كنت فى الخامسة عشر منذ ثلاث اعوام نقريبا عندما كانوا ينعتوننى بالخجول لاننى افضل العزلة لم اكن اتامل كثيرا فى الالوان  لم ادقق فى سحرها سوى فى تلك النوبات الهادئة التى بدات تنتابنى قليلا اكثر فاكثر ولا اعلم ان كنت شاشفى من ذلك المخدر الذى احبه ودمائى تحتفظ به الى الان ام لا  احضرونى الى هنا حتى لا اموت قالوا انهم احبونى لست واثق ما اعلمه اننى احب ما يسرى فى جسدى الان ربما تقولون بتاثير ذلك المخدر اللعين الذى يقتلك وانت لا تعرف ولكن انتم لا تعرفون طوال حياتى كنت ابحث عن اللذة ووجدتها فى داخله فقط انه ثانى افضل شىء حدث لى بعد معرفتى الكتابة وتعلمى ان انسج جملا على اسطر اقول بها ما اريد فى البداية اغرمت بالاحرف فجعلت جل وقتى لاقوم بتنسيقها وزخرفتها جيدا على الاحرف حتى تنال اعجاب الجميع ثم بدات انسخ تلك الكلمات الفخيمة التى اجدها فى المعاجم حتى كميات من الكلمات والاحرف التى احب واضعها على الاسطر حتى باتت غير مفهومة لمن حولى فلم يحبها احدا سواى واستمررت فى الاحتفاظ بها لى فقط استمتع بها كلعبتى الوحيدة ..
كنت انا احد احفاد حنا منسى سيدهم ولدت فى بيت جدى الاكبر فى حى محرك بك القديم بالاسكندرية حيث قدم جدى من الجنوب واشترى تلك القطعة من الارض واستمر تنمو الادوار عليها عاما بعد الاخر وكنت انا اخر مواليدها هنا باعتباره تقليدا عائليا بعد ان فقد المكان الكثير من حكاياته السابقة وسكنه الحزن الذى بدا يمتص جدرانه حتى لاحظت بداخله شروخ بداخله غير ملحوظة بعد لم يفكر احدا بترميم البيت بعد ان ماتت جدتى وكانهم تركوه حزنا عليها واستمرت نساء العائلة يقلن جائنا سمعان ورحلت مارى كنت انا سمعان ذلك الذى يوم ان جاء ماتت جدته وكان حدثا ارتبط يوم ميلادى بذكرى رحيلها الى الابد فلم اتمكن يوما من الاستمتاع بذلك اليوم مثل اخوتى واقاربى واصدقائى الخياليين ...
انا ابن اصغر ابناء جدى واصغر ابناء ابى لا يريدون ان اعيد سيرة اخى الاكبر وماساة مع فتاته كنت شاهدا عليها وهم لا يعلمون كنت ليلتها معه فى الغرفة ورايته يبكى وكنت احتضنه كلانا ضائع لكنه هو قتلها بينما انا احيا وهم يريدون ان اتخلص من احلامى انهم لا يفهمون عندما يسرى ذلك المخدر فى جسدى استطيع ان ارسمالكلمات بسهولة انا اكون انا ان يتملكنى الجنون فاكتب كل ما فعلته فى السابق بمنتهى الدقة وانا اعترف اننى استمتعت به ايضا من دون خجل ساكتب عنهم جميعا على حقيقتهم التى يكرهون رؤيتها ..نعم سافعل لانهم لا يستحقون سوى ذلك ..
انا سمعان منير حنا ابن سيدهم عمدة قرية معجزة قرية لا يسمع بها احدا على الخارطة انها تابعة لمحافظة فى الصعيد انتهى وجودها ويطلقون عليها السوداء لان لا يوجد حياة بها ولا يقطن بها سوى البائسين ..
انا لا ادعوه لتظاهرة ولا امن بها من الاساس مثلما لا اومن باى شىء انا وحدى من يبقى معى واحب ذلك كثيرا واستمتع بها عندما ينتهى المخدر ودمائى تتصلب لا احب ان اكون سوى العدم لانى بعدها اعود سمعان القديم سمعان الذى لا يكتب اى شىء ولا يجيد فعل شىء سوى الصمت انها المثالية التى كنت ابحث عنها ووجدتها مثاليتى الخاصة التى لا اقبل المساس بها ..الان سارسل تلك الكلمات لكم ستصدر لى فى احد المجلات واعلم ان فردا من اسرة سيدهم سينظر لى بغضب ولكن اعلم اننى الان سابوح بكل شىء ولم اعلم تبعا لسيدهم فهو سيدك انت فقط اما من ساذكرهم من الاقربيين فاعلموا اننى لا اكن ضغائنى الى احد ولكنى كنت اجلس هناك شهورا اراقب ..حتى راقبت موت اخى جو جوزيف يموت لا يعلمون انه قرر ان يتوقف عن ذلك الذى ياخذه عن من ارتبط بهم نعتوه بالسىء الشرير وهو ذهب فقط ليقول انه لا يريد الان سواها وسيتخلص من كل هذا ولكنها رحلت كانت هى فقط من تنتظرة من النافذة ان يعود لم تقل انه سىء او تتجنبه لانها الوحيد من بعدى التى احبته وعندما رحلت كانت بالقرب منه هل قدر احدكم هذا لا قلت انه عقاب عقابه وتلاقاه عن جرمة كنتم جحيما على قلبه ولم استطع ان انطق انا واقول كفى انتم  من جعله ياخذ كل تلك الجرعات هو ليس مثلى لم يكن يحبها بمقدارى بل لم يحبها منالاساس وهى قتلت له هويته بينما احضرتها لى وجعلتنى مثالى وانتم ستسخرون ولكنكم ابدا لن تفهموا هذا ..هى ماتت وهو فضل ان يلحق بها ولكن انتم عائلة سيدهم ظللتم على عنادكم اللعين وانا فقط هنا من يملك جراءة كشفكم لكم وساحتفظ بذلك الصديق الذى تهاجمونه بداخلى لانه الشىء الوحيد المثالى الذى اعرفه ...
 
كرهت ان استمع الى تعليقاتهم كل شىء يتم وصفه بالزيف الكبير الملابس الزاهية والسيارة التى تتحرك فى صبيحة الاحد من بيت العائلة متوجهة الى الكنيسة الكبيرة فى الحى كان عمى عندما ياتى الى زيارتنا من امريكا هو من يقود وكانه ركب احتفالى قادم لاثبات شىء ما !! استمع الى التمتمات له بالمزيد ماذا يريد اكثر من هذا ذلك السمين يطلبها من يسوع بعد وماذا عن فقراء الجانبين فى الطرقات كنت اتأفف سرا ولا يمكننى حينها ان اعلن عما بداخلى عندما تعلن رفضك لاحدهم ياتى لكن بالف عذرا ليتدخل فى شئونك الخاصة انهم لا يفهمون ضحكات اخرى وبكاء على الرصيف المقابل اهبط مسرعا واجلس خلف احد الاعمدة كان هذا اقسى ما افعله منذ عامين بالتحديد عندما تغير كل شىء انا فقط من كنت الشاهد الوحيد على تلك الواقعة التى حدثت هناك امام عينى انا ..وكان بطلها الاخر اخى الذى جلس على الارض جوارها مذهولا لم يكن حدث بسبب الاختلاف بل كان بطله المخدر تقولون لى الان انك تعرف هذا ومع ذلك اقدمت على فعلته مثله هل انت مجنون تريد تدمير حياتك ..اقول لا لى فلسفة اظنها كذلك انه لم يكن لى ولا لاخى كذلك كلانا كان يريد رؤية الحقيقة وهو الوحيد الذى اعاطانا اياها واحدة صحيحة صافية مثالية من دون رتوش اما دونه فلم نحصل سوى على ابنة عم ماتت من دون سبب واخ رحل لان هناك من قرروا ان يتدخلوا بحياته ليجعلوها اسوء لان عينة حينها كانت سترى حقيقتهم هم فقط ..
عندما اتى بعد ثمانية عشر سنة من الغيابى لم اعرفه سوى من الصور التى كانت جدتى وصديقتى الوحيدة فى تلك العائلة وهى مثلى ولكنها كانت هادئة لا تتحدث ادركت انه لا جدوى من الحديث عن زيفهم لكن عيناها فرحت لمراى ولدها الاكبر يعود وحيدا دون زوجتة ..
انا فقط من اعلم انه لايبالى ولكن التقاليد وهو مثلهم يحب التمسح بها كان يفعلها او للمباهاة كان مصدر للمباهاة والمغالاة فى ذلك لسنوات عدة ..لم اكن له اى مشاعر ببساطة كان وجودة مثل عدمة سيان ولكن قدم كحدث فريد كان تذكارا من صور تحول لواقع والواقع اعلمنى انه بعيدا عن اخوية من الماضى العيون التى تعلمت ان ارقبها قامت بفضح المزيف امامى ..كان هذا عندما كان شقيقى الاكبر لا يزال هنا ..حيا ..لقد بدا كل شىء كنت اراه كان يخفى مثلى ..كانوا يقارنون بالغائب ابن العم الاخر كعادتهم فى اجراء مقارنات اذكرها جميعا منذ كنت طفلا عندما كنت اقترب من صديقة جدتى فتقول اسمر لكنه جميل لا يشبه امة وصديقة امى التى تتسال فى تعجب من هذا كيف اتيت به ؟لا اذكر ان امى اتخذت موقفا غاضبا لان صديقتها استمرت بالقدوم الدائم ..لكنها لم تنسى فقط عيناها قد تغيرت تجاهى ...وربما مشاعرى انا ايضا بعض الحين ..
 
كانوا يقولون عليك ان تتفوق ..عليك ان تكون افضل من ابناء عمومتك افضل من شقيقك الفاشل الذى خيب املنا فيه ..كنت اراقبه من بعيد شارد لم يعد ياتى للعب معى فى غرفتى كنا نتخيل اشكال فى الظل ونرسمها على الجدران سويا كنت انا الكرسى ثم الحشرة والتمساح كان هو القائد دائما فىحروب الغابات الخطرة ..لكنه لم يعد ياتى حدث هذا عندما رسب لم يتاهل لتك الجامعةكان العويل فى البيت يسمع صداه وكانه يوم القيامة ..يوم القيامة الذى تمنيت حدوثه عدة مرات ..انا اجلس هذا ورغم تلك الانابيب التى اجبر على وضعها اشعر بالحرية لم يعد احدا منهم لرؤيتى هناوانا لم اسال اشعر بحال افضل وعندما ياتون الى هنا لرؤيتى لن يستطيعوا او على الاقل انا اما هم فربما ولكن من يبالى حقا لقد توقفت عن المبالاه بما يتحدثون يريدون .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق