الصفحات

2016/12/12

"بين الغربتين" شعر: علي الجمال

"بين الغربتين" 
شعر: علي الجمال

 أقولُ لَكم
والردُّ عِند الصدى سُبّةْ
أعيدُ وهلْ يَنسي نشيدُ العلا ربّهْ ؟!

قيودي بلا حبلٍ ،
صُراخي بلا مدىً
ونبضي يناجي من سراطِ النوى أوبة

أطيلُ على نفسي عويلاً مخافتاً
 فمنطقُ صوتي خافَ يُعطي لها حبّهْ

فكلّ الكلامِ المُنتقى فيّ باهظٌ
إذا سكت الّحرفُ الكليمُ انتظرْ عذبهْ

سأرحمُ من سوطي مجازاً معذباً
لعلّ حدود السلم توقفُ بي حربه

سأرحمُ موتي ،
مهجتي ، ومفاخري
وعطفي
إلى أن يفرضَ الملتقى قرب

ولن أرحم الأنفاس حتي أرى
ملاحمي في الورى قد أصبحت فوقهم قُبة

مسافرةٌ ، حادٍ ،
وشمسٌ قريبةٌ
وماءُ الأماني متعباً هجر القِربة

أنا في المدى والمنتهى عاجزٌ هنا
فلو ألفةٌ بانت تسابقها غُربة

رصيفٌ بلا سيرٍ ،
وقبرٌ مواربٌ
مشيّعُ فرحي تائهٌ لا يرى دَربه

طريقي طويلٌ ، والتأخر جائرٌ
إذا ما عزمتُ الخطوَ عَودي رمى وثبه

ولو أن كل الخطوِ قرب نهايةٍ
لسوف ترى الرحْلَ الظميءَ نسى جُبّـه

وحيدٌ أنا
أُغتالُ حينا ولا أُرى
كنجمٍ علا لا يرتدى بالدجى ثوبه

هلمّي إلى وردي
فمائي معطلٌ
وما لي سوى وردٍ يواددُ بي صَبَّـه

مرضتُ بحبٍ غائبٍ
وابتدت به
مقامرةٌ نحو الجمال بلا توبة

أنا خائفٌ ،
لا بل أنا هائمٌ به
فمن يرشد المشتاقَ
كي ما يعي لبه ؟!

يقول أنوبيسُ الحكيمُ إذا أتيتُهُ
" عشْ فلا موتٌ لمن قد رأى نَحبه "

فقلتُ :
ضعيفٌ سائرٌ نحو سرّهِ
وهذي الدنى عند الهدى نقمةٌ رحبة

متى أوضح التلويحُ ما في مرادهِ
ترى الشكَّ في ميلادنا قد رمى حَربة

تورَّدْ ولا تذبلْ ،
وقمْ وقلْ أنا
فما خاب عقلٌ قد رأى في الضيا قلبه

هناك هنا موتى ،
 هناك هنا أنا
سأتلو دمي كي ما أصير به كعبة


مصر /المنيا / مطاي
13/5/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق