الصفحات

2017/04/09

قراءة في كتاب المشهد العراقي للكاتب ممدوح الحبوس ... الواقع والطموح بقلم: د. باسل مولود يوسف



قراءة في كتاب المشهد العراقي للكاتب ممدوح الحبوس ... الواقع والطموح

د. باسل مولود يوسف

يعد الأنسان أَحد أركان الحياة ومكوناتها الأساسية، فهو الذي يعطي لها معنى وجودها ويقود تقدمها، ويحدد معالمها ويتحكم في محتواها ويعمل على تسخيرها لصالح وجودها ومن واجب المجتمع رعايتة ومنحهُ الحق بالعيش فيها وتقديم مافي شأنهُ  لتسهيل ديمومة نشاطهُ وسبل تقدمهُ بما في ذلك توفير إحتياجتة والحد من كافة المؤثرات التي تعيق حركتهُ وتعكر صفو حياته.
        ومن هذا نقول أن الكاتب ممدوح محمد الحبوس كاتب عراقي مخضرم من مواليد تكريت 1941 قدم لنا كتابهُ الموسوم قراءات في المشهد العراقي، الصادر من دار الأبداع للطباعة والنشر تكريت رقم الأيداع (1086) لعام 2016 وهذا الكتاب وصلني يوم 16/9/2015 وبدأت بقرأتهُ بشكل دقيق ومفصل وهو من الكتب التي تصنف أو تختص بالعلوم السياسية والأجتماعية والتاريخية ويمثل هذا الكتاب عدد من المقالات الصحفية التي كتبها في العراق وخلال فترة طويلة من الزمن وتم نشر أَغلبها في الصحف والمجلات العراقية حصراً ثم نشر بعض منها على صفحات التواصل الأجتماعي ومواقع آخرى، وتوخى من هذهِ المقالات تجسيد حبهُ لبلدهُ الجريح الصابر حيث قلبهُ وجوارحهُ كلها تنبض با الحب والأعتزاز لبلد الحضارات ومدينتهُ الأم الحنون التي أَعطتهُ كل ما يؤيد من خير حتى أصبح قامة عالية.
        هذهِ المقالة عن كتاب (قراءات في المشهد العراقي) للكاتب ممدوح محمد الحبوس قصدت فيها إلى أن تكون بياناً عن ناحية من النواحي السياسية والفكرية والأجتماعية في العراق، وأننا لنرى أزدياد الأهتمام بتلك الظروف عامة من جهة، وتدهور الأوضاع السياسية والخدمية والأجتماعية من جهة أخرى.
        ومن هنا بدأت أفكار الأدباء والكتاب وأصحاب الأختصاصات الأخرى تتفجر وهممهم تتصاعد وأصواتهم تتعالى للوقوف الموقف السليم لمعالجة وأصلاح ما يمكن أصلاحهُ وبالقلم الحر الشريف النزيه وهو موضوع جدير بالدراسة والأهتمام.
        ومنذ أستلامي للكتاب، وأنا أعنّي نفس بقرأة مادتهِ، وتبين مداه، والبحث في تفاصيلة، لأكون في دائرة البحث، ولأتمكن ما قدر لي ذلك. تناول الكتاب أكثر من خمسين مقالة تناولت الجوانب السياسية والتربوية والأنسانية، يستهل الكتاب با أول مقالة IamSory)) وهي من المقالات المهمة التي تتحدث عن الأحتلال الأمريكي وجرائمهُ البشعة داخل العراق العراق من قتل وسرقة وأعتداء وهظم للحقوق تحت هذا الشعار (أنا أسف) (أنا أعتذر) كما يقول أَحد الكتاب الديمقراطية القذرة التي صورها لنا أن ندخلها من باب الجنة الواسع والجميل ثم يدخل في مقالة أَخرى (سماها الأعتراف) وهي أَقرب الى السيرة الذاتية وهو يتحدث عن جزء من حياتهِ السياسية والقضايا التي يؤمن بها مستهلاً بعض العبارات (أنا عراقي..عشت فقيراً...) أنا يساري وقد أظهر فيها براعة عالية ودقة مميزة في نقل تلك الأحداث وبقية الأحاطة الشاملة بمواضيع هذا الكتاب قسمهُ الى ثلاث محاور وهي تناول:-
اولاً المواضيع التربوية:-الأَمية وتعلم الكبار، التعليم الناشط، بالأَمل والعزيمة والعدالة الأجتماعية وحب الوطن ينتهي الأرهاب، تساؤلاتحول واقع التعليم وتدنى المستوى العلمي، من أنت، مشاهدات، مفاوضات وطموحات، متى تنتخبي لمحاربة الأرهاب، مجموعة مواضيع تحت عناوين صرخات المواضيع الثقافية.
ثانياً المواضيع الثقافية:-البيت الثقافي، العراق أنتصارات وأنتكاسات، المتظاهرون والقنفة، الى جماهير محافظة صلاح الدين الكرام مدن عراقية أصيلة، بافقراء العالم أتحدو، تهنئة بعيد العمال صدقة صغيرة تدفع بلايا كبيرة، عيد المعلم، غضبة شعب ثورة جياع، فذكر إن نفعت الذكرى، قل الحق ولا تخف المواضيع السياسية.
ثالثاً المواضيع السياسية:- الديمقراطية، المصالحة الوطنية، أثنان لا ثالث لهم، أربعة سنوات من الأحتلال، أرحموا وطناً جريح، الأنسحاب الأمريكي وأستلام الملف الأَمني، جلاء القوات الأجنبية من العراق مهمة لا تقبل التأجيل، وطنيون ومفسدون.
 من أهم المواضيع التي ركز عليها الكاتب هي الفساد الوظيفي والفساد الأداري أَفة العصر وبين أثارهُ وسبل معالجتهُ ببعض المقالات ثم تناول موضوع آخر مهم هو المحاصصة المقيتة وهي من أَمراض العصر والأحتلال وأستنزاف قدراتهم عبر الأختيارات الفاسدة والفاشلة للمناصب وبين تأثيرها السلبي على حاضر العراق ومستقبلهُ.
إن أغلب المواضع التي عرضها الكاتب جديرة بالدراسة لأنها أوقفتنا على حقائق مهمة وضرورية، وقدمت بعض العلل التي تلحق باالمجتمع والآثار المرتبة عليها.، وساهمت في إقامة الحجة والبرهان على حيوية ومرونة و واقعية الطروحات والمعالجات التي تخدم الجانب الثقافي والأجتماعي والسياسي في مرحلتين مهمتين الأولى بعد الأحتلال الأمريكي للعراق بعد 2003 والمرحلة الثانية بعد هجوم داعش وما رافقهُ من تدمير لكل مفاصل الحياة والبنى التحتية لها. وقدم بعض المعالجات السياسية لبعض المواضيع التي تتناول الجوانب المضيئة في التأريخ كدور المعلم والتربوي في رفد المجتمع بجيل مثقف واعي،وتحدث عن تأريخ مدينة تكريت وما تمتع به من أصالة وعمق بعيداً عن التبعيات الفكرية.
        وقد تناول بعض المواضيع السياسية بحيادية تامة وأختار بعض المواضيع المهمة التي لم تنل حظاً وافراً من الدراسة مقارنة بغيرها من المواضع السياسة والثقافية، بالرغم من أهميتها وأثرها في المجتمع، ولابد من الأشارة إن أغلب المواضيع التي طرحها لنا بواقعية وعلمية ورؤى مستقبلية، تستحق الاشادة والتقدير وتسجل ملحوظة ايجابية لصالح الكاتب.
        هنا برزت الحاجة الى أن يتولى الباحثين والدارسين وأهل الأختصاصات والمثقفين أهتمامهم بالقضايا السياسية والثقافية لأعادة بناء النسيج الذي مزقتهُ الظروف العصيبة التي مر بها البلد. والتي أشار أليها الكاتب بشكل مختصر.
        أثارت هذهِ المقالات أشكاليات متعددة لعل من أهمها هل السياسة الحالية تمكنت من مواجهة مخاطر الظروف الحالية والأنفلات الأَمني والثقافي وكيف عالجة الجهات الحكومية وغير الحكومية والأهلية تلك المواضيع في جانب التعليم والخدمات والثقافة وبقية الجوانب المهمة وماهو التكييف القانوني والسياسي لكل جانب من الجوانب او لكل موضوع من المواضيع التي تناولها الكاتب.
        بذل الكاتب في دراستهُ العلمية ُجهد لا يستهان به من العمل المتواصل، وحسبهُ أجتهد وجدّ وتكلل عملة بالنجاح وتجاوز بعض العقبات والصعوبات في أعداد هذا العمل أثناء الكتابة، أضافة الى ذلك صعوبة الحصول على التقارير والمعلومات لتوثيقها أضافة الى صعوبة الحصول على اغلب المراجع والمصادر التي تستند اليه مواضيع مقالاتهُ.
        أما المنهج الذي أستخدمهُ في الأعداد والتقديم لهذا الكتاب هو المنهج التحليلي للوثائق والوقائع والنصوص ذات العلاقة بموضوع المقالات، هو الأسلوب الجديد في المناقشة تنظيماً وأسلوباً وأستدلالاً ثم بعد ذلك أجرى التحقيق والأستنباط.
        وفي الختام نتمنى للكاتب التوفيق في عملهُ وسائر الأعمال الآخرى ولابد من الأشارة إن هذا العمل تم فحصهُ من الناحية العلمية وكانت معلوماته خصبة وغنية، وأن اي عمل من صنع البشر لا يخلو من بعض المؤشرات السلبية التي تحتاج الى تقويم وقد تم الشارة الى بعض الملحوظات التقويمية، ونتمنى من الله أن نكون قد وفقنا في ذلك.

كتبت في تكريت 3/4/2017

د. باسل مولود يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق