الصفحات

2016/07/13

هي وانصاف الرجال بقلم: آيه حرب

هي وانصاف الرجال 
بقلم: آيه حرب
عدت من جديد أحمل أثقال خيبتي ... وأداوي جرح نفسي ... وأواجه الدنيا شارده متعبه... عدت أستأنف طريقي بدونه .. بدون الغريب الذي جاءني كبلسم لجروح غائرة سالفة ..كنسمة باردة في صيف قاتم ..ضم روحه بجانب روحي شاركني ضحكي ، همومي ، وأيامي حتي تفاهات فكري كنت ألقي بها إليه فأستريح ... أستجير به فأقوي علي ضعفي وأشعر أني لست وحيده في دربي ... حتي رعشة يدي ودقات قلبي قلقا انتصرت عليها وهزمتها به ..لم اخش منه ولم أتجنبه يوما ككل غريب ألقاه بل كل مخاوفي انتهت بقربه كنت أشكو اليه مني ومن غيري فيساندني ويسمعني ويبث في من روحه ... ثم تركني ورحل .. بلا مقدمات ولا مبررات .. أراد الرحيل فرحل .. لم كان الرحيل ولم كان القرب منذ البدايه لا أعلم .. وإني أتعجب وأتعجب يا الله لماذا لا تستقر الدنيا علي حال .. ولماذا يظل عقل الانسان يتذكر كل ما يوجعه .. ولماذا يأبي القلب الا أن يستعصي علي صاحبه ويلح عليه نزفا وحرقة... أهكذا نلتقي كغريبين ونقترب ونزداد قربا ثم نفترق ..أأبصره لحظه وأفقده دهرا !! أيقترب يوما ويبتعد ألف سنه ليلفني بعدها العدم ويطويني الألم أهكذا ينسحب من حياتي كطيف هارب كحلم جميل استيقظت منه علي عجل ..لا أدري كيف يومض في حياتك شخص كالبرق لحظات ثم يتركك باقي عمرك تتخبط في ظلام دامس ... رغم أني غرقت في وحدتي وحزني طول حياتي قبل أن ألقاه ..حتي قبل حياتي ان كان هناك قبل الحياه حياه .. الا ما شعرت بحزن قدر ما شعرته عند الفراق... لو كنت ظللت وحيده أبد الدهر لما تألمت و ما شكوت ...أما أن ألقاه وتزهر الحياه من حولي ويرقص كل شيء في عيني وتدق أنغام الكون في قلبي ثم أفقده فهذا ما لا أقوي عليه... لو كان سيئا لقتلت نفسي ندما وحسرة علي اختياري ولمحوته في لحظة من ضميري وذاكرتي أما أن يكون بقلب أبيض كقلب طفل .. وروح لا تهدأ إلا وقد امتزجت مع الناس بهمومهم وأفراحهم .. ووجه ملائكي مريح ، مرح تسعد به وبذكاء وعقل لا يستهان به رغم الشباب المبكرالوليد ..وأن يكون مثاليا نقيا الا معي أنا .. أن لا يتخلى إلا عني أنا فهذا ما لا أحتمل وما لا أطيق .. ألوم نفسي أني غرقت في أحلامي ونسجت من خيالي لنفسي أوهاما تمنيتها .. ما صممت علي كلمات صريحة منه أحدد بها قدري عنده ومصيري معه ....و أتخذها عليه عهدا ووعدا وميثاقا لأستبقيه .. ولكنني واهمة حمقاء . أكان سيثنيه عن الرحيل ألف وعد وعهد.! قطعا لا ... من يريد أن يرحل سوف يرحل ولن تثنيه آلاف الوعود التي قطعها ولا كلماته المعسولة المسمومة التي وددت يوما أن يسمعني إياها ولم يفعل الا بمقدار ولم ينطق إلا بحساب .. شأنه في ذلك شأن آلاف الشرقيين أنصاف الرجال لا يهمه من اعتادت أن يحيطها باهتمامه ووجوده ويميزها عن الباقين حتي أحبته و خشيت فراقه وظلت تناشده البقاء بل فقط يهمه صورته ألا تهتز ويهمه العتاب ألا يوجه اليه .. فهو لم يعدها بشيء ولم يصرح لها من الأساس بشيء لكي يبقي ..و كل ماكان صداقة ليس إلا ..وفتاته حمقاء واهمة فلتتحمل وزر حماقتها وحدها ...لا يهمني كل ذلك ولا أكترث له الآن ..يهمني الفقد الذي يبكيني ألف مرة والغياب الذي يقتلني كل لحظة... فلم لا نسعد الا لنشقي !ولا تعطينا الحياه الا لتأخذ بقدر ما أعطت وأكثر ؟. أتعجب كيف يتركني وأتشبث به !! ..كيف ينساني وأذكره . !!. كيف أفقده فأفقد ذاتي !.. لا أعلم كيف سأواجه حياتي بدونه كل ما أعلمه أن لي غدا مريرا وأملا مبتورا ونورا قد خبا وعمرا جميلا قصيرا ولى وانتهي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق