"حكايات" محمد الجنوبي بنكهة الذكريات

"حكايات" محمد الجنوبي بنكهة الذكريات

شيماء عبد الناصر حارس

يحكي الجنوبي في معرض" حكايات"، قصته المفعمة بالإنسانية من خلال أعمال جمعت بين الذكريات والسنوات التي قضاها يرسم، وبين ما توصل إليه من خبرة بعد كل هذه السنوات وما تجمع لديه من معرفة حيث يمزج بين الأعمال الفنية المبكرة منذ أيام الدراسة مع عمل حديث ربما وليد اللحظة أو قبيل المعرض، لكن بحرفية الفنان يستطيع أن يصنع هذا التمازج البسيط والمرن بين لوحة أو قطعة صغيرة قديمة أو متهرئة وعمل حديث وأن يضع لمسات مختلفة على كل عمل، فلكل لوحة مذاق إنساني خاص يعبر عن عوالمها التي تغوص في الماضي وتعود للانطلاق في الحاضر جامعة العديد من المشاعر والخبرات والحكايات والقصص التي عاشها الفنان محمد الجنوبي خلال سنوات عمره والناس الذين عاصروه وكانوا معه في رحلة العمر، فخلال عقدين من الزمن كان الفنان يقوم بأعمال فنية وقد يتركها ويعود إليها مرة أخرى، ثم يرسم بعدها الكثير والكثير، فيمر الزمن وتتشعب الخبرات، ويعود الفنان للحظة الأولى، لحظة الميلاد من خلال العمل القديم، فيرى نفسه وحياته، وكيف كان يرى الدنيا منذ سنوات؟ وكيف أصبحت رؤيته للحياة الآن؟ فيجمع كل ذلك في عمل فني واحد، الأشياء التي قد يكون رآها تافهة أو ليست ذات معنى في الماضي قبل النضج والمعرفة، عاد يراها أكثر بريقًا ورقيًا وجمالًا، والذكريات التي بينها الحزين وبينها السعيد، والآمال والأحلام والعمل في أكثر من مكان والسفر إلى عوالم أخرى، فكل مكان سافر إليه الفنان أخذ منه وأضاف إليه، فالمعرض" حكايات" اكتشاف، إعادة نسج لقصة حياة الفنان من خلال أعمال فنية رائقة وفائقة الجمال.