الصفحات

2016/03/18

استفاقة 2 بقلم: عبدالقادر صيد

استفاقة 2 
بقلم: عبدالقادر صيد

للأسف الشديد لم أنتبه مبكرا أن كل شيء فيك خارج النص الذي أنشأته عيناك ،كنت واهما حين اعتقدت أن تصرفاتك ممثل سيء لنص مسرحي ممتاز هو أشعة عينيك، و الحقيقة أن أحاسيسك عابرة كانفعالات سائقي السيارات وقت الذروة ،حتى تنهداتك حين تنزل إلى تلالي تفقد ماهيتها ، كما السحب التي تلامس بطون السهول و تمتزج مع الضباب ، لم أجد إلا عينيك أخفي فيهما خوفي ليبقى تميمة مخبوءة في إحدى الزوايا السحيقة، يحدث أن أمر على مملكتك فتنبحني العواطف الحادة ،فأسرع كما الخائف الذي يظهر اللامبالاة و هو يلتقي صباحا بمجموعة من الكلاب. يجمع خوفه في يديه المرتعدتين المخبأتين في جيبه ، تبقى عينه على أكبر حجرة أمامه ..قد يكون كبريائي هو ذلك الحجرة ..منذ مدة و هو ينتظر أن أنحني لألتقطه ، أعتقد أنه سيبقى.مبللابالانتظار ..
تغض عيناك الطرف عن مخالفات جسمك الصارخة، كما يتعامى حاكم عن تجاوزات أعوانه ..
منذ أيام و أنا أفتقد النكهة في رشفات الشاي ، ما الذي تغير فيه ؟ لقد انتقلت منه صورتك إلى حافظات اللاجئين ؛ راكبي الأمواج ، يستأنسون بها عند هملجة أمعاء البحر ..هم قرحة البحر ..لا عليك إن لم تتعاطفي معهم ،فصورتك دائما تنوبك..
حينما يعشق العربي يفعل ذلك بجنون ، و حين يثور أيضا، فثوري لتحرري خوفي الرابض خلف قضبان رموشك..
يوما بلا خوف في حياتي هو يوم كارثي بامتياز ..يوم سينتهي بقاصمة الظهر..
و إذ تنسيني عينك الأسماء كلها،و تسفك الدماء،و أنا أحاول تقييمها، ترى أي رتبة تليق بها؟
ما نشوتها في الانتصار عليّ إلا كنشوة مجنون يخيف طبيبه،إنه انتقام مبطن..انتقام الانفعال من التعقل.
ما زلت أحاول أن أتخيل ساعة الصفر لهذين العينين،متى بدآ أول مرة في بث سحرهما ،أترى البداية كانت مع مولدي في قائمة الضحايا المغرر بهم ؟ أم في عيد ميلاد الهزة الارتدادية لأشفارك على صفحات ربيع صوفي النكهات .
زخات المطر متواطئة يقينا ،لقد خدعتني حينما زغردت على خديك في عرس كل مدعويه شاهدو الزور..تكذب القشعريرة أيضا، و أكذب أنا أيضا على نفسي التي احترفت تصديق الكذبات..ما زالت حساسيتي المفرطة من الحقيقة تؤلمني ..رغم أنني رأيت يديك مشتبكتين بيديه..لا لم أر هذه اللوحة قط ..إنها أضغاث أحلام، أو تهيؤات ..آه أعصابي المتعبة تعبث بي..لا أحد اشتبكت يده بأحد.. الصورة كلاسيكية للغيرة المرضية..نعم وجدتها،إنها العبارة المخلِّصة..الغيرة المرضية، لاشيء غيرها..
كم مرة عزمت أن أواجهك بالحقيقة، لكن كلما أقبلت عيناك و الوفد المرافق لهما تراجعت ، و بدأت صفحة جديدة من السعال المهزوم ، إنها تنجنح مسؤول يعتذر من تقصير ليس هو المتسبب فيه.
لكل عين و نوع ضحاياها، و أراني غريبا بين ضحاياك ، كيف لم أنتبه لهذا الأمر ؟أستغفر الله ،تساءلت مرة ، ثم تراجعت و اتهمت نفسي بالتمييز العاطفي..
لكل جيل و مجانينه الذين يقنعونه بجنونهم ، الويل لمجنون تأخر عن زمانه..سيكون مجنونا غير محترم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق