الصفحات

2017/02/23

“الفيومية” ناقش المجموعة القصصية “الفوضى الخلاقة” لهاني عفيفي

“الفيومية” ناقش المجموعة القصصية “الفوضى الخلاقة” لهاني عفيفي
 


 

كتب/  أحمد خليفة
نظم مكتب “الفيومية” التابع لمؤسسة “ولاد البلد” مساء اليوم الخميس، مناقشة للمجموعة القصصية “الفوضى الخلاقة”، للكاتب هاني عفيفي، حيث ناقش المجموعة  القاص والروائي أحمد طوسون،  والناقد ياسر محمد، بمشاركة مجموعة من الأدباء والمثقفين بالفيوم.

بدأت الندوة بقراءة لإحدى قصص المجموعة، ألقاها الكاتب هاني عفيفي، ثم انتقلت الكلمة لأحمد طوسون والذي تحدث عن الملامح العامة للمجموعة، حيث أشار إلى أن نصوصها تتسم بالصعوبة، فرسم الكاتب لوحات سيريالية، اعتمدت على نقلة ما، تحدث الفارق داخل النص دون الإخلال ببنيته.

وأشار إلى أن النصوص كانت تحمل مجازًا في الصورة ومجازًا في المعنى، فيما جاءت الشخوص والأماكن كونية غير مرتبطة بحدود زمنية معينة، مضيفًا أن هناك ملمح أو تيمة سائدة داخل معظم النصوص وهي “الخريف”، لكن الخريف عند هاني لم يكن بمفهومه السائد الذي يمثل النهاية أو الموت، إنما جاء الخريف هنا كبداية وأمل جديدين.

وأردف طوسون، أن الكاتب استخدم مدلول العائلة في أغلب نصوص المجموعة كمرادف للسلطة، ثم انتقل إلى تفنيد بنية النصوص.

بعد ذلك تحدث ياسر محمد طارحًا قراءته للمجموعة، قائلا: بقراءة نصوص “الفوضى الخلاقة” تجد هاني لا يعتمد على توقعات محكومة بالمنطق أو بالحدس والتخمين لأنه يتكئ على مجموعة من الإيماءات والإشارات داخل القصة كما أنه يستخدم ظاهرة التفتيت حيث يتعمد تشتيت السياق السردي  وتداخل العوالم وتشابك الأحداث ما يجعل قصص هاني أشبه بالبناء المقطعي المجزأ إلى وحدات، تبدو كل وحدة وكأنها صورة منفردة مصغرة للبناء الشامل، وتصبح  بنية فنية تنقل مجموعة من الأحداث أو خبرة أو موقف ما وفق نسق متوافق يخلق إدراكا كليًا خاصً به.

ويضيف محمد،  اللغة ذاتها تستطيع أن تكون الحدث، وتشكل دراما كاملة، ومن الممكن أن يحل الوصف دون حكاية محل الحدث، وتكون له نفس فعالية الحدث وتشويقه وتطوره الدرامي “وطبيعي أن اللغة والوصف هنا ليسا مجرد كلمات، ولا مجرد رصد للظواهر بل فيهما ما هو أعمق وألصق بالنفس وبالواقع على السواء، كما نرى وإن كان ليس بشكل واضح  تفتيت اللغة فيما يسمى اللغة الصامتة التي تعتمد على الرموز والأحلام والرسم، كما يبرز في قصص المجموعة تراكم الصور عبر المشاهد دون خضوعها لمنطق السببية، فيضطرب الزمن ويتداخل ويتشابك بحيوية تعتمد على التداعيات عبر تيار الوعي فتأتى الصور والمشاهد المجزأة في صورة كلية ليست وصفية جامدة بل متزمنة بزمن ومتحركة وديناميكية، تعتمل داخلها سلسلة من المتناقضات المتداخلة والمتماثلة.

ويشير محمد، أن هناك ملمح هام داخل قصص المجموعة وهو النزوع إلى دمج الأسطوري بالواقعي، التاريخي باللا تاريخي، وذلك دون التفريط  بالحالة العينية التى يجسدها نص القصة خاصة إذا كان السرد ليس رواية لحدث أو فعل، وهو ما وضح خلال القصص التى كانت تسرد تطور انفعالي أو فكري ما  تحقق عبر وصف عيني بصري حسي للأشياء.

ثم فتح باب النقاش للجمهور، والذي تداخل مع نصوص المجموعة ومع كلمات المتحدثين، حيث شهدت المناقشات تفاعلًا كبيرًا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق