الصفحات

2016/02/17

بانوراما الرواية العشماوية رؤية للشربيني المهندس

بانوراما الرواية العشماوية رؤية للشربيني المهندس



مع مصطلح الأدب الإستباقي يبدو سؤال المشروع الأدبي ملحا كسؤال الرواية شكلا ومضمونا .. نعيش المشاكل وتراودنا الكوابيس نعم ، ولكن لو لم نحلم تموت أرواحنا .. 'نردد في مصر الآن احترس العربة ترجع للخلف .. فهل نتمرد ..؟ وتبدو المأساة مع من يقول (('يا ولدى انتم تثورون على ظالم لتأتوا بأشد منه ظلما ، لا تراهنوا على القوى فقط ، وانما اختاروا العادل الذى يراهن علينا نحن المستضعفين )) وهل اختار الكاتب أشرف العشماوي الرواية للفضفضة عن أحلامه بمعزل عن إملاءات النخبة وفقدها القدرة علي ضبط ايقاعات الحياتي وحيث حقل الخيال أوسع وأرحب ، وحاول تنويع أساليب التناول ونقل العلاقات السياسية والاجتماعية إلي مواضعات وأزمنة مغايرة .. الرواية عالم يصعب تنظيره وتأطيره ،والنسيج الروائي يمكن النقش عليه بكافة الوسائل ،والكاتب ليس رجلا عاديا ،فالمخزون المعرفي المتاح أمامه يجعله متميزا ،وحسه الوطني يحيله إلي الأحلام المزعجه .. ونأتي إلي سؤال المملوك أو الفلول عن المصريين في رواية كلاب الراعي (وانتم ماذا فعلتم لمصر لتحكموها) يتردد كثيرا مع غياب الوعي لدرجة طرح فكرة استيراد شعب آخر .. لنفترض أن الحلم هو استقرار مصر المحروسة والذي تردد في رواية كلاب الراعي كثيرا .. فهل هناك مشروع للحلم .. لذا سنقرأ موضوعات التناول وعناوينها ودلالاتها ومن ثم أساليب البلاغة الأدبية .. وماذا عن الاستهلال أو نقطة الإنطلاق أيضا ..قد يكون عنوان سرقات مشروعه رغم كونه ليس برواية محيرا ، لتقرير عن سرقات الآثار ، وهي رمز لمصر . وترتيب ظهوره أيضا .. كما أن تغيير عنوان الرواية الأولي من عندما غاب الأسد والصادرة بعد خلع الرئيس مبارك ينم عن تكتيك واعي .. الغابة والأسد والخرتيت والثعلب أو الفوضي وإقصاء المثقفين ،ثم تويا وحديث الهوية ثم المرشد وحديث الفساد في زمن رؤساء الجمهورية وبعدها عودة إلي التاريخ والعصر المملوكي وتولي محمد علي لحكم المحروسة وظهور تكتيكات القناصل الأجانب في مصر أيامها .. وهنا تبدو عقدة البانوراما واضحة ومحاولة الإمساك بخيوطها تستحق التوقف عندها لننظر للحاضر .. نجاح الرواية كنص متكامل عموما مبني على جزئين أساسيين ألا وهما الشكل و المضمون كما يرى ذلك الكثير من النقاد و هما محورين اعتمد عليهما الأديب العشماوي من خلال استناده على استراتيجية المفارقة التي قامت عليها اللغة الساردة والتي تأخذ على عاتقها استخدام عنصر المجاز والتضاد وغيرها من أساليب البلاغة ( مراعاة الكلام لمقتضي الحال ) بعيدا عن المبالغة بهدف مرواغة المتلقي الذي ينظر بعيني الكاتب كما يقول فورسترلكنه لا ينظر إليه بل إلي ما يشير إليه ليتحول العمل الأدبي إلي الحقيقة تقريبا أمام المتلقي .. كما أنها لا تخلو من عنصر التشويق و الدهشة ترتيب الأحداث . بداية داخل كل منا منطقة سوداء تحوطها مساحة بيضاء وربما العكس فهل أوشك الصندوق الأسود للمستشار أن ينفجر وقد آن الأوان لتنكشف السرقات ، فأختار الرواية ذات المساحة الأرحب لتفرغ بعض الشحنات .. عندما غاب الأسد كان لابد من تسريبات الصندوق لنري روايته الأولي زمن الضباع أو الضياع فقد بدأ جس النبض الأدبي لرحلته بالاستناد إلي التراث وأسلوب كليلة ودمنه .. خدمته ملابسات الواقع حيث يتشابك مع المتخيل وتتشابك فيه اللغـة مع الرؤي أيضا .. وهنا بدأت البانورما العشماوية للمجتمع المصري بتفاصيل حياته وشخصياته المأزومة .. ومع الأزمة نحكي لنحيا .. ومع استمرار الفشل قد نحكي لنتعلم .. ومن البداية مرة أخري .. اتخذ أشرف العشماوي في كلٍ من روايتيه "زمن الضباع" و "تويا" خطين متباينين تماما ؛ ففي روايته الأولى اعتمد على الحيوانات لتروي الأحداث و تتبادل الحوارات فى رمزية واضحة ، أما روايته تويا فقد كانت واقعية عاطفية ذات رسالة انسانية واضحة ومحددة للبحث عن جذور افريقية وزهرة برية فى عينى فتاة اسطورية انتقل فيها بين مناطق و شخصيات عديدة و متباينة اللغة و الهوية و الاهتمامات ووصل بها الى صميم عقل ووجدان القارىء بما اثاره من قضايا مهمة مغلفة بإطار من الوصف الجمالي البديع للطبيعة البكر وللبشر فى قلب افريقيا. أي الحديث عن غابة بمعناها من الصراع ومن ثم البحث عن الهوية والجذور زمن الضباع" يعكس مفارقة في العنوان و هذا يأخذنا حتما الى مفارقة الأحداث ليتحقق الإنسجام خلال عملية السرد الأدبي. كما أن إختيار أشرف العشماوي لهذا العنوان لا يمكن أن يكون أمرا اعتباطيا، فلا بد أن يمتلك بعدا ايحائيا للمدلول وجدناه يثير التساؤل عن وجهة الكاتب و استراتيجيته الأدبية يفترض الروائي قيام حكم جديد بقايدة الخرتيت كما يقول السارد: "كان القرار مفاجئة بكل المقاييس، فلم يكن متوقعا على الأقل بالنسبة له أن يتولى الخرتيت أو أي حيوان آخر هذا المنصب الذي يحتاج الى أسد.. بل لم يكن في الحسبان، من الأساس، أن يتم عزل الأسد.." (ص 31-32). البناء السردي لهذه الرواية مبني على خلفية سياسية مليئة بالأحداث المثيرة للتساؤلات،يعكسه الروائي بقوله: "دقت طبول عنيفة ثم بدأت الموسيقى تعزف ألحانا كلاسيكية، تليق بالموقف، و اندمج الحمير بملابسهم الحمراء المزركشة في قرع الطبول بشدة، بينما كانت القردة تتمايل طربا، و هي تنفخ في آلاتها النحاسية، و كانت الأنظار كلها تتجه صوب المدخل و الذي زين بالورود.. و عندما علت الموسيقى في دقات متتالية صاخبة شاهد الجميع الخرتيت، يتقدم على البساط الأحمر في خطوات ثقيلة، و رفع الجميع أيديهم و قابلوه بعاصفة من التصفيق الحار، و ابتسم الثعلب مرددا في خاطره.. مات الملك.. يحيا الملك.." (ص 42-43). بوجه عام تجمع روايات العشماوي بين الإمتاع الفني والفكري والمعرفي دون الإخلال بالنظام البنائي الثابت في ذهنه . ويصبح للبانوراما مغزاها مع عناوين الروايات وترتيبها ثم أساليب عرضها وتناولها بتخطيط ما .. مع رواية المرشد ثم كلاب الراعي الأخيرة ، جال بخاطري عنوان غريب والعناوين سرها باتع كعنوان روايتي الأولي الدخول الي الكابوس .. نعم كتبت العشماوي بدون حصانة وكلاب الراعي عنوانا .. والاستهلال وهل نحن لا نقرأ التاريخ أم أن التاريخ يجب عليه اعادة قراءتنا .. وسواء كان التاريخ متجدد أو لا يتكرر كما يقول البعض او يتكرر ولكن ليس بنفس الصورة فقد ارعبني عنوان الفصل الأول رأس الذئب الطائر وقررت التحفظ متوقعا ان الرواية القادمة لن تكون قريبة وربما تكون الفرصة الأخيرة كما تقول قارئة الكف وقد لمحت قمرا منيرا ثم سحابة ضخمة وطيور السوق المربوطة تتلفت يمنة ويسرة في دهشة مما يجري حولها ثم تلتقط بعض الحبوب من إناء فخاري أمامها وكأنها تخشي أن يصيبها ضرر وفي ذاكرتها كيف غاب الديك وقد اقترب الكاتب من السجادة الحمراء سواء كان من الممكن طيها أول تلوينها ببوية حمراء .. كلاب الراعى '' بخلاف الراعي والكلاب ..ربما كان المعني مفهوما لكنه لم يكن كاشفا للرواية في البداية ، وعلى الرغم من ان الاسم ظهر فى اكثر من موقع بالرواية ، ان كلاب الراعى هم المماليك ، حين كان المصريين يهتفون ''يا برديسى يا كلب الراعى ...روح خدلك عضمة من الوالى ''الا ان العشماوى لم يعلنها بشكل مباشر ليفتح الباب للتأويل ، وخصوصا حين تساوى الجميع فى النهاية المماليك ومحمد على بطله أبو حصيرة اليهودي المدسوس في الرواية مسعودا كان أم مرزوقا قد اختار النيل والبحر المالح مرقدا لجثته ثم الحرق ليثبت حبه للمحروسه .. وسؤال عن الدلالة وهل المكان المنيا ام البحيرة .. كان للحمير دلالتها في زمن الضباع فهل للخرفان وجود مع كلاب الراعي أم أن الأمر يعود لكلكم راع ومسئول عن رعيته وحسن اختيار كلاب الحراسة ..وينتهي الفصل بصراع القناصل يليه فصل الباشا وحي الجماليه وتعانق الأيادي للمعلم جرجس والشيخ مكرم حول الجنرال محمد علي واسقاط لأحداث أخيرة بمصر وسبقه منطق الذئاب وعاصفة الصحراء ورموز إسقاطها للعصر الحديث واضح .. ونتوقف عند الجنازة ولماذا كانت وهمية وكيف يتعاهد الأخوة الأعداء غير الأشقاء وتأثير الصراع بين ادهم الشرقاوي وبدران بالتراث أوالأخوين الشاطر حسن وكمال المملوكي ، وحديث الخديعة .. نتوقف خوفا من السباحة علي صفحة بحيرة راكدة من الغفلة ،لا تدرك ما تحتها ،وهل أحب المماليك مصر وبنوا ونظموا كما يعتقد البعض ،وأن محمد علي الجنرال سيبني مصر ومفارقة الثنائيات من جديد واسئلة حائرة للكاتب والمتلقي عن خصائص الشعب المصري التي يرددها البعض.. يقول البعض أن الرواية العربية اليوم ظاهرة سياسية واجتماعية حيث يتشظي التنوع والتعدد والاختلاف أكثر من كونها حالة إبداعية .. لكن بانوراما العشماوي تقول شيئا آخر.. لا جدال علي وجود مستويين للمعنى في التعبير الواحد، بمعنى آخر هو إستعمال الروائي أشرف العشماوي أسلوبا تركيبيا: أولا مستوى سطحي للكلام و ثانيا المستوى الباطني الذي لم يعبر عنه بطريقة مباشرة، و الذي يلح على القارئ لإكتشافه من خلال قراءة متأنية للرواية يكاد المريب أن يقول خذوني .. ودور النخبة ومدي تأثيرها ويمثلها الثعلب .. ربما نجد الإجابة من خلال قصدية السارد حين يقول: " وعاد الثعلب أدراجه في اتجاه وسط الغابة، و بعد برهة قصيرة التفت، و ألقى نظرة للوراء، فشاهد قرص الشمس يميل للغروب بلونه البرتقالي.. وكان عرين الأسد يبدو في منتصفه كنقطة سوداء بعيدة، و إن كانت ظاهرة و واضحة، و كأنها تأبى أن تغيب.. تأمل المشهد.. و رنت في أذنيه عبارة الأسد الأخيرة: الأسود لا تموت أبدا" (ص 77 في المرشد روايته الثالثة اختار موضوعاً مختلفاً و توجهاً مغايراً ربما ليثبت قدرته على التعامل مع الموضوعات الواقعية التي تضرب بجذورها في صميم الواقع المصري ودهاليز الجريمة السرية فى مصر. العنوان يوحي بالكثير من علامات الاستفهام عن المغزى و مدى إجابته عن محتواها .. ستقرأ فى هذه الرواية كيف يرى العشماوى بخبراته المتراكمة من خلال عمله كمحقق جنائى على مدار عشرين عاما ماضية فى قضايا الراى العام أن التاريخ يعيد نفسه لتنمو بذور الثورات وشرارة الاحتجاجات مرة أخرى على سياسات دكتاتورية تكررت عبر السنين ولا تزال وكأن شيئا لم يكن . ومنذ السطور الاولى نجد أن جذور الشخصيات الرئيسية تنبع من مكان واحد ثم تتشعب بالتدريج حتى تنفصل السبل بها في اتجاهات مختلفة لتتخبط في دروب الحياة ويختلط المتخيل بالواقعي .. المرشد ليس فقط عنواناً او اسماً للرواية فقط بل هو صفة و دور وأحياناً معنى و في أوقات اخرى مهنة .. وغالبا ًعباءة وغطاء وستار و دائما ما يكون له مقابل إما مادي أو معنوي، فالشيخ عبد الدايم شيخ القرية وصاحب المهنة الجليلة لم يمانع أن يكون مجرد مرشد في خدمة كاظم بك الثري فيمهد له سبل الفساد تحت ستار الدين ليخدع أهل القرية البسطاء و المقابل هو انقاذ ابنه من السجن و مراد الشامي ما هو الا مرشد يتولى مهمة البحث عن الآثار و يدل كاظم بك عليها ليتمكن من استخراجها و تهريبها للخارج ليحقق الثراء مفارقة الثنائيات لا تتركه أما ماهر السوهاجي بطل الرواية فيتعاون مع مرشد سياحي في تهريب و سرقة آثار مصر مقابل جنيهات معدودة ثم يعمل لصالح المخبر سيد مرشدا سريا للشرطة الى ان يصير من كبار مرشديها فى تجارة الاثار وفى ذات الوقت من كبار المهربين ايضا ، اما الشيخ صادق عبد الحق ذو الجذور الصعيدية والالف وجه فهو مرشد للمباحث العامة ثم امن الدولة يخبئ نواياه و يتخفى تحت ستار الدين لينقل الأخبار ويتعاون مع الشرطة حتى يتمكن من استقطاب الضابط شريف ابو النجا ليصبح مرشداً لجماعته. وكأن العشماي رفع الغطاء عنهم وتركهم يتقافزون على صفحات روايته حتى تحين نهاية كل منهم. ثم يسدل الستار في نهاية الرواية على مشهد لم يكتمل اشبه بالنهايات المفتوحة يتلون فيه الفساد بلون جديد و يتخفى بعد أن غير جلدة كثعبان أرقم فيعطي الفرصة للخيال الخصب ان يتصور و يتخيل ويرسم بنفسه نهاية الفساد الذي دب في جذور الكثير من مناحي الحياة و الذي لن يكون اجتثاثه سهلاً .. الرواية تلخص بين سطورها احداثاً مرت على مصر خلال نصف قرن تقريباً من الزمان و تختصر في خطوط متوازيه الاحداث السياسية التي عاصرها البطل تحت حكم ثلاثة من رؤساء مصر و انتهاء بالفترة التي تلت ثورة 25يناير مباشرة.ثم ياتى مشهد النهاية بمفاجأة ونبؤة لا أحد يدرى متى تتحقق . وناتي لرواية كلاب الراعي وعنوان ملتبس عن الكلاب وهو الراعي وأغنامه أم الراعي ورعيته والمسئول عن حسن اختيار حراسها ورعاية شئونها .. نجح الكاتب ببراعة فى ان يغوص فى اعماق تاريخ منسى ، حيث تعرض الى الحياة الاجتماعية والانسانية لشخوص الرواية ، والتى تدور احداثها فى ربوع المحروسة فى فترة حكم المماليك ، قبيل تولى محمد على باشا بسنوات معدودة ، لم يكتفى العشماوى بالحديث عن الحياة السياسية بشكلها السطحى ، لكنه غاص فى مؤامرات المماليك ومحمد على للاستيلاء على الحكم واستطاع باستخدام 'التفصيلة ''كعنصر اساسى فى الحكى ، فى صناعة عالم مواز لحياتنا ، يبعد عنا اكثر من قرنين من الزمن ، لتطل علينا مصر ''المحروسة ''باماكن تحمل اسماء مختلفة عن عالمنا .. ( قرية منوف ...نيل الجيزة ...الغورية ...سجن العرقانة ..ميدان الرميلة ...ميدان الجمالية وغيرها ) ويطل علينا ايضا هذا العالم بزى مختلف واسلحة مختلفة وعبيد ومماليك وصراعات جدلية وألوان يتم توظيفها وأسماء لها دلالتها أو العكس لنتوقف امامها كثيرا.. وهي تحمل بصمته وطريقته المتفردة فى كتابة الرواية العربية على شكل مشاهد اقرب ما تكون سينمائية متداخلة مع بعضها البعض بسلاسة شديدة على هيئة فصول قصيرة يحمل كل منها عنوانا مستقلا جذابا معبرا وهى طريقته التى ابتدعها منذ روايته الاولى زمن الضباع أو عندما غاب الأسد .. تضم الرواية في متنها شخصيات كثيرة متنوعة التراكيب، تتنافس لتصل الى أهدافها، تتصارع لتحقق مقولة البقاء للأقوى و لكنها تتراجع من حين لآخر لتترك مكانها لشخصيات أخرى كانت تتوارى في الظل أو خلف ستار الدين و لكنها تطفو على السطح من حين لآخر لتعلن أن البقاء لمن يعرف كيف يتكيف و يتلون و يتغير طبقاً للظروف و تبعاً لمتطلبات العصر القادم الذى لا تزال صورة مجتمعه فى طور التكوين والتشكيل.. ينهى العشماوى روايته بناجى الشاب ابن المملوكي والذي مات والده ويقبع عمه في السجن والذى ارسله محمد علي فى بعثة تعليمية ،وهي اهم انجازات عصر محمد على ورسالة من العشماوي ان التعليم هو الحل الروايات تبدو حقيقية وواقعية للغاية - رغم ان كاتبها ينفي ذلك- حتى اننا نشعر باننا قد التقينا شخصياتها بالفعل في كواليس الحياة بل اننا قد نجزم أننا نعرف وجوه ابطالها ونرى تجاعيد هذه الوجوه وهي تنمو وتزداد يوماً بعد يوم وقد نشعر اننا قد عشنا أحداثها من قبل و لكن ما يدهشك حقاً هو سرعة ايقاع احداث الرواية غير المتوقعة ونهايات شخصياتها غير المنتظرة .. مستعينا في ذلك على تقنية الوصف المحاكي للواقع ..تاركا القارئ بمفرده يغوص في تفاصيلها وفهم عوالمها وما يحدث فيها من تغيرات.. ختام رواية كلاب الراعي بفصل بعنوان الناجي وإسم الشاب ناجي قد يحيلنا إلي ناجي بطل نجيب محفوظ وأولاد حارتنا .. وكما تتشابه وتتشابك الأفكار .. نري أنها يجب أن تتعدد .. يقول كونفشيوس لو كان للحكمة طريق واحد لكان من الصعب الوصول إليها.. من الغابة والصراع إلي تحقيق الهوية وألوانها وسلوكيات حياة سيئة ثم علاقة الحاكم والبطانة ثم النبوءات المختلفه يبدو المشروع متناغما مع الواقع .. تحية تقدير للأسلوب والمشروع وتمنياتنا بالتوفيق ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق