الصفحات

2017/09/14

عَذراءِ القَبيلة .. بقلم: أحمد إبراهيم الدسوقى

عَذراءِ القَبيلة
 أحمد إبراهيم الدسوقى

بَعد ليلٍ طويل .. دامَ ملايين الأعوام .. تَلبدت خِلاله
سُحب الأرضِ الداكِنة .. بِخطايا البشَر وذَلاتهم .. ولَعبت
ثَمالة النْشوى لُعبتها الأمَدية وإعتَملت .. إِنبثقَ فجرٌ جديد
مُعشوشب بِالأَحداث الجِسام .. وماإِن شَقت أولى
شُعيعات الشمس طريِقها لسطحِ البسيطة .. أَخذت
الرياحُتعوى كالذئابِ .. ومع عوائِها .. إِنطلقت عذرا ء القَبيلة البشرية .. تتوهج في الصباحِ الداكن .. منتحبة إنتحابها الأزلى المُعتاد
تقول بعيونٍ مِلؤها الفزع والجزع  :-
ــــ  يا ويلى .. يا ويلى
تَناهت صَرخاتها إِلى خُلوة شيخِ القبيلةوحكيمها (أَسلاف)  .. فَصخت سمعه .. فَهبط من فوقِ رأسِ جبل الظُلمات .. طوال ثلاثةْ ليالى .. يجرُ نفسه جراً .. ويجر معهُ سنواته الألف إلا عام .. ثم  نظرَشيخ العشيرةالى عذراء القبيلة المَذعورة .. يَتكىء على عَصاه .. فشهقَ وأدركَ كنه الأمر .. ثم قالَ صائحاًبوجههِ المتغضن :-
ــــ  وافجيعتاه .. وافجيعتاه
لقد وطأَ الشيطان عذراء القبيلة الأرضية .. فى خُدرها .. لقد لوثَ نقاء سريرة القبيلة البشرية الأولى .. فى عَذراءِها.. واأمراه الجَلل .. واكارثتاه الزَلل .. درئاً للفَضيحة .. ومحوا للذِلة .. وإصلاحاً لِلأَمر.. يُعقد قران الشيطان .. على عَذراء القبيلةهذا إِن تنازلَ .. عظيم الشأن .. وتعطفَ علينا .. بهذا الشرفِ الكبير
وغادرَ شيخِ القبيلة ساحةَ العشيرة مُنكسرا.. والجميع آسفاً عليه .. يَترنح تَرنحاً ..ذاهباً الى خِلوته ..فوقَ رأس جبلِ الظلمات .. وقدسالتْ على جَبينه ..دمعات الذُل والإِنكسار والإِستسلام .. والخِزى والعَار والدُونية ..لعوالمِ الشيطان وألاعيبها .. لكن ما الحيلة .. وظلَ فى خُلوته عشرة آلاف عام بُروجية ..مِلؤهاالحسرةوالندم .. غير ماسوفاً عليه .. يَترنم في جلسته .. بصحف الأقدمين الأولين
وبعدَ مرور سنواتٍليست بِقليلة .. عُلقت خلالها الرايات السود فى القَبيلة .. ولم تأمن العذارى على أنفسهن .. من آلاعيب الشياطين
تَلبدت السماءُ من جديد .. فلقد صعدَ الي شيخِ القبيلة صعوداً .. في يوم البروج .. وصرعهُ بالنبلةِ إنتقاماً وتشفياً.. الطفلُ(وافجيعتاه) المُعقد الأَرعن النافر عن القَطيع .. إبن الشيطان سِفاحاً .. من عذراءِالقبيلة ..الذى كبرَ وشبَ عن الطوق .. وأخذَ عهداً كونياً على نفسهِ بالإنتقامِ والشقاء ..  تهتز له البُروج .. وتَرتج له السماوات .. والتي أمهُلا تزال صَرخاتُها تمزق كبدِ السماء .. لقد رفضَ الشيطانُ.. الإقتران بها بدعوى عدمِ طُهرها..ودنو نقاء جنسها البَشرى .. الذى يرجع إلى آدم.. نبى الله أبو البشر .. عدو الشيطانِ اللدود
فحاذرن ياعَذارى القَبائل  .. من زياراتِ الشيطانِ الليلية.. وإحذرن اللهو الكونى البرىء .. يومَ السنة البروجية .. وإحذروا يا شيوخِ القبائل .. من نبال الطفلِالذى شبَ(وافجيعتاه) .. والذى لازالَ يلهو منقباًكالرحالة السابقين.. عن آثار وحفريات شيوخِ القبائل والعشائر الأَقدمين .. متربصاً بحجيراتِه لهم بالمرصاد .. يومَ البروج.. عندما تحتشد الحُشود .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق