الصفحات

2016/06/01

سيجارة حشيش اخيرة!.. قصة بقلم: حسام الدين يحيى



سيجارة حشيش اخيرة
حسام الدين يحيى
سأموت وحدى وزجاجة النبيذ بيدى، جدران متهالكة، وأزهار ذابلة، وأرق مستمر كلعنة فرعونية. سأموت فوق البحيرة وسيتحطم من حولى العالم، وستأكل من جسدى المثخن من جراح الحب... ومعارك الفضيلة، تلك اسماك الملونة، وحدى سأظل لأشهد النهايات، ولا أحد سوف يفتقدني سوى أسماك البحيرة.. الملونة .

(1)
تبطيء الأنفاس، يتوقف الجمع كلوحة جامدة ..ماذا يحدث..؟!! الجمع يتسائل ..؟ ، تتوقف هى عن النحيب، وجهه صارم يتحرك في سرعة، قبضته تحطم أسنانهم ... وذلك الوغد الذى حاول أغتصابها منذ قليل .. مثخن الجراح ووجه مهشم، يرفعه بيد واحدة، ويهتف بصوت جهور مرعب:
-هذا أخر مشوارك، سوف تظل فى السجن أيها الحقير حتى تتعفن اردافك.
يلقيه بقوة تحت أقدام رجال الشرطة، يكبلون يديه بالسلاسل، يكبلون قدمية ..يكبلون    فمه. يفرد قامتة الممشوقة وسط الجمع، تشكره ، يشكره ضباط الشرطة، يشكره المارة، تشكره المدينة، ويشكره العالم، يصفق الجمهور..وتنطلق الألعاب النارية .

-نخرج من قاعة السنيما ، أنا وهى ، متشابكى الأصابع ، متشابكى الأقدار-

يلتفون حولى، حبيبتى معلقة أعلى ذلك المبنى، أثق بقدراتى، أنا البطل سأهشم أرواحهم، سأكسر شوكتهم، ألكم أضخمهم فى وجهه بكل ما أوتيت من قوة، يسقط أرضا، يستشيطون غضبًا، تتمادى اللكمات والصفعات، أنثنى، أتكوم على الطريق أستجدى أحد المارة.
 يختلس النظر من بعيد .. ويكمل طريقه .

 تغلق النوافذ، يعمُّ الصمت، أستجدى أحد المارة.
يبتسم بأسنان ذئب ..يهز ذيله ..وينبح .
 تتشكل أمامي، ملقاة على الطريق، معلقة على اسطح المبانى،تتشكل بقايا منتشرة فى ارجاء، أسقط ولون الدماء يلطخ رؤيتي، أسقط وطعم الدماء فى حنجرتي، يخترق رئتاي.. يسرقون ساعتي، محفظتي، حليها، يسرقونها، أسقط ويسقط معي كل شيء.   
(2)
"حكمت المحكمة ببراءة المتهمين من تهمة القتل ..لعدم توافر الأدلة ".               
 أعرج باتجاههم ، ما أزال أتحرك مستندًا علي عكازي، أرفعه فى وجه أضخمهم أسعل...وأسعل.. ألتقط أنفاسى بصعوبة، يبتسمون، يسخرون منى، ويسخرون من رئة عليلة.                                                                      
أنا البطل، أساعد الضعيف والقوى، وأقتنص من اوغاد واشرار والحقراء، الذين يمتلئ بهم العالم، سأنظف العالم منهم، وسأرى العالم كما اريد .   
(3)

سيعلو صراخهم.. وسيعلو..، سيستنجدون بالجميع، سيسعلون، سيختنقون، سيتمددون على ارض فى ذلك الوكر الملطخ بدمائهم،خطتى محكمة ..بلا ثغرات، سأحرق الجميع ..حتى الأخضر واليابس سيحترق من بركان غضبى العاتى  .. أضخمهم سيحاول النيل منى، سأضربه بعكازى  سيصدر خوارا، سينتفض ويسقط، سأنحنى نظر فى عينيه، مصلوبة هى فى عينيه ، سأشعل النيران وليحترق الأوغاد،والأشرار،والحقراء. أسعل من رئة عليلة، ورائحة الدماء تتخلل أنفى وتختلط بطعم سيجارة  الحشيش  .               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق