الصفحات

2017/02/12

شعرية الاسلوب و درية الطباق في قصيدة لايتكرر_بقلم: سليم صيفي

شعرية الاسلوب و درية الطباق في قصيدة لايتكرر
بقلم: سليم صيفي

قصيدة لايتكرر _فضيلة عبدالكريم_
يتكرر و لا يتكرر ...
شيئ هارب من الأمنيات
لايتكرر .
شيئ يضيفه لقصتي ..
القدر ..
و لا يتكرر
يذكرني بحديث
الأمسيات
و لا يتكرر ..
بمواعيد تأتي
و لا تأتي
تسكن الغيم
و لا تتكرر
حتى في الخيال
لا تتكرر.
تتكرر و لا تتكرر


حينما قرات في مجلة اصوات الشمال قصيدة لايتكررللشاعرة فضيلة عبد الكريم   لم  تستطع  اعماقي  التحرربسلام  فقد جذبتني الحروف  و قيدني الانسجام  واحتضنتني القصيدة كما تفعل الام الحنون  ما جعلني احاول ان اكتشف بعض اسرارانوارها بعجالة .
العنوان يحيلنا الى التاكيد على عدم التكرار والتاكيد هنا يبين ان الشاعرة واثقة من نفسها وواثقة من عدم معاودة الحصول بنفس الحدة والعظمة والفعالية .
اللازمة مؤثرة  دالة موجهة جاءت في البداية  بصيغة المذكر وبنهاية  تانيثية  ما يفتح الباب على ان الشاعرة تبحث عن  اشياء  كثيرة  متنوعة  ضاربة  في الماضي .اثارها  كلها  حسرة  وجمرة  موقدة  في اعماق الاعماق .
تكررحرف النفي لا ثماني مرات يقرع طقوس الاستحالة والانتفاضة فكل مافات قد مات  لايعود  حتى في الخيال .
رغم قصر القصيدة الا انها تشد القارئ  بوهج التضاد الجميل الذي البس القصيدة   الوانا عدة  تحيل  القارئ على  السفر  بين  الماضي تارة  وبين المستقبل تارة  اخرى  والشك في قول الشاعرة
  _تتكرر ولا تتكرر _و_ تاتي ولا تاتي .
نجد الماضي بارزا  في_ شيئ هارب من الامنيات_و _ يذكرتي بحديث الامسيات _ فهو الشوق والحنين واللهفة لشيئ ما ودليل الشاعرة في نهاية القصيدة حين تقول
_ حتى في الخيال لا يتكرر
 فهي تحتفظ بتفاصيل روحية عميقة تتجلى في الامنيات الجميلة  وحديث الاماسي الاخرى والمواعيد الغالية التي تحتفظ بها .
نلتمس التداخل المثمر بين المعنى والمبنى وحرف الراء من الحروف المجهورة اعطت للقصيدة نغمة رائعة تجذب القارئ تجعله يتورط في القصيدة يتمسك بخيوطها ليصل الى قمة التفاعل.
الابيات جاءت قصيرة بتوجيه رسائل واضحة بدون تعقيد.والترابط بين الالفاظ جاء مشرقا  بدون مزايدات لفظية وفي نهاية القصيدة انهت الشاعرة قصيدتها مثلما  بداتها ما يدل على  تناسق القصيدة القصيرة التي احتضنت مكنونات الشاعرة بكل كفاية ورعاية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق