الصفحات

2016/05/13

لعبة الكراسي.. بقلم: مارينا سوريال

لعبة الكراسي 
مارينا سوريال
الفصل الاول
غرفة بها منضدة وعدة كراسى اضاءتها ضعيفة تخفى اثار الجدران المتهالكة من الجوانب والكراسى القديمة يسمع صوت اقدام تتقدم بهدوء وبطء  مستغلةالظلام تتجه نحو الباب فى حركة متعجلة فلا تتقن الهدوء وتغلق الباب من خلفها بينما قدما اخرى تخرج الى الظلام تراقب الباب وهو يوصد فتتارجع وتجلس على احد الكراسى المتهالكة شبة مترنحة يضم الجالس على الكرسى ركبتيه نحو صدره يدفن راسه فى وسطهم يهتز والاضاءه الخافتة معه تهتز تعطى الظلام اكثر من النور
المكان غرفة معيشة
الفتاتان تجلسان من بعيد فى الظل تعلقان بينما يجلس هو على الاريكة يشاهد التلفاز
يصرخ :هل انتهيت؟
تجيب:اقتربت انتظر قليلا ..
يسمع صوت صراخ طفل
يصرخ:ألا تسمعين
تلعثمت:حسنا اصبر قليلا
تتحدث الاولى الى الثانية
ألم اقل لك ..حدث
لا هل انتهى كل شىء الان
مثلما اخبرتك
ولكننا كنا هناك معهم فى ذلك الميدان …
يسمع اصوات حشود الميدان
تكمل:لا يمكن لقد تعاهدنا على عدم الجلوس ثانيا انظرى اليها ..لقد وعدتنا
الثانية:اسمعى لقد حاولت انا اعرف
قاطعتها :لا لم تفعل ما يكفى .كان عليها هى ان تصرخ بصوت مرتفع مثلى استمعى
تنهض تقف بجوار الرجل على الاريكة بينما هو لا يشاهدها ويتطلع صوب التلفاز
تحاول الصراخ …تحاول اكثر لا يخرج الصوت لا يتحرك احدا بينما الاخرى ضحك هناك تقول فى وسط ضحكتها:يكفى عودى
تحاول الاخرى لكنها تفشل فى النهاية تعود تجلس جوار الاخرى فى الظل
تقول الاولى للثانية متعجبة شاردة:انت تبكين ؟!
الثانية :لالا افعل بل اصرخ
تجيب بشرود لا تبكين هل هذا صراخ ؟؟يرفع صوت التلفاز
اسمعى انظرى انهم نحن هناك ..توقفت عن البكاء ونظرت لها :ماذا؟
نحن عندما جلسنا هناك انظرى التلفاز
نعم هيا نادى على الاخرى لا تزال فى الداخل متى ستخرج ؟..
لااتركيها لن تفعل
يسمع صوت الفتاة الاخرى ياتى :اخفض صوت التلفاز لا احب سماعه
يخفضه فى تذمر ويدير الشاشة
يرتفع الضوء تختفى الفتاتان
تخرج الاولى  حاملة اطباقها تضعها بعصبية على المنضة ينهض الرجل متكاسلا من على اريكته عينه على التلفاز يجلس على الكرسى المواجه لها بينما تعطى ظهرها للتلفاز
يرفع عينيه من التلفاز الى الطبق ياكل فى سرعة تتمهل فى طبقها يقول:ليس عليك الذهاب غدا
ترفع عيناها اليه بازعاج :ماذا ولكنك قلت
نعم نعم اعرف ولكن تعرفين انه لا يناسبك فقط انظرى انا اعرف انه لن يناسبك لن يسعدك صدقينى انا اعرف استمعى الى صوت ابننا انه يبكى
تنهض من امامه فى بطء يكمل طعامه فى هدوء
اضاءة قوية المنضدة ومن حولها المقاعد  والجدران عادت جديدة
تدخل الفتاةالتى كانت فى المطبخ ولكنها اصغر سننا مسرعة تجلس على كرسيها المعهود من حول المنضدة واطباقها الموضوعة
يدخل الاب والام يدخل الاخ يجلسون من حولها
يقول  الاخ بهدوء :ساخرج غدا الى الجامعة ..ينظر الاب الى ابنته تخفض عيناها فى هدوء وتكمل طعامها ..
تدق الساعة تنتفض تنظر الى عقاربها تعقد حاجبيها يقول الاخ :هيا انه موعد عملك ..
ترد: اعلم ان جامعتك غدا فى الصباح ستجد ما تريد ..تنهض متثاقلة بينما الام تتناول طعامها فى صمت ..


جلست فتاة على كرسى الضوء مسلط عليها هناك صوت البحر يجلس جوارها شاب
تلعثمت :تاخرت على عملى
قال:ابقى قليلا دائما ترحلين مسرعة
ردت :لا يمكننى ربما
التفت من حولها
رد:لن يرنا احد
قفزت من مقعدها ماذا اذاشاهدونا
لن يفعلوا
وان فعلوا
لن يفعلوا
تقول :الا تقلق انت من الجانب الاخر لست شابا اجلس معه وحسب
بصمت لا يجيب ترحل فى توتر

الاضاءه منخفضة الفتاة جالسة على كرسى فى قلب الضوء بينما هناك الفتاتان جالسات على مقعد مرتفع يراقبانها من بعيد اصوات زغاريد ترتفع وضجيج ياتى من خارج غرفتها المكونة من ذلك السرير والكرسى الذى تجلس عليه
تتحرك احدى الفتاتان وتقترب منها جاذبة معها الضوء الضعيف اليها تدور من حولها بينما الفتاة على الكرسى ممسكة بقضيبى الكرسى من الجانبين وهى تهتز الى الامام والخلف على ذلك الكرسى الثابت ثم تعود الفتاة الاولى لتجلس جوار الثانية فى الظلام ويدور الحديث بينهما مسموع مع اصوات الضحك والضجيج والضوء على الفتاة وهى تهتز
الاولى :انهم يحتفلون بالخارج
الثانية :لم يدعوها احدا
الاولى :من هنا ..من هنا بدات تذكرين ذلك اليوم عندما كنا نجلس سويا وهى تقص علينا ما حدث
نعم نعم عندما قالت ان حينها قالت لا
تهز الاولى راسها :صحيح ..اتعتقدين انها غاضبة لان راتبها باكمله كان يذهب لاخيها وهو يكمل فى الجامعة
هى من قالت نعم ولم ترد ان تكمل تعليمها فلما تغضب الان برأيك
لاقالت لنا انها ارادت ..تعتقدين انها غاضبة لان المال الذى لها لم يكن لها
نعم سعدت بالمال اكثر اعتقدت انها ستكون مثل اخيها الان
مثله لكنه لا يعمل
ستضاهيه أليس ولدا
نعم ولكن انتظرى انا ايضا لست من هنا ..انظرى الى لونى انا لست بيضاء مثلك ولا سمراء مثلها انا اجمع ما بين اللونين ..تصمت
ولكن انا مثلها
لماذا انت بيضاء بل انا مثلها
لا اتعرفين انت محقة كلنا مثلها ..هل ستخرج لهم الان
لا لن تفعل لم تقل لنا هناك انها ستفعل ذلك حينها
هل ستتركه ؟
من ..قالت له انه ليس منهم انه من اخريين لن يقبلوا به
تعتقدين انها سخرت منا هناك عندما كنا جميعا سويا
يرتفع صوت صخب من الميدان تلك المرة ليغطى على صخب الحادث خارج غرفتها
تقول الاولى للثانية :هيا اذهبى اهمسى بجانب اذنها اخبريها انه لا باس يمكنها ان تككمل مثله ..يمكن لكل شىء ان يتغير الان
تنظر الثانية للفتاة وهى تهتز:اذهبى انت واخبريها بذلك انت من كنت يخبرها بكل شىء سابقا ..اتذكرين
تقول الاولى  بنفاذ صبر:متى ستنهض؟

الاضاءة مرتفعة الفتاة الثانية تجلس على مقعد فى المنتصف امامها منضدة تنظر الى الجمهور تحاورهم هم تسأل وكانها تتلقى اجابات ثم تقرر الهبوط وسط المقاعد المتفرجين لتتجول بينهم تتحول الاضاءه من المسرح الى المقاعد مشاهدين صامتين تتجول فى الطرقات وهى تلقى بمزيدا من الاسئلة ولا تتلقى الاجابات
من انتن هل تعرف واحدة منكن اجابة ؟
انت نعم انت ايتها الشقراء بالخلف اسمعك هيا اجيبى
لما لا تتحدثين انت هنا والاضاءة والجميع تحدثى ..لا لا تريدن هل لديك صوتا مثلنا حسنا
انت انت هناك صاحبة الغطاء بالخلف نعم صاحبة اللون الابيض هناك اجيبى انت عن السؤال ..ماذا لما لا تعرفين ..ماذا لا اسمعك ارفعى صوتك قليلا..قليلا بعد لايزال منخفضا ..لالا يزال منخفضا كثيرا ..
حسنا اخرى هل هناك اخرى ترغب هنا فى الحديث دون ان اختارها انا ..هنا والان انها فرصة هل من ترغب فى الحديث ..
تدور وتدور تنتظر اجابات ثم تصعد الى منضدتها من جديد وتنطفىء الاضاءة تدريجيا…

اضاءة منخفضة منضدة مقعدين متقابلين يجلس الشاب على اليمين بينما الفتاة على الشمال
انت لا ترغبين فى مزيدا من التضحية ؟تعرفين اننى اصنع هذا لاجلك كله ..
لا انت صامتة اخبرينى انا اتحدث بينما انت لا ..قلت لك الكلمة التى اردت بينما انت لم تنطقى بها ..قلت لا يمكنك اخبارهم بى لماذا لاننى اخر ..حسنا وانت اخرى بالنسبة لى انا ايضا ولكننى اخترتك انتظرت ان تقولى نعم بينما انت صامتة ..هل تفكرين فى قريبك هذا الذى اخبروك بشأنه لما لانه مثلك
تذمرت وتمتمت بحروف

قال :ماذا قولى لهم لا لا باس
قالت فى ارتباك :انه عالمى لا استطيع ان افقده الان بتلك السهولة
سهولة هل هذا هو ردك تذكرين ذلك اليوم عندما تقابلنا لقد انقذتك ..حياتك اتذكرين ..قولى لهم هذا ..
ماذا لا تقدرين الان اخيك قد اصبح يعمل فى جامعتة ليسوا بحاجة اليك ..وانت لست بحاجة الى العمل بعد الان و لا الجامعة سيكون هناك بيتا..صدقينى ان اعلم  لا تثقين ..قولى لا تثقين ..حسنا ساتركك وانت امامك الخيار قولى لى  نعم او لا ولكن فكرى جيدا انت لا تريدين البقاء هناك وانا ضحيت كثيرا ولا زلت اتحمل لاننى اعرف انك لى انا منذ البداية …
تمتم ببضع كلمات غير واضحة ..

اضاءة مرتفعة فراش كرسى تنام الفتاة على الفراش من دون حراك تجلس امراة الى جوارها وتقف اخرى من الناحية الاخرى انها تسمع حديثهم ولا تنطق ترمش بجفونها فى ضعف
تقول المراة الواقفة الى جوارها :ماذا كان ينقصها لتفعل بنفسها هذا ؟
تجيبها المراة الجالسة :لا لا شىء لا ادرى ماذا اصابها
تقول :هذا يحدث لانها كانت بمفردها لا يجوز ان تكون بمفردها ان ذلك الشاب الاخر ..لا انه ليس منا ولكنها كانت بمفردها
تنكس المراة الجالسة راسها:حمدلله لقد عرفنا مبكرا
تجيب الاخرى:لا تقلقى لقد فعلتم الصواب انها لا تعرف ماذا يجب ان تفعل ولكن هناك من يخبرها الان ؟ماذا تريد اكثر من ذلك ..سينسى الفتى الاخر انه منا وقد قبل لا داعى للقلق من الان هى ليست لكم انها له هو سيتدبر امرها …

اضاءه خافتة بالكاد يرى من خلالها ظل شبحين من خللف الستار بينما على الجانب الاخر من الغرفة المتهالكة بلا اثاث طفلين نائمين طفل وطفلة جوار الحائط متابطان يرتعشان من البرد
تراقب الفتاة الستار ثم تعود لتغمض عيناها بقوة ..تشعر بانها تريد قضاء حاجتها تتحرك وهى واضعة ذراعيها من حولها تاركه الطفل الاخر لا يزال يحاول النوم تدخل الى الحمام فى الجانب الايمن ينهض شبح من خلف الستار خيالا يتبعها ويدخل من خلفها …تظهر اضاءه خافتة على وجه الفتاتين الاولى والثانية واقفتان جوار الجدار الاخر يراقبان الفتى النائم بينما يسمعان صوت صراخ مكتوم من الداخل تحاول الفتاتان احداث صوت فى الغرفة لكنه بلا جدوى ينطفىء الضوء عنهما ثم الاضاءه الخافتة لتغرق الغرفة فى العتمة المظلمة


اضاءه ليلية اصوات سيارات تعبر الطريق مسرعة الفتاة الصغيرة جالسة جوار الجدار فى يدها مناديل ترتعش من البرد ترتجف كلما سمعت اصوات سيارات مسرعة قادمة نحوها تلتصق بالجدار اكثر تقفز من ذلك الجدار لاخر وكان السيارة تقف امامها الان وتتقدم لتدهسها وهى تصرخ ثم تستكين جوار الجدار من جديد
اضاءه ليلية
الفتاتان الاولى والثانية جالستان ومن امامهما شاشة بيضاء موضوع عليها العلامة صفرا
تقول الاولى للثانية :ماذا سنقول عنها منذ الان؟
ترد:سنلقبها بالفتاة الصفرية اسمها وهى به ستدعى من اليوم فصاعد
تقول الاولى:حسنا ولكن اتركى الشاشة مضاءه ربما عادت ارقامها ترتفع من جديد لا تنسى انها كانت واحد فى السابق والان انخفضت
تهز الثانية كاتفيها فى استسلام :حسنا ولكن ستضاء الشاشة عبثا وستظل هى الفتاة صفرا

اضاءه ليلية
فراش فى الناحية اليمنى وجدار شارع فى الناحية السفلى وفى المنتصف يوجد نافذة
اضاءه خافته على الفراش بينما تجلس عليه الفتاة صفرا على طرف الفراش المواجه للجمهور بوجه جامد قطرات دموع تسقط من عينها اليمنى بينما هى ساكنة لا تنتحب بينما فى الطرف الاخر المظلم من الفراش يجلس الشاب انه لايتحرك ثم يبدا فى التحرك ببطء ليدخل فى دائرة الضوء المواجه للجمهور
بينما فى الطرف الاخر لاتزال تجلس الصغيرة مستندة على جدار الشارع  تحاول الحركة باحثة عن دفء ترتعش وتحتضن مناديلها بينما نصف الشارع "المسرح"هادىء اما الطرف الاخرجانب الفتاة ينخفض الضوء فيه لنرى شبحان متجاورين على الفراش بينما اصوات السيارات المظلمة لا تزال مرتفعة وهى تضرب الارض ببقايا المطر عليها محدثه صوت تساقط المياه ونوافذ توصد تتجول الصغيرة بعيناها عليها وهى تغلق وتتطلع فى تلك النافذة الاخيرة قبل ان ينطفىء ضوئها ويعم السكون

اضاءه مرتفعة وضح النهار
المسرح منقسم بين تجمعين على اليمين فتيات بعضهن جالس والاخر واقف حاملات لافتات
بينما تجمع شباب فى الناحية اليسرى ومعهم لافتاتهم
فتاة:هيا هيا ارفعوا الصوت اكثر نريد بعض الحقوق
يتقدم شاب:هيا ارفعوا اصواتكم لدينا حقوق نريدها
تصرخ الفتاة اكثر ياتى الصوت من الطرف الثانى اقوى
تتقدم الفتاة لتقترب من الناحية الاخرى حاملة لافتاتها تصرخ:نحن نريد حقوووقنا ..تصمت ثم ترفع صوتها عاليا :انا انساااااااااااااااااااان
يتردد صوت الاخريات :انا انسااااااان
تكمل الفتاة:سمراء بيضاء نحيفة سمينةغنية فقيرة جميلة قبيحة انا امراة انا انسان
يسمع صوت زحام ارتطام اصوات متداخلة الاضواء تعلو وتنخفض الجميع متداخل

اضاءه نهارية
الفتاة الثانية تجلس على مقعد فى مكتب هناك كراسى وفتيات جالسات على كراسيهن بجوارها تتطلع اليهن من الحين لاخر
راقبتهن وهن يخرجن واحدة بعد الاخرى تمضى من امامها
فى ذلك الجدار امامها شاهدت بوسترات لفتيات مثيرات راقبتهن واخريات يدخلن الى الباب المجاور للبوسترات
تراجعت على كرسيها للخلف ثم نهضت ورحلت لم يلتفت احد اليها واكملن الدخول تباعا

اضواء ليلية
الجدارن المتهالكة الستائر بالخلف تحجز بين الجانبين طفلا نائما جوار الجدار ممسك معدته وكانه يتضور جوعا .رائحة دخان ترتفع رجل يدخن امراة فى الناحية الاخرى محتضنة ركبيتها تنظر له بخوف ثم تستدير لتراقب الصغير بينما تدخل الفتاة الصغيرة اليهم ممسكة مناديلها
ترتفع الاعين اليها يفتح الصغير عيناه على لفتها التى تحتضها تراقبها الام ينهض الرجل يقترب منها ينزع لفتها يبعثرها على الارض مناديل يتمتم تتراجع منه تسقط على ظهرها يهم بمد يده اليها .ترتفع الاضواء وتنخفض بينما تركض الام عليها حاملة عصا فى يدها تضرب بها على راسه يركض الصغير الى الخارج تتراجع الفتاة تنظر الى الام ثم تنهض وتركض هى الاخرى سريعا تعود الاضواء ليلية ثابتة


اضاءه نهارية
غرفة بها كراسى وكومدينو موضوع عليها صورة تقترب منها الفتاة صفرا وتتطلع اليها
كانت ترتدى ملابس متسخة وبها غبار وحبات العرق تعلو وجهها اخذت تتطلع فى الصورة اكثر .تراجعت شهقت قطرات من الدم الاحمر تتساقط نت عين السيدة فى الصورة تجمدت الفتاة صفرا فى مكانها انخفضت الاضاءه الى الليل توقفت الدموع الحمراء عادت لتقترب من الصورة تحسستها تراجعت عادت لتمسح الغبار

اضاءة ليلية
الفتاتان الاولى والثانية كلاهما فى ناحية مختلفة من المسرح ومن خلفهم فى منتصف المسرح الشاشة المضيئة
الفتاة الاولى تتحرك فى نصف دائرة الجانب الايمن من المسرح :لا تزال صفرا اتعرفين ربما نكون مثلها كلانا صفرا ايضا
تسير الثانية فى حركة نصف دائرية فى النصف الاخر من المسرح وهى تقول :لا انا الثانية لقد بذلت مجهودا لاصير الثانية لايمكن ان اقبل بان اصير صفرا ..لا تنسى انها خالفت الوعد لقد خانتنا وباعتنا ايضا ..يا اولى انها لا تشعر بانها خانتنا وكانه امرا طبيعى ..لقد ألقت بنا من اجله وفقط والان انطرى لها
تتطلعان الى الشاشة البيضاء فيشاهدناها وهى تمسك الصورة وتمسح الاطار من الغبار وهى ممتلئة بالاتربة
تقول الاولى :انظرى لها لقد حاولت
ترد الثانية بغضب:لما تدافعين عنها الان ..قلت لقدخانت ..افشت اسرارنا لم نكن اصحاب اهمية بالنسبه لنا فالقت بنا فى قارعة الطريق ولكن انا مسرورة اتعرفين لماذا ..لانهما لم تحصل على ما تريد فى النهاية ..نعم حصلت على اخر تكره..تلك نهاية الخيانة العادلة
تتحرك معا كلاهما من نهاية المسرح من الناحيين وتلتقيان معا فى المنتصف تحت الشاشة البيضاء وهن يرددن:تلك نهاية الخيانة العادلة .

تقف الفتاة الاولى امام اضواء لافتات المسرح وكانها فى نهاية الشارع
 تصرخ :انه مسرح..
مسرح
يد اخرى تجذبها بعيدا شبح ملامحه غير واضحة عيناها على الاضواء قالت فى سرها :ساعود

اضاءه نهارية
تركض الفتاة صفرا فى منتصف المسرح من حول المنضدة و3 كراسى بينما الشاب يركض من خلفها يحاول امساكها
يقول :قلت لا
ولكننى اريد الذهاب
نحن لا نذهب الى هناك
ولكنك قلت انك تريد الذهاب
هذا انا ولست انت
لما وما الفارق رايت كثيرات وسمعتهن وانت كنت معى
قلت انت لا
لا لم تقل لماذا ؟اريد الذهاب
توقف عن الركض نظر اليها :اخاف عليك
ابتسمت:لا باس ساكون بخير
عاد وجه للغضب:قلت لا
قلت انك خائف
لا لست خائف بل انت لاتستطيعين ماذا تظنين انها نزهه
لا انا اعلم انها ليست كذلك
بلى لا تدركين لو كنت تعلمين حقا لفضلت البقاء فى بيتك ..لما لا تستمعين انا ساذهب عوضا عن لاكنا وانتى ابقى هنا وانتظريينى
لا:صرخت
لما لا كثيرات يفعلن هذا
نعم ..ربما ولكنى اريد الذهاب…
تحرك من امامها تراجعت من امامه انزوت فى احدى الاركان بينما تسمع صوت الباب ينغلق من خلفه تسقط جوار الجدار تضم ركبتيها اليها يظلم المسرح من جديد

اضاءه ليلية يوجد كاشفات اصوات تاتى لحشود من بعيد بينما تجلس ثلاث فتيات على الارض متجاورين من خلفهم خيمة بيضاء كانت الفتاة صفرا واولى وثانية

M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق