الصفحات

2016/09/18

قصيدة لم أعدْ أحبكِ .. بقلم: موسى حوامدة



 لم أعدْ أحبكِ
  موسى حوامدة

لم أعدْ أحبكِ...
....
تغيَّر القمر كثيراً
بدَّل شكلَه مراراً
تَرَكَ ندوبَه فوق صفحة السماء
وحزنَه على وجه الليل.

كلُّ شيءٍ لم يتبدلْ/...تبدل
لم يتغير/ ...تغير
كل شيء
آوى إلى رحمه الأول
إلى زوجته الأولى
إلى كونه المتلاشي
وحده البحر
ظلَّ يزمجر طامعاً في بيته الجديد.

لم أكنْ أنا البحر
لم يكني البحر
لم أطمع بشيء
ولم أتركْ مياهي أسفل الوديان.

لم أعد أحبك
لماذا لا يعود القمر إلى بيته
والفارس إلى موته
والحبيبة إلى قبرها الأول.

لم أعد أحبك
ودعتُ رملَ الصيف في أول تموز
خارت قوى أيلول على عتبات الخريف
تطلع الغريب إلى غربته
النايُ إلى صوته المتطاير
أدركْ يا نايُ لحنَك المتناثر بين خلجات الهواء
أدرك يا نسرُ جريحَك المثنوي
تعلق بحبال الكمان
يريدك الموت واقفاً تحمي يديه من الخسة
وأنا لا أريدك ميتاً ولا مكلوماً
تمتعْ بنهار أقلّ من ساعاته
مسدْ قلب الصخر
إن نزفت سنواتُ عمركَ فوق شفاه الخسارة.

لم أعدْ أحبك
لم يعد بيتي يشبهك
ولا الحرير المتلعثم قرب سريرك يغري بالنوم
حبيبات العطر تندلق في قارورتها
لا تشتهي نفحها
لا تتشهى الرذاذ
مصلوبة في يقين الزجاجة
تحتسي همس النافذة السقيم
تطير فراشاتُ العمر حول أشجار اللوم
اللعنة تحصد المشاعر
المشاعر مغولٌ يتدافعون نحو القرى
مغولٌ يسدون النهار
 مغولٌ يفسدون القصيدة
 يشبهون الأمس الثقيل
والأمس بطيئاً يجرُّ رجليه جانب الوداع.

أمام تقليب الأعوام في عين الصقر
في ساعة استرخاء
ملأتْ حواشي المثانة بالهطول
والملاءة بالبلل.

لا أحبكِ
ليس للبلور ذنبٌ في اسوداد قلب الثلج
وليس للوردة حصة في جريمة السلف
محصورة عند يباس الحقول
البيت جاثم عند هيكل الخراب
واليرقات تشع نوراً في عَتمة السكون.

لم يعد يغريني الثغاء المعسول
ترهلُ الجسد الواني
بوح الأمهات لصمتهن
صراحةُ الماء لميقات الحنين.

طيورٌ سوداءُ تحلِّق في وهج السطوع
سطح بسيط يفرش ماضيه فوق دار القيامة
حكمة الملل
ترجيء قطع حبل المشيمة
متيم بثناء الغراب
يُرجع العتمة لمحبرة الغجر
زواج عقيم
يفرغ قصائد الحب من كبرياء الجنون.

أميط اللثام
عن محاق هجين.


أ
ح
ب
ك
لم أعد أحبك
ألفٌ تمطُّ رأسها بلا خطٍّ لولبيَ
حاءٌ حائرة تحتاج لحكمة الحرف
باءٌ بائسة تفرد ظهرها جسداً لعبور اليائسين
وكافٌ لا تدلُّ عى سراج التردد في كلام الليل
خوفٌ في مغارة الكلمات
طلاء فوق لسان المنفيِّ والمنفى.

أحبك
لا ...
لن يحدث شيء للكونِ
إذ يخلي الغرابُ سواد الحليب
لن يذوي الشك
خشيةَ الخسارة
من دموع الكلمات.

لم أعد أحبك
لم أعد أسابق الغزالة في مطاردة الشرود
ولا النمرَ في اصطياد حتفه
ودعتُ بداياتي
وغبت عني.

أحبك؟؟؟
.....
لم أعد
أحبك.
29/12/2013
عمان
Musa.hawamdeh@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق