الصفحات

2016/12/20

"داناي" هنري زغيب في "لقاء الأربعاء" الخمسين

"داناي" هنري زغيب
في "لقاء الأربعاء" الخمسين
 
على دعوة من مجلس بلدية جونية وصالون ناجي نعمان الأدبي الثقافي، جرى في القصر البلدي احتفال بإطلاق الكتاب الجديد للشاعر هنري زغيب المُعَنوَن "داناي... مطر الحب"، وذلك بالتَّزامُن مع الاحتفال بانعقاد صالون "لقاء الأربعاء" الخمسين.
 
نعمان
بعد النشيد الوطني، كلمة للأديب ناجي نعمان، منها: "الثَّقافةُ ليسَت كلامًا في هَواء، كلامًا يَعْبُرُ مِن حَنْجَرَةٍ إلى أُذُن، ويَضيعُ هَباء؛ بل هي مَجموعُ ما نُخَزِّنُ خلالَ حياتِنا مِن تَجاربَ ومُشاهداتٍ ومَعلومات، وما نُحَصِّلُ مِن دِراساتٍ وقِراءات، منذُ وِلادةٍ وحتَّى مَمات. ولكلِّ أمرٍ ومَوضوعٍ ثقافتُه، فللتَّربيةِ ثقافةٌ، وللاجتِماعِ ثقافة؛ وللسِّياسةِ ثقافةٌ، وللحربِ، حتَّى، ثقافة؛ كما أنَّ للثَّقافةِ ثقافة! وكَذا في كُلِّ شؤونِ الحياةِ وشُجونِها. والثَّقافةُ، سلاحُ السَّلامِ هي، مَتَى خَبَتْ، اسْتَعَرَتِ الحربُ فغاضَتِ الإنسانيَّةُ، والأَنسَنَةُ معها، ومتى عادَ عِزُّها، مُتَنَوِّرَةً وحُرَّةً، أُعيدَتْ صِناعةُ السَّلام، ونَمَتِ الإنسانيَّةُ والأَنسَنَة".
وتكلَّم نعمان على الشاعر هنري زغيب وكتابه الجديد، فقال: "ذا الآسِرُ عارِفُ كِبارِ العَصرِ والجيل؛ دَرَسَ الأُدباءَ والشُّعراءَ والمَسرَحِيِّينَ والموسيقيِّين، ونِتاجاتِهم، وأطلَقَ يَراعَتَه مُقَوِّمًا، فاكتَشَفَ الأبعادَ الَّتي قَلَّما تُقارَب. والأهمُّ أنَّه لم يَستَغيبِ الكِبارَ يومًا كما لاستِخلافٍ، بل رَسَمَ لنَفسه طريقًا، سارَ فيه سابِرًا أغوارَ ذاتِه، تارِكًا في سِجِلِّ الأدب اللُّبنانيِّ بَصْمَةً، في شِعرٍ ونَثْرٍ وكِتابةِ أغنيةٍ ونشاطٍ ثقافيٍّ وتَدريس، وكانَ هو هو.
وأردف: "ويا عاشِقًا لا يَتْعَب، أجِدُكَ قد وصَلتَ إلى بَرِّ الأمانِ هذي المَرَّة... داناياك، ميثولوجيا حُبٍّ جسَّدْتَها بأسلوبك وعلى طريقتك، فاهنَأْ بها عريسَ أرضٍ عندَ أطرافِ سَماء. وداناياكَ - بعدَما حَوَّلتَها شَذا حِبرٍ على صَحائِفِ المَعرفَة - غَدَتْ دانايانا، فلنَهْنَأْ بها، نحن أيضًا، سِحرَ قراءةٍ وتَمَعُّن. وأمَّا الفتياتُ الفاتِناتُ في لُبنانَ وسِواه، فأَجِدُ أنَّهنَّ سيَهْنَأْنَ بِدانايَ اسمًا يُطلَقُ عليهِنَّ قريبًا!"
 
حبَيش
وتكلَّم الشيخ جوان حبيش، رئيس بلدية جونية، ورئيس اتحاد بلديات كسروان-الفتوح، فأوضح أن هنري زغيب هو ابن صربا، وصاحب مجلَّة "الأوديسيه" الصادرة في جونية، وواضع نشيد المدينة، وصاحب قصيدة "جونية أرزةٌ في البحر"، وذو الحنين الدَّائم إلى جونية، خلال هجرته إلى أمريكا، حنين نلمسُه من خلال مقالاته في الصِّحافة اللبنانية ومداخلاته في وسائل الإعلام المختلفة".
وأضاف حبيش: "يسعدنا اليوم أن نحتفل بكتاب هنري زغيب الجديد "داناي... مطر الحُب"، كما يسرنا أن يشاركنا هذا الاحتفالَ صالونُ الأديب ناجي نعمان الثقافي الأدبي، وأن يكون هذا القصر البلدي واحةً للثقافة والأدب والفنون تأكيدًا منا على أن البلدية ليست لشؤون الناس اللوجستية والإدارية والاجتماعية فحسب، بل هي أيضًا مرجع للنهضة الثقافية والأدبية والفنية في جونية وكسروان الفتوح".
 
زغَيب
وقبل أن يُلقي الشاعر هنري زغيب من كتابه نثرًا وشعرًا، قال كلمةً، جاء فيها: ""دَانَاي... مَطَرُ الحُبّ" هو كتابُ حُبّي الوحيدِ، الحاملُ شِعري ونَثري في حالات هذا الحُبّ الحقيقيّ الوحيد. قبله كان شِعري غَزَلاً افتراضيًّا في حالات "حُبٍّ" افتراضيّ. يشهد هذا الكتاب على حُبٍّ عاصفٍ في حياتي كنتُ أَنتظرُهُ منذ فجر حياتي، وها هو حَلَّ في خريف عُمري ليُذيقَني ربيعًا رائِعًا لم أَعرفْه في ربيعي، فأَذوقَ جَنَّتَهُ منذ يومه الأَول حتى يوميَ الأَخير.
"الحبّ الحقيقيُّ ليس العلاقةَ (رجل/امرأَة)، ولا الرومانسيةَ المراهِقة، ولا الاتصالَ بالآخَر لكسْر الوحدة الفردية، ولا الرغبةَ الجنسيةَ التي (مُقنَّعةً أَو حاسرةً) تشُدُّ عادةً رجلاً إِلى امرأَة. الحبّ الحقيقيّ: حدثٌ استثنائيٌّ لا يأْتي في العمر سوى مرة واحدة وحيدة. هو الكمالُ في الذات والاكتمالُ في الآخر. هو الاتحادُ بالعناصر. بالينبوع الأَول. بالأَصل. الاتحاد بالكون الواسع. بالكون الشمولي. بالكوسموس. هذا هو القدَر بالذات. وهذا هو الحبّ الذي يتّخذ حجْم القدَر. الإِنسان يبدأُ علاقةً ويُنهي علاقة. يبدأُ زواجًا ويُنهي زواجاً. يبدأُ صداقةً ويُنهي صداقة. لكنه لا يبدأُ قدَراً ويُنهيه. القدَر هو الذي يبدأُ في الإِنسان وليس في استطاعة الإِنسان، ساعةَ يريد وكيفما يريد، أَن يُنهي هذا القدَر. القدَر لا يَنتهي. لا يُقَاوَم. ليس في طاقتنا أَن نَبدأَه ولا أَن نُنهيه. هو الذي يبدأُ فينا، يأْتينا من قوةٍ خارجة عنا، يَدخُلنا فيصبح قوةً فينا ولا يعود يَخرج منا ولا يعود يُخرجنا منه. لا قوّةَ في الأَرض خارجةً عنا تستطيع أَن تُنهي هذا القدَر. حتى نحن، لا نستطيع أَن نُنهي هذا القدَر. نَحسب أَننا نستطيع: نَتباعد، نحرَد، نغضب، ننفعل، ننفصل، لكنّ القدَر (قدَر الحبّ) باقٍ فينا ويعود حُكْمًا فيَجمعُنا".
وأضافَ زغيب: "هي هذه داناي في حياتي: كنتُ أَحلمها بهذا الاكتمال، فجاءت أَجملَ من حلمي. جاءت مكتملةَ البهاء: سُطوعَ جمالٍ وسطوعَ روح. ومنذ حلَّت بي ازددتُ شاعريةً وحنانًا، ومات فيَّ الذئبُ العتيق. هذا الكتاب عودةٌ إِلى عناصر الحُبّ الأُولى، عودةٌ إِلى بساطة قَول الحب بالفم الأَول من دون تصنُّع ولا تكلُّفٍ ولا صناعة. إِنه كتابُنا جميعًا. كتابُ جيل لا يخجل بالحب. لا يستحي أَن ينسحق أَمام المرأَة المعشوقة، كانسحاق حبَّة القمح في الأَرض لتولَدَ منها سنبلةٌ حبلى بأَرغفة الحياة. إِنه الحبُّ ببساطة الوردة والمانيوليا من يد الحبيبة. الحبُّ الطالع من النار والزنبق. نارُه المقدسةُ: نار الولَه المجنون، وزنبقُهُ الطهارةُ الطالعةُ من الحبيبة: من شمس عينيها، ومن ميلوديا كلماتها في اللحظات الحميمة".
***
هذا، وجرى خلال توقيع الكتاب ونخب المناسبة توزيعُ 35 عنوانَ كتاب-هديَّة في أكثر من ألف نسخة مِن نِتاج دارِ نعمانَ للثَّقافة ومؤسَّسةِ الثَّقافةِ بالمَجَّان، ومِن نِتاج أصدقاء الدَّار والمؤسسة، كما قدَّم الشيخ جوان حبيش درع البلديَّة إلى كلٍّ من هنري زغيب وناجي نعمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق