الصفحات

2017/05/24

رواية العنف.. دراسة سوسيونصية في الرواية العراقية مابعد 2003 للدكتور باسم صالح

رواية العنف.. دراسة سوسيونصية في الرواية العراقية مابعد 2003 للدكتور باسم صالح 
محمد رسن

ضمن سلسلة نقد التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة، صدرَ كتاب للدكتور باسم صالح عنوانهُ: (رواية العنف) دراسة سوسيونصية في الرواية العراقية مابعدَ 2003.
حيثُ شهدت الرواية العراقية بعدَ سنة 2003، حضوراً لافتاً لثيمة العنف، لاسيما العنف الجسدي. وهذا الحضور هو أنعكاس وتمثل للعنف المجتمعي الذي شهدهُ العراق بعدَ التغيير الكبير الذي حدث سنة 2003، نتيجة لانهيار السلطة المركزية، وهيمنة الفوضى. وغياب الأمن، حيث تصدع البناء المجتمعي للمجتمع العراقي، وبرز للعيان العنف الجماعي، وظهور الجماعات المسلحة التي تتخذ من العنف شعاراً لها.
ونقصد بالعنف هنا الإيذاء الجسدي، والتعامل بشدة وقوة مع الآخر من أجل إقصائه وإلغاء وجودهُ المادي والمعنوي، أو قهره وإخضاعه، حيث تحول العنف إلى سلطة تمارسها الجماعات المتناحرة بوسائل مختلفة، تدفعها غريزة التسلط والسيطرة على الآخر.
كما يقصد برواية العنف: الرواية التي ترتكز على ثيمة العنف، لاسيما العنف الجسدي، حيث تعالج العنف وتمثلاته في المجتمع بأشكال مختلفة.
بعدَ هذه الخلاصة الموجزةيذكر الكاتب أن هذه الدراسة ستتناول الرواية العراقية التي كُتبت بعد تغيير النظام السياسي في العراق سنة 2003- بغض النظر عن الموقف الأيديولوجي للرواية من هذا التغيير- حيث يشكل هذا التغيير نقطة تحوّل كبرى في تاريخ العراق الحديث. وهذا يعني أن مصطلح (مابعد التغيير) معني بالتحقيب التاريخي، وليسَ بالتحقيب الآيديولوجي. كما تعالج رواية مابعد التغيير القضايا التي أستجدّت بعد التغيير نتيجة الحرية في الكتابة التي أكتسبها الروائيون، أو تعالج القضايا السياسية والاجتماعية في مرحلة حكم النظام السابق بالنقد والمراجعة، والتي لم يكن مسموحاً للكتّاب الخوض فيها أو مناقشته.
بعدَ هذا التوضيح يلخص لنا الكاتب الفصول التي تناولها في كتابه والتي جاءت على التوالي. فقد درس الجسد في الفصل الاول (الجسد) على عدَّ أن الجسد هو الذي تجري عليه عمليات العنف والتسلط والتعذيب وإلغاء الوجود إلانساني. وقسم الفصل بدوره على مبحثين: درس في المبحث الاول الموت العنيف، حيث هيمن الموت على نحو واضح في تمثلات العنف الجماعي في الروايات عينة البحث.
بينما درس في المبحث الثاني (الانبعاث) بعد الموت. حيث وجد أن ثيمة الانبعاث أو وهم الانبعاث بعد الموت شكّلت حضوراً لافتاً في الروايات المختارة.
كما تناول في الفصل الثاني (كرونوتوب العنف)، على فرضية أن العنف في الروايات عينة البحث كان مجسداً من خلال الزمان (الآن- بعد التغيير)، والمكان (هنا- أي في بغداد). وعلى هذا الاساس قسم الفصل الى مبحثين،
درس في البحث الاول زمن العنف، حيث يتكرس العنف على نحو مهيمن في حاضر الشخصيات. بينما أختلف الروائيون في النظرة الى المستقبل، بين النظرة المتفائلة، والنظرة المتشائمة، وغياب الرؤية المستقبلية.
بينما درسَ في المبحث الثاني فضاء العنف، حيث هيمن تمثيل العنف في العاصمة بغداد. وهذا ما أنعكس على عنوانات الروايات عينة البحث حيث تحضر كلمة (بغداد) في عنوانات روايات العنف المختارة.
أما الفصل الثالث فقد تناول فيه (النص- المرآة)، حيث يرى أن النصوص الروائية عينة البحث تستند على نصوص سابقة وتقوم عليها، فتكون النصوص اللاحقة مرآة للنصوص السابقة، مع مراعاتها للسياقات التاريخية والاجتماعية في زمن كتابة النص- المرآة. وهذا مايجعل الروايات عينة البحث تنتمي لأدب مابعد الحداثة.
يذكر أن الكاتب وقع أختياره على ثلاثة نماذج روائية من الرواية العراقية في مرحلة مابعدَ التغيير حيث عدها روايات عنف بأمتياز وهي:
1-أموات بغداد، جمال حسين علي الصادرة سنة 2008
2-فرانكشتاين في بغداد، أحمد سعداوي الصادرة سنة 2013.
3-مشرحة بغداد، برهان شاوي، الصادرة سنة 2014.
لقد قامت الدراسة على فرضية هيمنة ثيمة العنف في النماذج المذكورة بحيث يمكن أن نسمي هذه النماذج بروايات العنف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق