الصفحات

2017/09/24

كحل وحبر إيزابيل زغيب كسرواني بقلم: محمود سلامة الهايشة



كحل وحبر إيزابيل زغيب كسرواني
محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري
          هيا نقرأ سويا ديوان "كِحلْ وحبر" للشاعرة اللبنانية "إيزابيل كسرواني"، والصادر عام 2012، والذي طبع بمطبعة روحانا الشمالي-درعون-لبنان، صمم غلافه ميشيل كسرواني و ميرا أبو ملهب.
          يقع الديوان في 157 صفحة من القطع المتوسط، يحتوي الديوان على المقدمة بقلم الأب الدكتور سمعان بطيش، وكانت المقدمة بعنوان "كحل وحبر .. قلمان مضمّخان بالجمال"، ثم الإهداء، وقد قسمت الشاعرة كتابها إلى سبعة أجزاء، كل جزء وضعت له عنوان يقع تحت كل جزء مجموعة من القصائد، حيث جاء هذا التقسيم كتصنيف لكل حزمة من القصائد ذات الجو النفسي الواحد والموضوعات المتشابه، لذلك نستطيع أن نطلق على كتاب "كحل وحبر" بأنه مجموعة شعرية.
          جاء الجزء الأول بعنوان "وقفات ع مسرح الحياة" ويحتوي على 15 قصيدة، أما الجزء الثاني "وطنيات" وبه 6 قصائد، والثالث "لما منزرع وَفا" وبه 8 قصائد، بينما الجزء الرابع "مناسبات شعرية" وتحته 7 قصائد، ثم الجزء الخامس "مشوار ضياعنا" وبه 12 قصيدة، وأتى الجزء السادس "غزل" ويشمل 7 قصائد، أما الجزء السابع والأخير "شعر أغنية" وبه 6 قصائد،وعليه فالديوان يحتوي على 61 قصيدة.
واللغة المستخدمة في كتابة قصائد الديوان هي اللغة العربية الفصحى الممزوجة باللهجة اللبنانية، فهناك أبيات شعرية كتبت بالفصحى وفي نفس القصيدة أبيات كتبت باللغة اللبنانية المحلية.
          اختارت الشاعرة إيزابيل زغيب لقصائد لديوانها "كحل وحبر" عناوين تتشكل ما بين كلمة واحدة وثلاثة كلمات، فقد بلغت عدد القصائد التي جاء عنوانها كلمة واحدة 21 قصيدة (34%)، والتي كان عنوانها كلمتين 34 قصيدة (56%)، بينما القصائد التي جاء عنوانها مكون من ثلاثة كلمات 6 قصائد فقط (10%).
          صدرت بعض قصائد ديوانها هذا بسؤال تحاول الإجابة عنه داخل القصيدة، مثل "مين قال إنّو الكذب ملح الرّجال؟" قبل قصيدتها "الكذب مِلح الرّجال" (ص29-30)، أو ذكر الموقف أو المناسبة التي على غرارها كتبت قصيدتها مثل "إفطار رمضاني وأمسية شعرية ببعلبك بدعوة من شعراء (دوحة الشعر) 2007 وذلك قبل قصيدتها "عَيْش ومِلحْ" (ص31)، أو كإهداء لشخصية "لِشريك العمر" في قصيدتها "عِشْرِتنا" (ص32-33)، وفي قصيدتها "قايدْ جَيش" (ص53-54) حيث تهديها لقايد جيشنا العماد "جان قهوجي" قائد الجيش اللبناني، أو كمفتتح للقصيدة "عَ درب الشعر، ولا يوم حسيت أنك مش معي" قبل قصيدتها "بَيّي" (ص40-41). وكذلك في قصيدتها "عيون إمّي" (ص44-45) تقول "أنا وعمْ إتأمّل تكاوين إمّي يللي صارت ببرواز، كتبت: عيون إمي". وفي قصيدتها "الحقيبة" جاءت لتسجيل موقف سياسي معين، حيث صدرت القصيدة بالفقرة التالية "لكلّ مرأة حسّت بالإهانة لما تشكلت حكومة ما في إلها فيها مطرّح سنة 2011 لكلّ النوّاب يلي رضيو بالأمر الواقع بهدى قصيدتي". ولم تنسى الشاعرة الكتابة عن الراحلون من أصدقائها، حيث جاءت قصيدة "سلوى" (ص76-77)، في تأبين "سلوى القطريب" التي وصفتها براحلتنا الغالية.وكذلك لرُوح الشاعر "مارون كَرَم" (ص81-82).
          وهناك قصائد صدرتها بخلاف عنوانها بإهداء وصورة فوتوغرافية للشاعرة إيزابيل زغيب تجمعها مع الشخصية التي كتبت لها القصيدة، ففي أطول قصائد الديوان (ص65-70) قصيدة "وديع الصافي" كتبت (بمناسبة تكريم فنان لبنان الكبير "ويدع الصافي" بالبترون). وفي قصيدة للشحرورة "صَباح" جاءت صورة تجمعها بها (ص74-75). وبما أن الشاعرة ناشطة اجتماعية وحقوقية، فلما تنسى الكتابة عن السجناء والأسرى، فقد أهدت قصيدتها "إلى أنطوانيت شاهين" (ص83-84) وكتبت تقول قبلها (بعد ما سمعت شهادة "أنطوانيت شاهين" عن معاناتا بالسجن وقريت – "جرمي البراءة" كتابا عرفت كتير منيح أنّو بشريعة الغاب ما في تمييز بالمعاملة بين أسير وأسيره: ومين قال ما في مساواة؟!). ففي قصيدة "تَحدّي للجار" (ص89-90) كتبت (لما كنت عم ولّع سيجاره لجارتنا وما لّبت القداحه، قال لي زوجها الجار الشاعر نبيه واكيم، "شو يا جاره؟ الهيئة نارك مطفيي" من بعد ما مشيو كبرت براسي القصة، كتبت ها القصيدة). وقبل القصائد "نسيب الشعر"، "ثورة فكر"، "شاعر من وطننا"، صدرتهم بعبارة (قصائد كتبتا في تقديم حفل توقيع كتاب "ثورة فكر" للشاعر "نبيه واكيم") وهذه القصائد الثلاث تدل على أن شاعرتنا إيزابيل زغيب" تشارك في الأمسيات والندوات والمناسبات الأدبية والشعرية، وليست مشاركة بالحضور وفقط بل بتقديم وإدارة تلك الاحتفالات، وذلك بلغتها الشاعرة بكتابة القصائد والأبيات الشعرية التي تتناسب مع الحدث، أي أنها ذات موهبة شعرية تجعلها قادرة على التأثر بالموقف فيكون رد فعلها أن تشدو شعراً. وقبيل قصيدة "مملكة الشعر" (ص96) قالت: (بها القصيدة افتتحت أمسية شعرية "بملكوت الشعر" بدارة الشاعر رفيق روحانا بـ ضيعة عشقوت). تهجو الشاعرة ما لا يعجبها بالشعر فجاءت قصيدتها "للشاعر الهجومي" (ص97-98) تقول عنها: (بعدو بيهاجم المرا ... شو ما رح يتعب؟). وقد كتبت العديد من القصائد لرصد المكان، فالأماكن حضرة وبقوة داخل ديوان "كحل وحبر"، فكتبت قبل قصيدة "حارة حريك" (ص117-118) تقول: (في حفل عشاء رعية حارة حريك 12 نيسان).
          علما بأن الشاعرة اللبنانية/ إيزابيل زغيب كسرواني.. من مواليد بلدة القليعات – كسروان، أتمت دراستها الثانوية في ثانوية عجلتون الرسمية. ودرست العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية – الفرع الثاني – جل الديب. ناشطة اجتماعية ومناضلة في مجال حقوق الإنسان ومناهضة العنف ونشر ثقافة السلام... منتمية إلى التجمع النسائي الديمقراطي، منتمية إلى ملتقى المرأة العربية، منتمية إلى اتحاد الشعر اللبناني، منتمية إلى "لقاء الاثنين".. نُشرت قصائدها في بعض الصحف والمجلات (النهار، الحديث، المسيرة، صوت الشاعر). صدر لها أول ديوان عام 2005 بعنوان (أهواكَ لكن!)، بينما ديواني (كحل وحبر) و (قضيتي في قصيدة) عام 2012.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق