الصفحات

2016/05/25

لعبة الكراسي الفصل الثاني بقلم: مارينا سوريال

لعبة الكراسي 
الفصل الثاني 
بقلم: مارينا سوريال
حينما تطالع فصول تحرير المراة العربية وتاريخ النضال النسائى لسنوات طويلة منذ القرن التاسع عشر حتى الان وتنظر بعين مدققة الى الاسماء التى حفرت اسمها فى درب طويل ملىء بالعقبات التى طالت الكثير منهن وكتبت على بعضهن بالفناء والتجاهل والقتل عدة مرات بعد  المعاناة مع القهر والجهل والتخلف المجتمعى الذى انحيا فيه فاذا بنا نحن قبل الاخريين لانعرف عنهن شىء ..كم شعرت بالخجل وانا اتحدث عن مرحلة ولا انصف فيها كثيرات منهن بعضهن قتلهن المرض والتجاهل واخريات اخترن الانتحار ردا على عالم عبثى فوضوى يحيا رافعا راسه فى وجوهنا غير مبالى بما نكتب او نفعل ..قليلات فقط من استطعن النجاة مثل الدكتورة نوال السعداوى التى لم تضحى بالكتابة فى سبيل شىء حتى اختارته فوق حياتها الشخصية لان الكتابة كانت الحياة ذاتها بالنسبه لها فيما كانت الكتابة على طاولة المطبخ قدر اخريات ..ولكننا الان ربما اكثر حظا من السابقات بفضل التكنلوجيا التى امدتنا بشبكة من التواصل الاجتماعى والانترنت بما يكفى لحفظ وارشفه الكتابات الجادة ربما اكثر من الكتابة الورقية التى مثل غيرها لانجيد الحفاظ او الاهتمام بها ربما واجهت الكاتبة العربية فى الماضى ظروفا فرضها واقعها التاريخى والجغرافى عليها ولكننا الان اصحاب مسئولية اكبر فى ظل التراجع الفكرى للمراة العربية فليس وسيلة افضل من العبور لعقولهن سوى عبره فقط علينا سبر اغوار العالم غدا لان التكنلوجيا هى طريقة الوحيد والانقلابات الى حدثت فى صناعة الكتب والنشر فى العالم خير دليل على هذا فقط علينا ان نرمى البذور الاولى فى الارض وغدا سوف تطرح لنا الفكر والحرية
.اضاءه نهارية الفتاتان الاولى والثانية جالستان على الارض من خلف القضبان منكسات الراس فيما تدخل الفتاة صفرا عليهم وتقف امامهن
تهمس الفتاة صفرا:اسفة
هل خذلتكن
ترفع الفتاة الاولى راسها ببطء ولا تجيب
تكمل الفتاة صفرا  حديثها للفتاة الثانية :وانت اعلم اننى خذلتك كنت تدافعين عنى دائما وانا لا استحق
رفعت الثانية راسها لها وابتسمت لكزتها الاولى بعنف
قالت صفرا كنت مخطئة قدجئت اجدد نزورى اليكن ..اعلم لا تصدقان ولكن ساثبت لكما تلك المرة لن افعلها ثانيا لم يعد هناك ما يهم اكثر منكن ..كنت مخطئة الا تسامحن
رفعت الاولى راسها :نحن دائما نسامح ولكن هل انت صادقة
اجابت بحرارة :نعم صادقة صادقة
حسنا اذن اذهبى لتلك الشاشة وابحثى انت عن ذلك الشريط واعرضة انت عليهن ..هل تعدين بذلك
نعم اعد اعد سافعلها واكسر الشاشة البيضاء سافعلها هى من اخبرتنى ان عليه كسر العهد وقد صدقتها وعليها الان ان تدفع الثمن مثلى
تقترب الفتاة صفرا من مقدمة خشبة المسرح فاتحة ذراعيها
اعدكم اعدكم تلك المرة لن اخذلكن ابدا ساكسرالشاشة البيضاء ..ساكسر الشاشة البيضاء
                       
اضاءه نهارية
 
كان هناك سرداق وقفت فيه الفتاة الاولى والثانية متجاورتين وجوارهما كراسى خالية
 
تمتمت الثانية :هل ستاتى صفرا
لكزتها الاولى :ايتها البلهاء كيف ستاتى سرداق من هذا اذن
 
ولكن ماذا قالت انها  ستحضر
 
لا انها تتراجع دائما تعد ولا تفى هكذا هى وعاداتها
 
ولكن هل ماتت حقا؟
 
تتعجب الاولى :تسألين من شاهدها  تموت اذن
لست ادرى لست ادرى لم ارد ان اشاهد هذا هى من فعلت ذلك بنفسها بعد ان خالفت العهد من جديد
 
قررت الا عودة او اعتذار تلك المرة ولكن لماذا لماذا تراجعت اخبرناها اننا سنقف معها
ردت اولى بحزن :ربما لم نفعل بما يكفى لك فاضطرت الى التراجع
نظرت لها الثانية مبهوتة:انت انت من تقولين هذا
 
نعم انا من تفعل
 
ولكن لماذا
 
لان الباقيات لم يكن هنا ايضا وهل نسيتى الشريط اردته اكثر من اى شىء
 
لماذا
 
لانه من سجلت فيه كل شىء انه البداية وقد اخبرت الجميع بذلك فكيف اسكن ولا ابحث عن الشريط
كيف لا اسرقه ولا اقوم بعرضه هنا على الملا وامام هؤلاء المتفرجين السعداء
انظرى اليهم يبتسمون لقد اشرنا لهم ولكننا فى سرداق عزاء اصمتوا احزنوا لا تبتسموا ان صفرا قد قتلت
نعم انها لم تقتل نفسها بل قتلت
 
ولكن اولى من فعلها منهم اخبرينى
 
دائما تسألين يا ثانية وانا لم اعد لاجيبك انت عليك ان تعلمى تلك المرة بمفردك
 
اضاءه نهارية
غرفة معيشة
وهناك سرير صغير على الجانب المظلم من المسرح
عاد من يوم عملا مجهد ،كان يزفر كعادته
دائم متبرمه فى وجه،لا يلتفت لها وينظر للصغير،تسحب الاكياس البسيطة التى احضرها معه فى تبرم،يتحرك الى السرير يلقى جسده ويذهب فى  للنوم
تنخفض الاضاءه ليلية
يستيقظ يجدها جواره على السرير يهبط الى الجدران يتحسس الشهادات المعلفة هناك يقف جوار كل واحدة
منهم يتحسسها بيده ويقترب منها بانفه يتشممها كانوا كثر على الجدار فاستمر يمر على كل واحدة وكانه يلقى التحية عليها ثم يعبر الى الاخرى جوارها وعندما انتهى الجدار التفت وعاد ببطء الى فراشه استلقى جوارها واغمض عينيه
انخفضت الاضاءه اكثر ثم انطفئت
اضاءه ليليلة
الفتاتان الاولى والثانية جالستان جوار الحائط بينما الثالثة تتجول على المسرح بمفردها وهى تصرخ
انا المدعو شىء ..نعم شىء..لا تنظر لى اكمل الكتابة ..وانت هناك اكمل ما فى يدك من اوراق....المدعو شىء والمدعو سابقا ..امين ..وسابقا نزيهه..ومن قبلهم كنت....انتظر لا اتذكر لايهم ....كنت انسان ما والان صرت مجرد شىء ..اى شىء..تضعه على رفك على الكومود..على مكتبك او تلقيه عنك بعيدا حتى فلست ابالى ولا احد يبالى لانى ببساطة مجرد شىء....الان اتذكر الالم الذى كنت اعانيه عندما دعونى امين ...اووف....الم فى الصباح لاينتهى بالابتعاد عنهم والهبوط الى الشارع بل يستمر معى الى المساء....اعود به الى فراشى ...ادثره معى بغطائى....
كان لى اطفالا لم اعرفهم
كان لى اطفالا لم اعرفهم وزوج عرفته حسب مااراد هو ....لم احب الصراخ يكفى اطنان الصراخ التى كانت تملىء اذنى طيلة الوقت ....قالوا لى ففعلت ..افعل ففعلت فقالوا نزيهه...لم افهم لكنهم ساعدونى ان يقل الصراخ فى اذنى ....استمريت نزيهه كما احبوا....
ضحكوا سخروا لم افهم قالوا شىء..قلت ماذا؟
شىء انت شىء..
علمت انه احبوه عن نزيهه ....فصرت شىء....كان الذى يكتب لى لا يزال مدعو صادق وكان لدى مكتب واسع عليه يجلس ايوب وفارس وحامد...يتصارعون على منضدةذات كرسى ...يتقاسمونه...يصرخون...فيجلسون على المنضدة سويا ثم يصرخون....ربما كانوا يلعبون لعبه الكرسى

الاضاءه ليلية
الفتاة الصغيرة تقوم بالحفر بينما الاولى  والثانية تراقبانها مرغمات
الفتاة الصغيرة :
استيقظوا جميعا هيا ...لا وقت للنوم او الاكل او البكاء او الوداع ...هيا تحركوا  امامى ..كل هذا الوقت اعد تلك الحفرة الواسعة اتعتقدون حقا اننى ساتراجع عنها الان هكذا وبكل بساطة لانكم تبكون وتتاسفون والى ذلك ...اليس كذلك؟
هذا ما تتوقعونة..لا لن افعلها ولن اتراجع لقد اتخذت قرارىمنذ وقت وليس من شانكم سؤالى
قالت الثانية وهى ترتجف :الا تشعرين بقليل من الندم
ندم على ماذا فعلت ما طلبته منى ..كل ما امرتنى به ..ولدت لك عبدة وعشت فى بيتك الواسع حتى صرت انت كهله عجوز تتطلعى فينا باستهزاء.....علما اندم على اطاعتى لك ؟
لم تفهمينى قط ولا يوم فلا ترفعى صوتك وتقولينى اطعتك ......
صرخت لا ..لا غير صحيح لا يمكنك قول هذا الان ..لقد اطعتك ..اطعتك حتى النهاية الان ...الان حيث اذهب للحفرة التى صنعتها من اجلنا  من اجل عائلتك ايها العجوز المخرف....نعم مخرف انا اعلم اننى ساموت وعلى يديك لكننى اقولها انا لم اخطىء بشىء فى حقك ...قلت يسارا سرنا يسارا ...عدلت وقلت يمينا تبعناك ..لم نقل تخرف..او تستهزىء بنا...او لا تعلم ....صمتنا وفعلنا فحسب......
انا ربيتك  قالت الثانية بعد ان اصبح صوتها عجوز اخذتك فتيه وكبرت ...حتى صرت اكبر من عمرى ذاته.....والان تقولين لا لم تفعلى شىء من اجلى ....
زجرتها الصغيرة اصمتى لقد ضاع وقتك معى ..غبية ..عنيدة  ..دون فهم .
 
 
جلست الفتاة الثالثة فى الظلام ومن امامها كان خيالاها ينظر لها عبر الجدار الاخر
ماذا عليه انا فعل الان اخبرينى
الخيال ثابت  لايتحرك
تقول الثالثة لقد رحلن الاولى والثانية وانا لم اجد الشريط بعد لما كان عليه ان اعد هيا تحركى اخبرينى بما عليه انا افعله الان
تصمتين الان
تنهض الثالثة وتقترب من الجدار الاخر حيث خيالها ثابت لا يتحرك
هيا انطقى بكلمة كلمة واحدة تكفى اين الشريط انت فقط من كنتى حاضرة هناك اخبرينى والان
الشريط اين
انظرى
تنهض الثالثة وتدور حول نفسها وهى تقول الشاشة البيضاء تلتف من حولى انا الان تحدثى انها تخنقنى
تدور الثالثة من حول نفسها ويداها مكتفتين من حولها
تصرخ هيا تحدثى اين اضعتى الشريط ايتها الخائنة دائما هناك من يخون من ينجو فى النهاية ولكننا اردنا فعل هذا لقد اخطئت معى الاولى والثانية و اخذتا العقاب الذى استحققنه والان انتى معهما تصمتين
حسنا ايها الخيال سيضيع الشريط
تنفجر الثالثة ضاحكة وهى تدور من حول نفسها والوثاق يشد جسدها النحيل اكثر
تنطفىء الانوار

هناك تعليق واحد: