الصفحات

2016/05/30

التراب والجلد والعظام بقلم: مارينا سوريال

التراب والجلد والعظام 
بقلم: مارينا سوريال
عندما كان يمر من بعيد فيرى تلك السيارات السوداء وهى تعبر فى صفوف بدقة وتفتح لاجلها الابواب ،ويهبط من فيها بثقة ،يسيرون ببطء حتى ذلك المدخل الواسع هناك والاضواء الباهرة الساطعة منه ،لم يكن يشعر بالتذمر لانه كان يقول ينبغى لهذا ان يحدث ..لم يعتد صالح التذمر ولا مرة فى حياته وعندما كان يجلس فى الليل مع اصحابه امام ذلك الكشكش الصغير على ناصية الشارع الواسع ينتظر زبائن اخر الليل للبضاعة المخصوص ،لم يشعر بالحسد ولا مرة بل كان ينهر من فى اصحابه يرفع صوت التذمر عاليا ..ذلك ان صالحا لم يكن يرى فى ذلك الا انه الصحيح فلايجب لصالح مثلا ان يترك كشكه مثلما هم اصحابه فى اكشاكهم الصغيرة ايضا وعندما كان يبيع البضاعة المخصوص لم يشعر سوى بان وفق لان يبيع لهم وهم يسيرون مسرعين فى اتجاه البوابات الواسعة هناك حتى اليوم عندما شاهد مظاهر الاحتفال فى اول النهار تستعد لمدعوى الليلة ..كان يشعر بالراحة ذلك انه كان يعتقد ان كل شىء على ما يرام وعندما كان من اصحابه من يثمل فى الليل ويعتقد انه بامكانه سرقه البهو الواسع وسكانه ،كان ينهرهم فيزعق اصحابه لما ايقظتنا من حلاوة ما تذوقنا ...لكنه قال بل يجب هنا ان تستيقظوا البهو الواسع هنا قبل ان نولد نحن ونحن عندما ولدنا وجدنا هنا امام اكشاكنا فاياكم ان تنسوا هذا ابدا ..لكنه يعود لينهرهم فى الليلة التالية اذا انهم يعودوا للنسيان ..وعندما علم بتلك السرقة وان الاضواء انطفأت شعر بالخوف قال سرقة سرقة كان من اصحابه من يهللون ..ولكن اليو عاد البهو من جديد وعاد صالح للجلوس فى ذلك الصباح نهره الحارس وكان ان يصيبه فى وجه لكن صالح لم يحزن كان هناك غضب من اصحابه فاذا به يجلس على الارض يلعق حذاء الحارس حتى تبين من انه عاد يلمع من جديد فتبسم الحارس له ونهض صالح يجلس جوار كشكه ..وهاهى الالوان تضىء من البهو يسمع مع صوت الرياح بعض الموسيقى ربما تعلموها فى ذلك المكان صاحب الاسوار اما هو فاخبره ابوه ان هذا المكان ليس له قال له انظر ما يهم هو التراب والسور والبهو يوم ان يحتاجك يا صالح فانه عملك انت هنا جوار كشك لاجله احفظ لاجل السور والتراب والبهو ..يتذكر مرة انه اخطا وسأل وماذا عن صالح واصحابه ..دمعت عيناه لقد تألم ليلتها عرف كيف شعر والد صالح عندما امسك خده ايضا بسبب ألم مماثل امامه من حارس ولكن تذكر يا صالح ما انت سوى تراب والتراب اهم كان يبكى لا افهم انا لحم وجلد وعظم لست تراب فحسب ..
كان يجلس ليشاهد من دون اصحاب لانهم يشكون جاء زبائن اخر الليل لبضاعتهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق